الدولة تضع التمكين فى صدارة أولوياتها.. والمجلس يرفع تقاريره مباشرة للرئيس    مصدر يكشف موعد عودة المياه بعد كسر مفاجئ في خط رئيسي أمام مستشفى أم المصريين    خلافات بين اسرائيل والولايات المتحدة حول الانتقال للمرحلة الثانية من خطة ترامب    أمريكا تحاصر الإخوان تشريعيا بعد تحركاتها التنفيذية.. مشروع قانون يلزم الرئيس ترامب بإخضاع الجماعة لعقوبات صارمة.. تجميد الأصول وحظر تأشيرات أبرز المقترحات.. وقيادات التنظيم تواجه مخاطر كبيرة بعد المستجدات    ماريسكا يعلن تشكيل تشيلسي أمام ليدز يونايتد في البريميرليج    كأس إيطاليا.. تعرف على تشكيل إنتر ميلان أمام فينيزيا    «كى چى» تحت التهديد| الطفل وحده فى المواجهة.. والتوعية تحد من جرائم التحرش    إغلاق مخبزين وضبط أصحابهما بالبدرشين والحوامدية    طرح البوسترات الرسمية لمسلسل «سنجل ماذر فاذر» قبل عرضه    أكرم القصاص: المرحلة الثانية من الانتخابات أكثر انضباطا وتدخل الرئيس السيسي حاسم    مها محمد: كوليس ورد وشيكولاتة أجمل من التصوير    مهرجان البحر الأحمر السينمائي يكشف عن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة    صحة الإسماعيلية تختتم دورة السلامة المهنية داخل معامل الرصد البيئي    قرارات جديدة تعزز جودة الرعاية الصحية.. اعتماد 19 منشأة صحية وفق معايير GAHAR المعتمدة دوليًا    بإطلالة جريئة.. رزان مغربي تفاجئ الجمهور في أحدث ظهور    رئيس جامعة طنطا يفتتح فعاليات هاكاثون 2025 لتحالف جامعات إقليم الدلتا    «هربنا قبل أن نغرق».. شهادات مروّعة من قلب الفيضانات التي ضربت نصف القارة الآسيوية    لأول مرّة| حماية إرادة الناخبين بضمان رئاسى    اتفاق تاريخي بين كاف والقناة الرابعة البريطانية بشأن بث مباريات أمم إفريقيا    في حوار ل"البوابة نيوز".. رامي حمادة يكشف سر فوز فلسطين على قطر وطموحات المباريات المقبلة    كأس إيطاليا.. أتالانتا يضرب جنوى برباعية نظيفة ويعبر إلى الدور القادم    مجموعة مصر.. الأردن يضرب الإمارات بهدف على علوان في شوط أول نارى    هل يجوز التصدق من أرباح البنوك؟| أمين الفتوى يجيب    بدء تحصيل الزيادة الجديدة فى قانون الإيجار القديم اول ديسمبر    انتهاء ترميم المبانى الأثرية بحديقتى الحيوان والأورمان    هل يعتبر مريض غازات البطن من أصحاب الأعذار ؟| أمين الفتوى يجيب    أحمد فهمي يكشف تفاصيل رسالة هنا الزاهد بعد الطلاق    أهالي السيدة نفيسة يوزعون الشربات على الزائرين في المولد.. صور    ما حقيقة انتشار الدواجن السردة بالأسواق المحلية وتأثيرها على صحة المواطنين؟    الخارجية السورية: وفد سفراء مجلس الأمن يزور دمشق    عون: لبنان تعب من المهاترات التي مزقته    حبس المتهمين باستغلال شيكات مزورة باسم الفنانة بوسي 3 سنوات    الخامس في قنا.. القبض على " قرموش" لشراء اصوات الناخبين    القبض على 4 أشخاص بحوزتهم مبالغ مالية بمحيط لجان انتخابية في جرجا    لجنة إدارة الإسماعيلي تؤكد سعيها لحل أزمات النادي المالية وإنهاء قضايا الفيفا    الجيزة تنفّذ حملة مكبرة بعثمان محرم لإزالة الإشغالات وإعادة الانضباط إلى الشارع    مياه الشرب بالجيزة: كسر مفاجئ بخط مياه قطر 1000 مم أمام مستشفى أم المصريين    «الري» تتعاقد على تنفيذ التغذية الكهربائية لمحطتي البستان ووادي الصعايدة    في يومهم العالمي.. 5 رسائل من الأزهر لكل أسرة ترعى طفلا من ذوي الإعاقة    المفوضية الأوروبية تتقدم باقتراح بشأن قرض لتمويل تعويضات لكييف    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    ما مصير امتحانات الثانوية العامة بعد بلوغ «عبد الحكم» سن المعاش؟.. تفاصيل    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    ريهم عبدالغفور تحيي ذكرى وفاة والدها الثانية: "فقدت أكتر شخص بيحبني"    انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الفنية المصرية – التونسية للتعاون الاستثماري    دونالد ترامب يحضر قرعة كأس العالم 2026    في اليوم العالمي لذوي الهمم.. انتصار السيسي: وجودكم يضيف قيمًا وإنسانية وجمالًا لا يُقدّر بثمن    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة الملحوظ على مختلف أنحاء البلاد.. فيديو    أطعمة تعالج الأنيميا للنساء، بسرعة وفي وقت قياسي    الصحة تعلن ضوابط حمل الأدوية أثناء السفر| قواعد إلزامية لتجنب أي مشكلات قانونية    لاول مرة فى مستشفي شبين الكوم بالمنوفية..استخراج ملعقة من بطن سيدة مسنة أنقذت حياتها    هالاند: الوصول ل200 هدف في الدوري الإنجليزي؟ ولم لا    وزير البترول والثروة المعدنية يستعرض إصلاحات قطاع التعدين ويبحث شراكات استثمارية جديدة    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب 2025    توافد الناخبين للتصويت في جولة الإعادة بانتخابات النواب بالإسكندرية| صور    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسئول ملف اللاجئين بلبنان: الجيش المصري أنقذ البلاد من «سوسة» نخرت بلاد ما بين النهرين

عدة أسباب وراء سعينا للحوار مع د. رشيد درباس وزير الشئون الاجتماعية فى لبنان ليس بينها تخصصه الوزارى الذى قد لايحظى باهتمام كبير منا، ولكننا تعاملنا مع وزير سياسى بامتياز فهو احد قيادات تيار المستقبل بزعامة سعد الحريرى رئيس الوزراء الأسبق، بالإضافة إلى انه الوزير المسئول عن معالجة آثار الزلزال الذى يتعرض له لبنان منذ خمس سنوات ونقصد به وجود أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سورى من بين 2 مليون لاجئ عربى فى لبنان وسط دولة وصفها لنا أنها "هشة" نموها الاقتصادى سالب واحد.. الوزير احدى ثمار القوى الناعمة لمصر حيث انه حاصل على ليسانس كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1966 وما زال يحمل ذكريات شبابه فى القاهرة حتى الآن ومنها تشكل انتمائه القومى الذى انغمس فيه منذ مطلع شبابه.. الحوار مع الوزير تناول وضع لبنان الحالى الذى يعانى فراغا رئاسيا، وعدم قدرة النخب اللبنانية على حسم قضية الرئاسة.. كما تناول العديد من القضايا منها صياغة العلاقة مع "حزب الله" الذى ورط لبنان فى الحرب السورية بصورة فجة تخالف ما اتفق عليه مجلس الوزراء بالنأى بنفسه عن التورط فى الأزمة السورية.. الوزير أكد ان سوريا لن تعود كما كانت وبشار رئيس على الأطلال.. كما تناول الحوار دور مصر فى لبنان والعلاقات بين البلدين.. وإلى نص الحوار..
هل ترى إشكالية فى الموقف الرسمى اللبنانى واتخاذه لسياسة النأى بالنفس على الازمة السورية، بينما فصيل لبنانى كبير وهو «حزب الله» يشارك فى المعارك الدائرة فى سوريا ؟
- عندما اندلعت الأزمة السورية عام 2011 كانت الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتى وكانت تمثل فريقا واحدا، عنصر الثقل فيه هو «حزب الله» والجميع يعلم انه عندما كان رئيس الحكومة السابق سعد الحريرى يستعد لمقابلة رئيس الولايات المتحدة اجتمع 11 وزيرا وقدموا استقالاتهم بصورة اعلامية ليبعثوا رسالة إلى الحكومة والولايات المتحدة مفادها ان الحريرى لم يعد مسئولا، وهو ما افقده بصورة مفاجئة رئاسة الحكومة وانتقلت إلى ميقاتى الذى شكلها من طرف واحد هو «حزب الله» ورفضت فصائل كثيرة المشاركة بها لانها جاءت على اساس غير دستورى، ولم تتمكن تلك الحكومة فى بداية الازمة السورية ان تتخذ موقفا على الرغم من تحالف اغلب عناصرها مع نظام بشار، لانهم يعلمون ان اى انحياز لأى فصيل سيثير المشاكل داخليا، ولكن عند تفاقم الحال فى سوريا اصبح نظام الأسد بحاجة إلى الدعم فكان «حزب الله» يتأهب مع حليفته ايران لدعم النظام السورى الذى بدأ الاصابة بالتصدع، وعند تورطه بشكل كبير رأت الحكومة ان النأى بالنفس عن الصراع الداخلى فى سوريا يقيها شر القلاقل التى يمكن ان تحدث، وتطورت الامور كثيرا وانغمس من انغمس فى الحرب ولكن بقى شعار النأى بالنفس هو شعار الحكومة اللبنانية للوقاية من هذا الصراع الدموى، حتى عندما تشكلت حكومتنا رأينا ان الحفاظ على هذا الشعار هو الحل على الرغم من علمنا ان هناك عناصر داخليا تورطت فى هذه الحرب الدائرة، لذا وبغض النظر عن موقف هذا الفريق او ذاك من الحرب السورية فان موقف الحكومة اللبنانية المثبت بالقرار الوزارى وامام شعبها هو «النأى بالنفس «.
ألا يمكن لأغلبية مجلس النواب والحكومة التأثير على أعضاء «حزب الله» المشاركين فى الوزارة والمتورطين فى الحرب السورية؟
- نحن فى مجلس الوزراء قررنا ألا ننغمس فى الصراع السورى ولكن بكل صراحة ليست المسألة بهذه السهولة اذ ان لبنان تستضيف بصورة رسمية مليونا وستين ألف لاجئ سوريا بينما العدد الفعلى لا يقل عن مليون ونصف، الباقون ليسوا لاجئين ولكنهم نجوا بأنفسهم من الصراع واختاروا لبنان للعيش بها، والشعب اللبنانى الذى تعداده 4 ملايين يستضيف 2 مليون لاجئ عربى بمساحة جغرافية لا تزيد على 10 آلاف كيلو متر مربع، واقتصاد كانت درجة نموه قبل 2011 «9%» بينما حاليا أصبحت «1%» ولكن بالسالب ونحن دولة فقدت حدودها البرية لأن البر السورى لم يعد آمنا، كل هذا الأمور نتعامل معها كما نسير بين الألغام وبالتالى فعندما نجد بؤرة متفجرة نحاول تطويقها وعزلها ليس مواجهتها، ونحن نعلم ان «حزب الله» يشارك فى الحرب السورية بدليل الشهداء الذين يسقطون وتصريحاتهم العلانية، ودائما نقول انه كان يجب على لبنان عدم الانغماس فى الازمة السورية على الرغم من انقسام الشعب اللبنانى لكن علينا الا ننغمس فى هذا الصراع وان نتسم بالحصافة كى لا ندع هذا الاختلاف يؤثر على وجودنا لأنه « هش» ونقولها بكل صراحة نحن دولة ذو جغرافيا «هشة» وهناك معجزة اننا نجونا بأنفسنا من هذه الطاحونة الدموية المستمرة منذ 5 سنوات، كما أن هناك دولة عدوة تتربص بنا وفى أسعد لحظاتها لانها ترى العرب ينفذون مهامها بأسلحتهم واموالهم ودمائهم.
هذا يدل على ان أنظمة الاستبداد افضت بنا إلى ما نحن عليه لأنها وإن طالت فترة الاستقرار خلال حكمها، إلا انها تتفتت فى وقت معين بشكل سريع يؤدى إلى هذه الحالة التى تعيشها المنطقة، بينما الديمواقراطية لديها من الآليات التى تجعلها تصحح الأمور.
وكيف ترى مستقبل النظام السورى ؟
- انا لا أتنبأ ولكنى أقرأ الماضى، هل رأينا دولة استبدادية دامت للأبد ؟.
وماذا عن فاتورة التواجد السورى فى لبنان، خاصة ان مؤتمر لندن الأخير الخاص باللاجئين السوريين لم يحصل لبنان على ما يريده من دعم دولى؟
- ليس من الصدفة ان اكون مسئول الملف السورى وذلك تعبيرعن قلة التبصر التى اصابت لبنان، اذ ظن الجميع فى هذا الوقت ان الأزمة السورية لن تتعدى أشهر قليلة واعتبرت المشكلة إنسانية بحتة، لذلك تم تكليفى، وفجأة عندما اصبح النازحون مئات الآلاف اصبحت وزراة الشئون الاجتماعية مسئولة عن النازحين بقرار رسمى من مجلس الوزراء، ومن هنا بدأ التعامل مع الجهات المانحة من خلالى ومن خلال خلية ازمة وزارية يترأسها رئيس الحكومة.
فى البداية كانت المنح ترسل مباشرة للمفوضية الدولية لشئون اللاجئين ينفقونها حسب ما يرونه، ويدفعون لبعض البلديات المحلية مبالغ بسيطة، بينما فى نفس الوقت كانت الاردن منذ البداية أخذت سياسة حصيفة ووضعت خطة إقتصادية وسياسية وأمنية عن طريق إنشاء مخيمات، وقال وزير الداخلية الاردنى لى «نحن نعض على اصابعنا لأننا لم ننشئ مخيمات منذ اللحظة الاولى».. لكننا فى لبنان لم نتفق حتى الآن على إنشاء مخيمات وفى الوقت عينه وضعوا خططا اقتصادية عن طريق اقتطاع جزء من المبالغ المرسلة للنازحين وتوجيهها للمجتمع الاردنى، وهذا ما تداركناه مؤخرا عن طريق الخطة الاقتصادية لاحتواء الأزمة بالمشاركة مع الامم المتحدة التى كانت تستهدف المجتمع اللبنانى واللاجئين بمبلغ قدر ب 2 مليار لم نحصل منه حتى الآن سوى النصف، ووزعت المساعدات بنسبة 36% للمجتمع المدنى لان تحسين الكهرباء والصحة وغيرهما يعود بالنفع على النازحين فيما وجهت نسبة ال64 % ل 2 مليون سورى يعيشون فى لبنان منهم مليون فقير.
هذه الخطة لم تلق نجاحا كاملا، وفى نهاية 2015 اطلقنا خطة جديدة على نفس المنهاج ولكن متفائلون بها لأن المجتمع الدولى الغربى أحس بفداحة الوجود السورى الذى بدأ يستشعره بهذا التدفق فوجد الأنسب ان يلتزم بتعهداته كى لا ينتقل الخطر اليه وكل هذه الحلول «مرهم « يعالج الجروح بشكل سطحى.
وأنا قلت لهم فى مؤتمر «جنيف» لتوطين مائة ألف لاجئ سورى فى كل دول العالم « نحن فى قرية لبنانية صغيرة عدد سكانها 38 ألف لبنانى يعيش بها أكثر من 90 ألف لاجئ سورى» وان ما تفعلونه حبوب مسكنة لألم الضميرالعالمى، وخلال مؤتمر اللاجئات العربيات أوضحت ان العرب يعادلون نسبة ال 7 % للكوكب بينما يشكلون 40 % من لاجئي العالم.
وكيف ترى تداعيات تدخل «حزب الله» فى الازمة السورية وتبعاته بعد وقف المساعدات السعودية إلى لبنان ؟
- بكل بساطة نحن شعب صغير ودولة ضعيفة نستقبل مليونى عربى ونحتاج للمقويات والمساعدات وليس للعقوبات، وإذا كان «حزب الله» يقوم بعمليات فى سوريا رغم ارادتنا ونقف فى وجهه حتى لا يأخذ لبنان برمتها فى الأزمة فهل ذلك يكون جزاءنا، ورئيس الحكومة لم يأل جهده فى إيقاف سياسات «حزب الله»
هل يمكن تحميل «سعد الحريرى»المسئولية مقارنة بعلاقاته الجيدة بالسعودية؟
الحريرى لم يعد رئيسا للحكومة وهو رئيس تيار المستقبل ولكنه ايضا يعانى ولم يستطع ان يصلح ما أفسده «حزب الله» على الرغم من الجهود التى يبذلها.
كيف ترى فشل لبنان فى تمرير رئيس كل هذه المدة؟
المسألة خرجت من أيدى اصحاب المصلحة فيها، واصبحت فى أيدى من لهم مصالح متباينة مع لبنان، ويؤسفنى أن اقول إن جزءا كبيرا من هامش الحرية لدى اللبنانيين لانقاذ أنفسهم بدأ يضمحل، وهناك مثل يقول «إن أفعى ترتفع إلى الأغصان وتركز مع العصفور وتشل حركته دون ان تمسه، لو طار ينجى بنفسه ولكنه يصبح أثير عينها»، نحن ايضا امرنا هين ونستطيع ان نتخلص من التملق الدولى ولكننا وقعنا تحت تملص قوى الشر الدائم، الحريرى لم يترك شيئا لم يفعله وعندما رشح «فرنجيه» حاله لرئاسة الجمهورية وهو اقرب المقربين لبشار الأسد، الحريرى دعمه وقال لى انه مستعد لتحمل ولاية 6 سنوات لرئيس معاد له ولا يستطيع ان تعيش لبنان 6 أيام فراغا رئاسيا.. ومع ذلك لم يمر فرنجيه لان ذلك مطلوب دوليا فى هذا الاحتدام الاقليمى والتجاذب الخطير من بعض القوى حتى يكون مقعد الرئاسة ورقة للمساومة.. لذلك يقول رئيس مجلس النواب الذى ينتمى ل 8 أذار، انه لابد من تسوية بين إيران والمملكة العربية السعودية.
وهل تعتقد انه من الوارد ان يتحقق ذلك ؟
هناك حوار دائر فى الكويت بشأن اليمن، هذه المحادثات تمر بصعود وهبوط وهى بداية جيدة ولكننا لا نستطيع ان نرى النهاية، اذا حلت مسألة اليمن فذلك يكون بداية لنهاية هذا الاحتقان خاصة ان ما حدث فى اليمن كان يهدد كيانات دول الخليج بشكل مباشر وكما يلمس الجميع فإن مصر تنأى بنفسها عن المشاركة فى مثل تلك الازمات بشكل مباشر على الرغم من انها شاركت فى عاصفة الحزم وهذا يضطر الجميع إلى بلورة سياسية جديدة لإعادة التوازن فى المنطقة من جديد.
وكما قلت سابقا ان نسبة اللجوء العربى مرتفعة بهذا الشكل وان تكون دولتين كسوريا والعراق أى بلاد ما بين النهرين التى صدرت الحضارة تتفتت مجتمعاتها، هذا يعنى ان سوسة خطيرة تمزق الوطن العربى شر التمزق وكادت ان تصل مصر لولا أن تدخل الجيش المصرى وتدارك الشعب الأمر، وهذا التدارك الذى لابد منه على المستوى العربى يكون طرفاه هما القاهرة ودول الخليج لبلورة سياسة لمواجهته وأعتقد انه بمجرد الاعلان عن سياسة واحدة بين الطرفين سيكون لدينا من المهابة التى تجعل قوى الشر تقف عن حدها.
ما هى رؤيتك للعلاقات المصرية اللبنانية ؟
- تربطنا بمصر علاقات تاريخية.. ودعنى أقولها بصراحة عندما كانت مصرتقود الامة العربية كانت صمام أمان للبنان وينعم باستقراه بسبب قوة الموقف المصرى، ومصر لم تكن بحاجة لاستعمال رصاصة واحدة.. كانت مهابة ومحبة القيادة المصرية كافية للجميع، وكانت الجامعات المصرية تخرج آلاف اللبنانيين ينقلون العلم من هنا إلى لبنان وهناك اجيال كاملة من لبنان درست فى مصر متشبعين من الثقافة المصرية واغلب الشعب اللبنانى يتحدث المصرية وهناك وفود تأتينا لتقديم كل المساعدات إلى النازحين السوريين لدينا.
ما الفرق بين المرشحين للرئاسة سليمان فرنجيه وميشيل عون، طالما لهما نفس التوجه داخليا وخارجيا.. وما الذى يجعل الحريرى لا يوافق على عون وهو مرشح 8 أذار ؟
- هنا أمور تقال، ولكنى اعتقد ان المسألة بدأت قبل ذلك فالرئيس الحريرى كان ميالا لتيسير امور الجنرال عون لأنه كان يدرك ان بلدا بلا رئيس سينهار، وقال اننا جاهزون لتقديم تنازلات مقابل عدم شغر المقعد الرئاسى ولكن يبدو أن جسورا كثيرة قطعت بين الجنرال عون محليا واقليميا بسبب المبالغة فى التصريحات والمواقف، ناهيك عن أن اتفاق «الطائف» الذى أسس عليه دستور البلاد قد عقد على أنقاض الجنرال عون عندما ضرب الجيش السورى قصره الرئاسى ومقر الجيش وهرب إلى فرنسا، أما سليمان فرنجيه من الطائف وكان من الحكام الذين نفذوا الطائف ونشأت بينه وبين الحريرى علاقة ثقة كبيرة وسمعت هذا من فرنجيه شخصيا إذ سألته ما مدى ثقتك بسعد الحريرى فرد علي هى مائة وعشرة فى المائة.
إذن هل تعتقد ان لبنان فى حاجة ل»طائف» جديد ؟
- المشكلة ليست فى «الطائف».. الطائف طبق على الطريقة السورية بطريقة انتقائية وكانوا فى كل دورة انتخابية يفسرون قانون الانتخاب لتكون النتائج معروفة وكانوا دائما ما يفشلون فى ذلك، الطائف هو التوازن المرجو ولكنه ليس كتابا مقدسا كما انه قابل للتعديل ولكن عندما يكون التعديل خارج الوطأة العسكرية وعندما يكون مطلوبا بسبب الحاجة التى اكتشفها الساسة، وانا كوزير وجدت ان اشياء منه يجب ان تعدل دون الاعتماد على هوى او مذهب، اما الان المطروح فهو اعادة خلط الاوراق واعادة التوزيع وفقا للقوى التى استجدت بعد الطائف ووجود قوى عسكرية مسلحة وهى «حزب الله»، هناك من يقول اذن لماذا لا يكون هناك نائب للرئيس او ذلك، وانا اظن ان اى اتفاق يبرم تحت سيطرة الغلبة او القوى العسكرية سيكون قريبا مشكلة جديدة تحتاج إلى اتفاق آخر، المطروح هو هل يرى اللبنانيون ان دولتهم فى حاجة إلى انفسهم وإلى العالم؟ وهل يرون ان الدولة اللبنانية لها تقاليدها ومؤسساتهم وانها تستحق منهم ايجاد تسوية لانقاذها وبقائها.
طالما تشارك فى الحوار إلى اى مدى وصلتم إلى نتائج.. وهل «حزب الله»جزء من الحوار ؟
- حزب الله جزء من الحوار اللبنانى ودائما ما أقول «التراشق بالكلام خير من التراشق بالسلاح وهناك امور نصل فيها إلى تسوية وأخرى « لا «.
وما أجندة « الحوار» ؟
- أجندة الحوار اننا وضعنا مواصفات الرئيس ولكننا طوينا الصفحة بعد ذلك ولم نصل للرئيس.. نحن وصلنا إلى مرحلة أصبحت اللغة الأساسية هى « النفايات».
هل تعتقد انه بعد 5 سنوات من الأزمة السورية.. يخرج بشار الأسد سالما من الحرب الدائرة ؟
- هذا يتوقف على مدى كلمة «سالما».. بشار سيكون رئيسا ولكن على أى اطلال وانا اعتقد ان الدول الكبرى الآن روسيا والولايات المتحدة الامريكية اتفقوا على ان تنغمس روسيا فى الحرب السورية وان تجلس امريكا فى المقاعد الخلفية، وتركت روسيا تلطخ سمعتها بما لا يليق بدولة كانت تعتز بصداقتها بالعرب وهم يقومون على تسوية تقوم على بقاء الجيش السورى على ألا يعاد تكرار التجربة المريرة فى العراق وليبيا، والكلام الآن متى تكون صلاحيات السلطة هل قبل تكوين الجيش او بعده.. لن تعود سوريا كما كانت فى السابق دولة مركزية أمنية لها مركزها، والخطر الكبير الذى لابد ان نعترف به ان الشعب السورى اصيب باضرار بالغة ليس على الصعيد المادى وانما معنويا خاصة وان هناك الكثير من السوريين انضموا لداعش والنصرة والقاعدة وهو ما يهدد سوريا ما بعدد التسوية ولم تعد كما كانت فى السابق.
وهل هذا مفيد فى لبنان؟
- فى كل الاحوال فإن استقرار سوريا مفيد إلى لبنان.. لبنان فى كلتا الحالتين عانت، الأولى كانت من قوة النظام السورى والثانية من انهيار النظام السورى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.