أكد «الدكتور أحمد الجيوشي - نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفني» أنه يبدا السبت 21 مايو، 630 ألف طالب مارثون امتحانات التعليم الفني، مطالبا بتغيير نظرة الطلاب للامتحانات لضمان انتهاء ظاهرة الغش المنتشرة بالامتحانات، مؤكدًا أن جداول امتحانات المدارس الفنية «أصعب» من الثانوية العاملة لوجود 1600 مقرر يدرسه الطلاب. ورفض «الجيوشي»، في حواره مع «بوابة أخبار اليوم»، استقلال «التعليم الفني» عن وزارة التربية والتعليم لأنه من «الصعب إيجاد ميزانية لتغطية 25 جهة تتبع هذا القطاع»، مشيرًا إلى أن معلم المدارس الفنية يتم التعامل معه على أنه «معلم درجة ثانية».. مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي: * بداية.. كيف استعدت وزارة التعليم لامتحانات التعليم الفني؟ امتحانات التعليم الفني ستبدأ في 21 مايو بجميع اختصاصاتها وتنتهي 2 يونيو، وتم تجهيز اللجان بما يتيح للطالب الجو المناسب لأداء الامتحانات. * وماذا عن رد فعل الطلاب على جدول الامتحانات؟ تم عرض الجدول على اتحاد الطلاب، والاتفاق على الجدول المناسب لهم، والجداول الفنية ليست بسيطة مثل جداول الثانوية العامة لأنها تضم 1600 مقرر، فيضم جدول التعليم الفني حوالي 30 ورقة لجميع التخصصات «زراعي، صناعي، تجاري، فندقي»، ولا يختلف كثيرًا عن جدول العام الماضي مع بعض التغيرات البسيطة. * إذن.. كيف تواجهون الغش بالامتحانات؟ قبل أي شيء لابد من تغيير نظرة الطالب للامتحانات لأن الاختبارات وظيفتها الوحيدة ترتيب الطلاب، لدينا 630 ألف طالب بجميع الفصول، ولابد أن يأخذ الطالب حقه على قدر قدراته، والامتحانات لم ولن تكون وسيلة لتكدير الطالب أو أولياء الأمور، وقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي واضح بشأن تغليظ عقوبات الطالب الغشاش أو من يساعده وذلك بالسجن أو الغرامة أو بكليهما، وعلى كل طالب ألا يضع نفسه في هذا الموقف المهين. * تفقدت المطبعة السرية.. هل رصدت أي مشكلات بها؟ للأمانة أشفقت على العاملين بالمطابع لحجم المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، فهم يقومون بطباعة امتحانات 1600 مادة على جميع المحافظات، وفي ظل المؤامرة التي تتعرض لها مصر من «حرائق» نتخوف من أن تصل هذه المؤامرة إلى المطابع، ومهما بلغت نسبة المكافأة التي فهي لا تساوي مجهودهم. * حدثنا عن المشكلات التي تواجه التعليم الفني؟ التعليم الفني يواجه العديد من المشاكل أهمها المرتبط بالمنظومة التعليمية نفسها، ولا توجد قواعد محددة تضبط المنظومة فالمدارس غير مجهزة لتخريج طالب قادر على مواكبة سوق العمل من ناحية التدريب، ولكن بالنسبة لعدد المدارس والمدرسين فهو كافي نظرا لقلة إقبال الطلاب على التعليم الفني. كما أننا نواجه مشاكل في تدريب المعلمين نفسهم تدريب «تربوي وعملي»، كما أن العلاقة بين الصناعة والمصانع وبين التعليم الفني تكاد تكون معدومة فالطلاب المتاح لهم التدريب 1.5% من نسبة الطلاب. * وكيف سيتم الربط بين سوق العمل والمدارس الفنية؟ لابد من تعاون أصحاب المصانع مع الوزارة لتدريب الطلاب، ولابد من أن يتحول النظام من أن الوزارة تقوم بتوريد العمالة للمصانع إلى نظام قائم على طلب من رجال الأعمال، وتجهز الوزارة المهارات اللازمة لسوق العمل، وكان أول من بادر بهذا الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والتي طلبت بعض التخصصات الفنية، وأصر الرئيس عبدالفتاح السيسي على أن تكون هذه العمالة مصرية، وأن تكون العمالة بالمشروعات القومية جميعها مصرية، رافضا الاستعانة بأي عمالة من الخارج. * في رأيك.. أيهما أفضل للتعليم الفني «وزارة مستقلة أم متداخلة مع التربية والتعليم»؟ الأهم من أن تبقى وزارة مستقلة أن تهتم بمنظومة التعليم الفني نفسها، فالتعليم الفني يضم 25 جهة، وإذا جعلناها وزارة مستقلة فصعب إيجاد ميزانية لتغطية كل هذه الجهات. * هل سيتم تطوير المناهج لتناسب سوق العمل؟ المناهج الحالية ضعيفة جدًا ولا تصلح أن تهيئ الطالب للخروج لسوق العمل، ولابد من تغييرها كي تواكب متطلبات الصناعة، وعلى أصحاب المصانع تحديد متطلبات الصناعة التي يحتاجونها، وعلى الوزارة أيضًا تحويل هذه المتطلبات إلى مناهج تدريبية وتعليمية، وهكذا نستطيع الربط بين طالب التعليم الفني ومتطلبات سوق العمل.. لابد من تغيير المناهج بنسبة 30% كبداية. * وما تقييمك لوضع معلم التعليم الفني؟ حال معلم التعليم الفني «قضية كبيرة»، فدخله قليل جدًا إذا ما قورن بمعلم التعليم العادي، كما أنه ليس له مجال لإعطاء «الدروس الخصوصية» لتزويد دخله، ويعامل على أنه معلم «درجة ثانية»، ولابد من تأهيله تربويا ومهنيًا وتقنيًا، لأن الطالب كي يتقن مهارة معينة لابد أن يكون معلمه متقنها أكثر منه، ونحن الآن نتفاهم مع المصانع المختلفة لتدريب المعلم على الأقل شهر كل عام للمدرس والطالب. * ومتى تصبح المدارس الفنية جاذبة للطالب؟ من الصعب جذب الطلاب للمدارس الفنية بسبب النظرة المجتمعية له وقلة فرص العمل، ولذلك يحتجب الطلاب عن التعليم الفني. * كيف يمكن الاستفادة من الخبرات المتراكمة في المجمعات التكنولوجية؟ المجمعات التكنولوجية هي فكرة جديدة نسبيا للتعليم الفني فيقوموا بالجمع بين التعليم ما قبل الجامعي مع الجامعي في مكان واحد ليحدث تكامل بين منظومة التعليم الفني كلها بأنظمتها «3 سنوات، 5 سنوات، الجامعات» لإنتاج طالب متكامل، ونأمل في التوسع في هذا النظام، ونوجه 27 مدرسة حاليًا للعمل بهذا النظام.