جاءت افتتاحية صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة الاثنين 24سبتمبر، بعنوان " أهله ضاقوا به". وذكرت الصحيفة انه كشف استطلاع حديث للرأي العام الأمريكي حول ثقته بإعلام الرئيس أن 60% منه لا يثق بهذا الإعلام، وبالذات تغطيته للأحداث السياسية، وهو أمر يشي بانخفاض كبير في ثقة الأمريكي بإعلامه ليس من حيث القيمة المطلقة، حيث إنها تشكل أغلبية الرأي العام الأمريكي، ولكن أيضاً من حيث القيمة النسبية التي كانت قبل العام 2004 أكثر إيجابية. وأشارت الصحيفة أن التغطية السياسية التي يهتم بها المواطن الأمريكي العادي هي تغطية الأحداث داخل بلاده بالدرجة الرئيسة، وهو أمر يفضح أكثر طبيعة هذا الإعلام وتحيزه لمصالح محددة . فإذا كان هذا الإعلام لا يصور ولا يعبر عما يجري في بلاده تصويراً وتعبيراً صادقين، فكيف حال تعامله مع بلدان وقضايا أخرى موقفه متحيز ضدها؟ وقالت الصحيفة إن التقرير الجديد ليس جديداً لمن يعانون من البلدان والمجموعات الأخرى، تحيز الإعلام الأمريكي ضدهم، لكنه كما يكشف الانحدار الذي آل إليه الإعلام في الولاياتالمتحدة، فهو يعطي وزناً راجحاً لشكاوى الآخرين من طريقة الإعلام عن قضاياهم ومشكلاتهم في الإعلام الأمريكي، وليست المسألة هنا متصلة بالجانب الأخلاقي الذي يفرض على الإعلام النزاهة والمصداقية في التعامل مع القضايا فحسب، لكنه يتصل أيضاً بالنتائج العملية التي تؤثر في هذه القضايا. وأشارت الصحيفة إلى أن التحيز، مثلا، ضد القضايا العربية والإسلامية خلق حالة من الكراهية للإسلام أو الرهاب الإسلامي، قادت إلى كثير من الأضرار على العرب والمسلمين في الغرب، وبالذات في الولاياتالمتحدة، فهم يعانون كل أنواع التحرش الفردي والجماعي التي يمارسها ضدهم المواطنون الآخرون بسبب ما امتلأت به أدمغتهم من أكاذيب وافتراءات عن معتقداتهم وآرائهم وتصرفاتهم . ولا يقتصر الأمر على الأفراد العاديين، فالتحيز الإعلامي المفتري يدعم السياسات العدوانية ويقوي المؤسسات والأفراد الذين يمارسونها. وأوضحت أن الأدلة عزز الإعلام الأمريكي أكاذيب إدارة جورج بوش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، رغم معرفته بعدم صدقها، مما سهّل هذا للإدارة الأمريكية شن حربها التي كان من نتائجها تدمير العراق وقتل مئات الآلاف من العراقيين وتشريد الملايين منهم ولعل المثال الكلاسيكي الذي يصور حجم التحيز الإعلامي الأمريكي ذلك المتعلق بالقضية الفلسطينية في كل جوانبها،فبكل بساطة حول هذا الإعلام، على مدى عقود طويلة، الضحية إلى وحش مفترس، والوحش القاتل إلى حيوان وديع.