تعرضت سيدة الشاشة العربية إلى مضايقات من الحكومة بعد مقولتها واعتراضها على الحال السياسي في البلاد ب :" "ظُلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل، وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية"، وهذا ما جعل المخابرات المصرية تطلب منها التعاون معها ولكنها قابلت طلبهم بالرفض الشديد. غادرت فاتن حمامة مصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجًا لضغوط سياسية تعرضت لها بعد رفضها التعاون مع المخابرات، حيث كانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن، مما أدى إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات نهائياً، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد تخطيط طويل. أثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بأنها "ثروة قومية". وقام بمنحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاة عبد الناصر. وعند عودتها بدأت بتجسيد شخصيات نسائية ذات طابع نقدي وتحمل رموزًا ديمقراطية كما حدث في فيلم إمبراطورية ميم 1972، وحصلت عند عرض ذلك الفيلم في مهرجان موسكو على جائزة تقديرية من اتحاد النساء السوفيتي وكان فيلمها التالي "أريد حلاً 1975، نقدًا لاذعًا لقوانين الزواج والطلاق في مصر. وكانت حمامة سبباً رئيسياً بفيلمها هذا بإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن، وبالتالي سمحت لهم بالخُلع. يذكر أن فاتن أحمد حمامة ولدت في 27 مايو 1931، في السنبلاوين أحد مدن الدقهلية في مصر. وكان والدها موظفا في وزارة التعليم. بدأت ولعها بعالم السينما في سن مبكر عندما كانت في السادسة من عمرها عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض في مدينتها وكانت الممثلة آسيا داغر تلعب دور البطولة في الفيلم المعروض، وعندما بدأ جميع من في الصالة بالتصفيق لآسيا داغر واستنادًا إلى فاتن حمامة فإنها قالت لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها ومنذ ذلك اليوم بدأ ولعها بعالم السينما. وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" 1940، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" 1944، ومع فيلمها الثالث "دنيا" 1946 استطاعت من إنشاء موضع قدم لها في السينما المصرية وانتقلت العائلة إلى القاهرة تشجيعًا منها للفنانة الناشئة ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل عام 1946. تزوجت فاتن حمامة ثلاث مرات، كان الأول في عام 1947 حيث تزوجت من المخرج عزالدين وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية قامت بإنتاج فيلم موعد مع الحياة 1954، وكان هذا الفيلم سبب إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها. وظلّت منذ ذلك اليوم وحتى آخر أعمالها وجه القمر في عام2000، صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات. انتهت العلاقة مع ذو الفقار بالطلاق عام 1954 وتزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف، وبعد انفصالها عنه بعام واحد فقط، تزوجت من طبيب الأشعة الدكتور محمد عبد الوهاب عام 1975، وظلت تعيش معه في هدوء حتى وفاتها. توفيت سيدة اشاشة العربية في مساء يوم السبت 17 يناير 2015 عن عمر يناهز 84 عاما إثر أزمة صحية مفاجئة، استدعت نقلها إلى مستشفى دار الفؤاد بمدينة السادس من أكتوبر تحت إشراف زوجها وخرجت بعد أن تماثلت للشفاء ثم تعرضت الي وعكة صحية مفاجئة توفيت على إثرها، كان هناك تضارب في خبر وفاتها بسبب رغبة أسرتها التحفظ وعدم الإدلاء بأي تصريحات حتى تم تأكيد الخبر من قبل وسائل الإعلام المصرية الرسمية.