قال سياسيون ومحللون إن ما الهجوم الذي شهده أحد كافيهات تل أبيب، الخميس 9 يونيو، سيعجل بالاهتمام بما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تحريك عملية السلام والمبادرة بين الطرفين. كانت قوات جيش الاحتلال أكد أنه سيعزز انتشار قواته في الضفة الغربية غداة الهجوم الذي نفذه فلسطينيان في تل أبيب وأدى إلى مقتل 4 إسرائيليين. إسرائيل لا تريد سلامًا بدوره، أكد السفير محمد الشاذلي سفير مصر بالسودان سابقًا أن دائرة العنف مستمرة، فاليوم عملية فلسطينية بتل أبيب وغدا ترد إسرائيل بغارة على غزة، وبالتالي أنصار إسرائيل يدينوا الفلسطينين، والعرب يدينوا إسرائيل والإدانة ليست كل شئ ولا تحل شئ. واعتبر الشاذلي أن جميع ما سبق دوائر مفرغة يدور فيها الجميع والسبب الرئيسي الذي أدى بالأمور إلى كل ذلك قائم وموجود، طالما أن هناك احتلالا وانتهاكا لكرامة الفلسطينين وظلم واقع لا ينتهي. وأضاف الشاذلي: «للأسف جميع الشواهد تؤكد أن إسرائيل لا تؤيد السلام ولا تدفع بعملية السلام، وعلى سبيل المثال السعودية قدمت مقترحا للسلام منذ 20 عاما ومصر أيضا قدمت مقترح منذ 40 عاما، وأخيرا الرئيس عبد الفتاح السيسي تقدم بمبادرة للسلام عندما تحدث عن أمن إسرائيل والعدل الفلسطينين، ثم جاء الرد علي ذلك بتعين ليبرمان كوزير دفاع، وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة وعضو الكينست الإسرائيلي تسيبي ليفني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نسف مبادرة السلام العربية بتعيين ليبرمان وزيرًا للدفاع». ورأى الشاذلي أن كل أفعال إسرائيل في الأراضي المحتلة وبناء المستوطنات وتجريف الأراضي الفلسطينية والعمليات الإرهابية التي تقوم بها ضد الدول العربية واستغلالها لظروف الدول العربية وما يحدث بها دليل على أنها لا تسعى للسلام. حل الدولتين ومن جانبه، أوضح الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية أنه بشكل عام ما حدث في المركز التجاري بوسط تل أبيب بالقرب من وزارة الدفاع الإسرائيلي سيعجل من الإهتمام بما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي بتحريك عملية السلام والمبادرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وذكر اللاوندي أن هذا الهجوم يؤكد على التوتر في العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهذا بدوره سيدفع بوجود حوار بين الطرفين، وخاصة أنه منذ فترة لم يحدث حوار بين الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي)، سواء كانت المبادرة الفرنسية أو ما طرحه الرئيس السيسي من مبادرة مؤخرا. وشدد اللاوندي على أن المغذى مما حدث يؤكد على أنه يجب ألا تترك الأمور والتعجيل بالحوار، حيث أن الحل السياسي هو الأساس والجلوس علي طاولة المفاوضات للطرفين هام والتأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية بجانب إسرائيل. إحياء مبادرة السلام أما المحلل السياسي العميد سمير راغب فلفت إلى أن الأحاديث عن عمليات السلام مستمر منذ نصف قرن، ولكن للأسف طالما هناك غاصب ومغتصب لن تتوقف سلاسل العنف، والعرب في موقف صعب وإسرائيل تعلم ذلك جيدًا وتلعب على الوتر وتتلاعب بالظروف، وخاصة أن أخر سلاح إستخدمه العرب ضد إسرائيل كان في حرب 1973 والأن العرب مشغولون بالإرهاب والحرب على الإرهاب. وتمسك بأن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي وما أكد عليه من ضرورة إحياء مبادرة السلام، أحد الحلول، وفي هذا الصدد لابد أن يعلم الجميع أن بداية حل هذه القضية الشائكة بيد الطرف الفلسطيني ثم تأتي بعد ذلك المبادرات لتكلل حل المشكلة. وفي ذات السياق، طالب راغب جميع الفصائل الفلسطينية بأن تتخلى عن خلافتها وتتحد مع بعضها أولا، ثم المبادرة التي أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي أو المبادرة المبادرة التي أشار إليها الملك عبد الله رحمه الله (الأرض بالأرض)، ولكن بصفة عامة إسرائيل ليست دولة سلام ولا تسعى إليه.