إن شاء الله عن قريب حيفرحنا رجال الأمن بأنهم حلوا اللغز, يقولها مواطن مصري مضيفا نريد أن نعرف من هذا الذي يكرهنا بقوة ويحاول أن يفرق بين الاخ وأخيه. فيرد عليه آخر.. سنجتاز كل المحن, إنها غمة عمت الأمة وفوضي تحدث في أي مكان, لكن أومن بأن مصر بخير وستجتاز كل المحن مهما بلغت المؤامرات والصعاب, فمصر شعبها طيب ودود, الكل فيه علي قلب رجل واحد. ويضيف ثالث لقد ازدادت علاقتي ارتباطا بأصحابي المسلمين, ومهما كان عدد المجرمين فهم ليسوا مصريين,100,15,10 إرهابي, واجههم بالحب وتصدي لفعلتهم ملايين المسلمين. كانوا يعزونني, وكأن الامر مصابي الشخصي, كانت دموعهم الصادقة الطبيعية ودون تصنع أو تكلف حضنا دافئا يطفيء من لهيب القلوب المشتعلة. أفهل من أجل قلة من القتلة أخسر حب هؤلاء الملايين؟. ويضيف رابع قائلا مازالت العين تدمع والقلب يدمي, فعندما تهتز أعمدة وجدران أي بناية سواء كان مسجدا أو كنيسة من أثر انفجار رهيب فمن المؤكد أن هناك من يستطيع القيام بترميمها, بل وإعادتها أفضل مما كانت عليه من قبل.. فمن ذا الذي يستطيع القيام بترميم قلوبنا التي أدمت وتصدعت واهتزت بشدة ونحن نري بعيوننا أشلاء وجثث الضحايا المتناثرة علي الطريق الممتد فيما بين الكنيسة والمسجد والدماء التي سالت علي الأرض وغطت الجدران, ونستمع بآذاننا أصوات وآلام الضحايا وأسرهم مع بدء عام ميلادي جديد يتضرع فيه جميع المواطنين بمختلف معتقداتهم الدينية الي الله سبحانه وتعالي أن يكون عاما سعيدا وأفضل من سابقه. لكن هناك من حذر قائلا نتمني العدل والقصاص.. أتمني أن تصل الشرطه لمرتكب الجريمه البشعه وخوفي الشديد من القبض علي الأبرياء المسالمين الذين يعبرون عن أرائهم التي لا تعجب الشرطة والحكومة ويترك المجرم يخطط لجريمة أخري. القضية كبيرة لا يفعلها الانسان العادي قارنوا بينها وبين الجرائم المماثلة التي تقع بالعراق وباكستان وافغانستان. لا تركزوا علي أبناء الاسكندريه فقط. وينادي أحدهم أهل الخير قائلا لا نريد الافتاء بلا علم, لا نريده من المسيحيين ولا من المسلمين. هكذا تحاور بعض المصريين دون سابق معرفة, الكل أفصح عن قناعته بكلمات بسيطة ومباشرة ولكنها معبرة تماما عما يجمع بين المصريين جميعا بغض النظر عن اختلافهم في الدين أو في اللون أو في الشكل أو الجنس. مثل هذه الحوارات عبر الفضاء الاليكتروني وإن كانت تمثل عينة عشوائية بكل المقاييس العلمية, فهي بشكل أو بآخر تقدم مؤشرات علي ما يجيش في نفوس الناس من مشاعر وخلجات وهواجس وتمنيات, وكذلك ما يقدمونه من تفسيرات لحدث خطير كالذي شهدته الاسكندرية مطلع العام الجديد. هذه النماذج المختارة من تعليقات القراء علي أحد الاخبار التي نشرتها جريدة الاهرام مطلع الاسبوع الحالي حول جهود الجهات الأمنية في البحث عن المجرمين الحقيقيين, وعن التوصل إلي المشهد الحقيقي الذي سبق الجريمة, ليست سوي غيض من فيض, أو لنقل بعض قطرات من بحر عميق, جاءت بصورة عفوية, وعكست ما في نفوس الناس, وسعت إلي توجيه رسالة إلي كل من يهمه الأمر بأن المصريين جميعا يدركون قيمة وطنهم, ويدركون أيضا حجم التحديات التي تواجه هذا الوطن سواء من الداخل او من الخارج. مثل هذا الحوار الافتراضي كفيل بأن يطمئن النفوس جميعها بأن التماسك هو الأصل, وان وحدة المصير هي قدر كل مصري, وأن محاولات التشويش علي عقول المصريين والتفرقة بينهم, والنظر إلي البعض منهم كأقلية بحاجة إلي حماية خارجية هي محاولات بائسة شريرة لن تجد إلا الرفض والاستنكار. لقد أظهرت الحوارات ايضا بأن ذلك الانطباع الذي روج له البعض مدعيا بأن هناك رفضا من المسلمين للمسيحيين كمواطنين, يقابله انعزال ذاتي طوعي من المسيحيين استنادا إلي حماية كنسية بديلة عن حماية الوطن الأكبر, ليست إلا وصفة شريرة تكره الوطن كله وتكره كل من يعيش فيه. وأن الحقيقة المؤكدة هي وحدة المصير المستندة إلي وحدة الوطن. إن دراسة هذه الحوارات الافتراضية التي تحدث بصورة تلقائية في المواقع التي تستقطب القراء لصدقيتها وأمانتها كفيلة بأن تضع الأمور في حجمها الحقيقي, وهي في حد ذاتها أبلغ رد علي ما تنشره المواقع الحاقدة والكارهة لكل المصريين حتي وإن تدثرت زيفا وبهتانا برداء المدافع عن الأقباط, وصورت نفسها كالصوت الشاكي والباكي علي أقلية مضطهدة بحاجة إلي حماية خارجية, ساعية إلي التفرقة بين أبناء الوطن وإثارة الحقد والضغينة بينهم. في هذه الحوارات تظهر بعض اتجاهات مهمة, يحتاج كل منها إلي وقفة تأمل, سواء حول هوية المجرم ودوافعه الشريرة, أو حول ما يجب علي المصريين أن يفعلوه لإفشال مخططات الارهابيين القتلة, أو حول الدلالات الحقيقية من ردة الفعل الشعبي الرافض لحادثة الاسكندرية. وإن كان يقال أن في المحن تظهر معادن الرجال, فيمكن أن نقول ايضا إن في المحن تتجسد عظمة الشعوب, ومصر خير دليل. فالمحن كما يقول خالد أحمد ستوحد ولن تفرق, فشعب مصر يفتخر برموزه بغض النظر عن المعتقد.. انظروا إلي د. يعقوب ود. زويل ود. الباز وكثير غيرهم. إن الذي فعل هذه الجريمة البشعة ليس من المسلمين وليس له دين, فكل الاديان, حسب حمدي زكريا ترفض قتل النفس وأدق وصف للفاعل انه ارهابي متطرف, واتمني ان يتم القبض علي هؤلاء الخونة وستثبت التحقيقات اشياء كثيرة تشير الي جهات معينة لها مصلحة في أن يحدث في مصر ما لم يستطيعوا فعله في73. والاشارة الاخيرة لفاعل بعينه كانت واضحة لدي آخرين, فالفاعل هو الموساد, فأصابعه تطل علينا من كل هذه الجرائم واشاراتهم واضحة كوضوح أهدافهم ولكن للأسف يتم التغاضي عن هذا الاتجاه.. أفيقوا أيها السادة قبل أن يتم الاستفتاء في المرة القادمة علي تقسيم مصر وتتبني ذلك أمريكا واسرائيل. هنا ينصح عربي من الجزائر باليقظة مستندا إلي أن الارجح هو من وضع القنبلة أراد إلهاء مصر لمدة محددة و إدخالها في دوامة الفتنة حتي يتسني ضرب غزة مجددا وتقسيم السودان وقتل المصريين عطشا. لأنها هكذا جاءت العبارة لا تستطيع الدخول في حرب معها. أطلب من الموقف الرسمي المصري مواقف اكثر حدة وجدية وحضورا قويا في جنوب السودان. كما أطالب الشعب أن يكون اكثر وعيا لدرء الفتنة. معرفة الفاعل أو التلميح إليه كخطر مصدره الخارج يدفع أحد المتحاورين إلي التأكيد بأن مصر أبدا لن تهون, ستظل مصر شامخة برغم كل المحاولات التي تريد أن تجعل من مصر سودانا آخر. لن نسمح بضرب أمننا القومي, ومن وراء الحادث نقرأ; أولا ضرب الأمن القومي, وثانيا عمل فتنة طائفية كما حدث في تيمور الشرقية والأحداث ليست ببعيد, وثالثا التنديد من أقباط المهجر بما حدث والنيل من سمعة مصر, وأخيرا النيل من الاسلام ووصمه بالارهاب. هذ الشعور بالثقة في الوطن وجدارته علي المواجهة أيا كان مصدر الخطر يدفع بالبعض إلي إبداء النصيحة لكل من يعيش علي التراب المصري بأن يأخذ حذره, وان يتعقل في ردة فعله. فكيرلس تحسين يري الذي نحن فيه الآن مصيبة بكل المقاييس فلماذا تستكثرون أن يتجمع3000 قبطي من تلقاء أنفسهم وليس بمعرفة الكنيسة حزنا علي اخوانهم. كما أن المحترمين العقلاء من المسلمين إسلاما حقيقيا تجمعوا ونبذوا هذه الحادثة البشعة. إن هذه بلدنا جميعا واذا أراد أحد أن يكون له أفضلية فعلا فلتكن بعمله وجهده. وينصح محمد المصري بوقفة مع النفس, وبعد ان يتوجه بالعزاء للأخوة المسيحيين, يقول إن هذا الحادث أدمي قلوبنا جميعا مسلمين قبل مسيحيين, وهو بالطبع حادث إرهابي وليس طائفيا, فأرجو من الأخوة المسيحيين أن يفهموا ذلك, ولكن للأسف هناك بعض المندسين الذين يحاولون استغلال هذا الحادث لإثارة الفتن وتأجيج مشاعر الغضب ضد الدولة والتي لم توفر جهدا في حماية أبنائها جميعا, آملا من العقلاء من اخواننا المسيحيين أن يقفوا ضد هؤلاء المندسين والذين سيضرون بقضايا المسيحيين ومطالبهم العادلة, حيث إن الوقت ليس مناسبا لما يطالبون به واستمرارهم في هذا الاتجاه سوف يخسرون حتي الذين يقفون معهم حاليا, فلينتصر العقلاء علي السفهاء. أما د. حنفي حمزة فيرجو تحكيم العقل, فأيا كان الفاعل في جريمة الاسكندرية البشعة وأيا كانت دوافعها يجب ألا ننسي أننا أمام خطر داهم, و لا يجب ألا ننسي أن المصري سواء مسلم أو مسيحي هو الأداة التي سوف تستخدم لالحاق الضرر بالغالية مصر. كلام في سر المصريين جميعا ليس كل ما تطالب به بالضرورة حق لك, وليس كل ما تعتقده هو دائما الصواب, وليس كل ما تريد فرضه علي الآخر دائما يصب في مصلحتك.. العقل.. العقل.. العقل.