قال محافظ البنك المركزي د.فاروق العقدة إن صندوق النقد الدولي لم يطلب تخفيض قيمة الجنيه المصري كما أشاع البعض.. وأكد أنه لا نية مطلقا لإجراء خفض تدريجي لقيمة الجنيه أمام الدولار وسلة العملات الأجنبية الأخرى خلال الفترة المقبلة، باعتبار أن سعر الجنيه يتحدد طبقا لقواعد السوق والعرض والطلب ولن تتدخل الدولة أو البنك المركزي لخفض قيمة الجنيه. وأضاف العقدة على هامش افتتاح البنك الأهلي المصري بالخرطوم أن المركزي لم يتدخل يوما في تحديد سعر الصرف لكنه ترك الأمر لقواعد السوق مما ساعد في استقرار أسعار الجنيه واختفاء السوق السوداء بل تراجع الدولار مقابل الجنيه بعد أن تخطى حاجز ال 7 جنيهات في عام 2003، رافضا في الوقت نفسه إمكانية تحديد سعر الجنيه مقابل الدولار لافتا إلى أن هذه المسالة تخضع لآليات العرض والطلب. ونفى المحافظ أن يكون البنك قد قام بطبع عملات محلية بخلاف الإحلال والتجديد خلال الفترة الماضية لمواجهة عجز السيولة، مؤكدا أن هذا لم يحدث منذ 9 سنوات، ولن يفعل ذلك مستقبلا. وفند العقدة الأسباب الحقيقية لتراجع الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية من 36 مليار دولار قبل الثورة إلى 15.1 مليار دولار حاليا، قائلا إن المركزي سدد استحقاقات للأجانب في أذون الخزانة تقدر بنحو 12 مليار دولار كان لابد من تسديدها للحفاظ على الثقة في الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى أن المركزي وفر للحكومة شهريا 350 مليون دولار لاستيراد المواد البترولية و300 مليون دولار لاستيراد السلع الإستراتيجية خلال ال19 شهرا الماضية، وبالتالي انخفض الاحتياطي بنحو 21 مليار دولار، ولعل تلك الأرقام تكشف كذب الافتراءات التي ادعت أن المركزي أهدر الاحتياطي النقدي في دعم الجنيه أمام الدولار في أسواق الصرف، وقال العقدة حرفيا :إن من يروج ذلك "معتوه".. وارجع العقدة سبب ثبات الاحتياطي حاليا إلى أنه لم تعد هناك استثمارات أجنبية تخرج من مصر وأن حجم مشاركات الأجانب في أذون الخزانة يبلغ 100 مليون دولار فقط. وحول المساعدات القطرية، قال العقدة إنه لم تصل منها حتى الآن سوى 500 مليون دولار ذهبت إلى وزارة المالية لحل عجز الموازنة.. وشدد المحافظ على أن المركزي لن يطرح الورقة فئة ال 500 جنيها التي أثير الحديث عن طرحها بقوة مؤخرا وذلك نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر . وبشان ما تردد حول تقديمه الاستقالة من منصبه عدة مرات لأسباب صحية، قال العقدة أنه مستمر في خدمة مصر، مشددا على أن الجندي لا يهرب من الميدان. جاءت تصريحات العقدة بعد عودته لمقر إقامته بالسودان مع وفد من مجلس إدارة اتحاد البنوك من عشاء أقامه النائب الأول للرئيس السوداني بالخرطوم علي عثمان طه حضره رئيس الوزراء د.هشام قنديل، احتفالا بافتتاح فرع البنك الأهلي.