[email protected] كثيرا ما نسأل أنفسنا.. لماذا مصر؟! لماذا يدمرون ويخربون هذا البلد الطيب.. الذي ذكره المولي جل وعلا في كتابه الحكيم »ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين«.. هي مصر التي اتخذت الآية الكريمة شعارا لها علي مدخل مطارها الدولي.. وتعني أنها بلد الأمن والأمان.. البلد المضياف لكل من يدخله.. سواء عابرا أو سائحا أو مقيما لأداء عمل.. أو في مهمة. مصر ليست الارض والسماء والمكان والطقس فقط.. بل مصر التي يميزها مع كل ذلك ما تضمه من بشر.. ناس تعيش في الوطن.. ووطن يعيش في الناس. يبقي السؤال: لماذا كل هذا الكره لمصر؟!.. الحكاية مفهومة وكم كتبت عنها.. اسرائيل تكرهنا وتريد الشر لنا.. ونحن نعرف ذلك.. وامريكا ايضا تكرهنا واسرائيل ركبتها.. وركبت اوروبا.. وركبت شرق العالم.. وغربه وجنوبه.. ولهذا تسعي الي الاطاحة بمصر.. ليس الاخوان أو أيا من كان في السلطة.. إنما مصر المكان والبشر.. اسرائيل هي العدو الذي يخرب ويدمر ويعربد في ارض مصر.. لكي تقسمها الي دويلات ضعيفة.. دولة الجنوب للأقباط وجنوب الجنوب للنوبة.. لهذا يتم التخريب والتدمير بأيدي عملاء سواء ما حدث في سيناء.. وآخرها ما حدث في رفح من جريمة شنعاء تريد اسرائيل وعميلتها امريكا اثبات أن مصر ليست دولة أمن ولا أمان.. وبالتالي فإن معاهدة السلام بين مصر واسرائيل »منفكة« ولا تصلح مصر لأن تكون طرفا للسلام. يتوسع المخطط ليشمل دولا أخري- كلها عربية بالطبع- كما حدث في السودان جنوبنا.. وما يحدث في ليبيا غربنا.. وما حدث منذ زمن في فلسطين والاردن ولبنان.. وهكذا يستمر المخطط للقضاء علي ما يسمي الوطن العربي.. أو ما يطلق عليه لفظا »المؤتمر الاسلامي.«. هي إذن لا تريد مصر القوية.. لا بنفسها.. ولا بوطنها العربي.. ولا حتي انتمائها الاسلامي، الصهاينة والامريكان يريدان مصر المشتتة المفتتة كعلبة »التونة المفتتة« المستوردة من تايلاند أو كوريا.. إذن المخطط معروف.. وكل النخب الثقافية والفكرية.. وحتي صفوة القوم أو من هم في السلطة سواء اخوانا أو غير اخوان.. سابقين أو لاحقين.. ليسوا هم المقصودين.. بل هي مصر.. لهذا أستغرب وأتعجب من مواقف بعض التيارات السياسية.. التي لا هم لها سوي البكاء علي وضعها المتردي في مصر.. والتي تناصر، بقصد أو بدون قصد، التوجه التخريبي الذي يشيع في مصر.. والذي بسببه تحدث فوضي الأمن.. وفوضي الشارع بحيث تصبح مصر غير آمنة ولا تصلح لأن تكون جاذبة للاستثمار سواء الخارجي أو الداخلي. القاعدة تقول أن رأس المال جبان.. وربما يكون هذا ما دعا »الأخبار« لأن تنظم منتدي الاستثمار والذي ننشره قريبا وايضا فقدان مصر للسياحة كمورد رئيسي من موارد الدخل القومي المصري.. والتي اصابته فوضي الأمن وفوضي الشارع في مقتل.. حيث تراجع من 21 مليار دولار قبل الثورة المجيدة في 52 يناير 1102.. الي أن وصل هذا الدخل الي حوالي 5.1 مليار دولار.. خسائر فادحة بالطبع في الاستثمار والسياحة.. ومن السبب؟! طبعا إحنا.. بسبب المظاهرات والاعتصامات الفئوية.. والاعتداء علي رجال الشرطة.. وعندما يتحدث البعض عن ضرورة صدور قانون ينظمها.. وكانت دوما مطلبا من المجلس العسكري الذي كان يحكمنا قبل الاخوان.. يظهر البعض اليوم ليندد بهذا التوجه.. ويطالب بعدم تقييد حق التظاهر.. ولا وضع أي ضوابط علي التظاهر.. وهكذا نتصارع علي الفضائيات وفي المؤتمرات حول حق التظاهر ومن يفتحه علي البحري.. ومن يغلقه بضوابط.. هي إذن خناقة لا لزوم لها أمام إنهيار مصر.. وتخريبها.. ومن المستفيد؟!.. بالطبع اسرائيل وامريكا والمخطط المشبوه الذي يدبر لهذا الوطن العظيم الذي يقود العالمين العربي والاسلامي. كل هذه المناوشات بين التيارات لا تستحق منا التوقف أمامها.. بل يجب أن نتجاهلها تماما.. ونتوحد.. لنحمي بلدنا.. التي من غيرها لن تكون لنا قائمة.. خاصة في حالة غياب ملحوظ من مؤسسة الرئاسة حتي الآن عن الهم الداخلي.. وبطء الاجراءات التي يجب أن تتخذها لمواجهة الاحداث المتسارعة.. نحتاج الي مصارحة الشعب.. ومشاركته في الهم.. الرئيس هو رئيس كل المصريين.. ومؤسسة الرئاسة هي خادمة الناس.. ولم يعد عندنا أسياد.. فالسيادة لله وللشعب