يناقش نادي الساقية للكتاب الجمعة 7 سبتمبر، ديوان"المثنوى" لجلال الدين الرومي..يشارك في المناقشة الكاتب أحمد عبد الجواد . وكلمة المثنوي هي شكل من النظم الفارسي على طريقة" المزدوج "تتحد فيه قافية شطري كل بيت، لكن القافية لا تتحد مع قوافي الأبيات الأخرى، وسمّي الديوان باسم الطريقة التي نظمت بها أبياته. يعتبر كل بيت من أبيات ديوان مولانا جلال الدين الرومي يحمل مفهوما إنسانياً خالداً، لأن الرجل ينطلق من القرآن والسنّة ليغور في أعماق محتوى الإنسان بكل تعقيداته وملابساته. وفي هذا المقال وقفة عند ثلاثة محاور تتصدّر الديوان، هي: محور شدّ الإنسان بخالقه، واستثارة روح العشق في نفسه، وفتح عينه على الجمال. وهي محاور العرفان الإسلامي للسموّ بالكائن البشري إلى حيث أراد له الله سبحانه. الجدير بالذكر أن مؤلف الديوان جلال الدين، محمد بن محمد البلخي، ولد سنة 604 ه، في مدينة بلخ من مدن خراسان الكبرى، وتقع اليوم في أفغانستان ووالده عارف وفقيه، رحلت أسرته من بلخ وهو صبي، واتجهت غرباً، فلما وصلت نيسابور استقبلهم الشيخ فريد الدين العطار، ويروى أنه تلمّس في جلال الدين الصبي مستقبلاً مرموقاً. وقد اتجهت الأسرة بعد ذلك إلى بغداد، ويقال إن شهاب الدين السهروردي استقبلهم هناك، ثم أدّوا فريضة الحج، وعادوا إلى الشام، ومنها الى بلاد الاناضول أو الروم بدعوة من سلطان سلاجقة الروم، وسكنت الأسرة في - " قونية"، وتولى الوالد محمد المعروف ببهاء ولد منصب الإفتاء والتدريس إلى أن توفي سنة 628ه، فخلفه ابنه جلال الدين. وظلّ حتى آخر حياته يتحرّك ويحرّك، لا يهدأ حتى في أيام مرضه الأخير، إذ لم ير على وجهه الاّ الاستبشار مع أن الحمى المحرقة كانت تنهش بدنه. توفي سنة 672ه، بعد أن أقام الدنيا، ولم يقعدها حتى اليوم، إذ نرى كبار علماء الشرق والغرب يعكفون على دراسة آثاره واستخراج الدرر من كنوزه، و إقبال الشعوب حتى الغربية منها على ترجمة نثره وشعره، ومن تلك الآثار.