ليس أمام المصريين الذين يتطلعون الى الحياة الكريمة سوى العمل والانتاج وصولا الى هذا الامل. انهم مطالبون بالحماس والاستجابة لهذه الدعوة. عليهم أن يعترفوا بأنهم لا يعملون ولا ينتجون بالقدر الذى يمكن ان يحقق لهم ما يأملون. ليس من سبيل للتقدم والنهوض واللحاق بركب الدول التى شقت طريقها الى الازدهار والرخاء.. سوى بالعمل الجاد المضنى. الالتزام بهذه المعايير السلوكية يعد مبررا لأن يبارك الله لهم فيما يسعون لتحقيقه من عائد يدفع بهم وبوطنهم إلى تحقيق ما يتطلعون إليه. حان الوقت لأن نفيق من غفوتنا ونتخلص من روح الكسل وسيطرة الشعارات الفاسدة التى دأبنا على ترديدها لعقود طويلة لتكون المحصلة.. تخلفنا وفقرنا. لم يعد هناك وقت لإخفاء حقيقة عيوبنا وعلينا ان نؤمن بأنه لا عيش ولا حياة بدون عمل وانتاج. يجب ان نخلع من سلوكياتنا مشاعر التكبر والخضوع للمظاهر الكذابة التى تغذيها أمراضنا الاجتماعية التى أوجدتها فى حياتنا سياسات التعليم والتربية الخاطئة. هذا التوجه ادى الى شيوع التنكر لاى عمل منتج يحقق دخلا كريما.. انتظارا لوظيفة الكسل والمظهرية القائمة على وهم عدم العمل والآمال الكاذبة. ان هذه الحياة المزيفة التى تسببت فى تخلفنا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لم تكن سوى نتيجة وقوعنا فريسة لهذه السلوكيات غير السوية التي محورها.. مخاصمة العمل والانتاج. أليس عارا ان يلجأ بعض اصحاب المشروعات الانتاجية على أرضنا الى الاستعانة بالعمالة الاسيوية ضمانا للالتزام بمتطلبات العمل والانتاج والتجويد لإنجاح استثماراتهم. يحدث هذا وللاسف فى الوقت الذى تعلو فيه الاصوات بارتفاع نسبة البطالة الوهمية التى يجسدها هذا الزحام الذى تعانى منه المقاهى التى ادى مبررات رواجها الى انتشارها بأعداد مهولة. علينا ان نشعر وندرك حجم الآلام والصعاب التي يواجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي لوضع هذا الوطن على طريق التقدم الذى نأمله جميعا. لا سبيل للوصول الى هذا الهدف الا بمشروع قومى رائد يستهدف تغيير ثقافة المجتمع تجاه العمل والانتاج. لا عائد من وراء هذه الدعوات المخلصة إلا من خلال اصدار التشريعات الحازمة التى تتفق وتتوافق مع ماهو مطبق فى كل الدول التى نجحت فى الانطلاق الى آفاق التقدم الذى يدفعنا الى الاعجاب والانبهار بما حققت. لابد ان تحكم تشريعات العمل والانتاج مبادئ اساسية تقضى بأن من لا يعمل لا يأكل وأن الاجر على قدر الانتاج وانه لا مكان فى المجتمع للكسالى وعدم المنتجين. إن ما يثير الدهشة والعجب ان تسود وتسيطر أفكار وسلوكيات نبذ العمل داخل قطاعات كبيرة من المنتمين لمجتمعاتنا المصرية. هذه النزعة الشريرة أصبحت شيئا عاديا يحظى بالمساندة من جانب من لا يأملون خيرا لهذا البلد. ان ما يدعون إليه يقوم على المطالبة بزيادة الأجور لمواجهة الغلاء دون أن يقابله عمل او انتاج. انهم لا يفهمون أن إقرار هذه السياسة يعنى المزيد من التضخم وبالتالي الزيادة فى الاسعار. المثير أن المسئولين فى هذه الدولة يعلمون كل هذه الحقائق ولكن الطامة الكبرى انهم عاجزون عن مصارحة الشعب بهذه الحقيقة المؤلمة. أليس شيئا مثيرا للدهشة والعجب السماح والقبول بصرف أرباح وحوافز للعاملين فى الشركات الخاسرة دون محاسبة على أى قصور فى العمل والانتاج!! حان الوقت لادراك أن سوء الادارة وغياب الخبرة والضمير والثواب والعقاب هو سبب هذه النكبة التى لا مثيل لها سوى عندنا.