ناقشت لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، في اجتماعها ظهر الإثنين 9 مايو، الوضع الأمني الليبي. وقال اللواء سعد الجمال، رئيس اللجنة، إن الدولة الليبية تشكل بالنسبة لمصر عمقا استراتيجيا للأمن القومي المصري، وجزء الأمن القومي العربي، الذي لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. وتابع الجمال أن خطورة الأمر في ليبيا عقب تدخل دول حلف الناتو والذي وصفه بالتدخل "غير الرشيد" عقب الثورة الليبية، بالإضافة لتدخل أطراف عديدة لدعم جهات بعينها أو بهدف الإضرار بالأمن القومي المصري وأكد رئيس لجنة الشؤون العربية، أن اللجنة سيكون توجهها دائما في إطار دعم الاستقرار في ليبيا ودعم الحلول السياسية ورفض أي تدخلات عسكرية غير رشيدة بهدف أو بغيره، لأن الأمر سينعكس في النهاية سلبا على الشعب الليبي. من جانبه، قال السفير أسامة المندوب، مساعد وزير الخارجية لسياسة دول الجوار، إن الموقف المصري من الملف الليبي تحكمه عدة محددات وهي؛ احترام الدولة المصرية للشرعية الليبية التي يختارها الشعب الليبي، والحفاظ على وحدة الشعب الليبي دون تفكيكه، الحفاظ على الأراضي الليبية، رفض أي تدخل عسكري في ليبيا حتى لو كان لو كان من دولة عربية مجاور تحت أي شكل من الأشكال، ودعم الحل السياسي بعيدا عن استخدام السلاح. ولفت مساعد وزير الخارجية، إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي دعا الدول الأعضاء في حلف الناتو لمساعدة الشعب الليبي في اجتياز الأزمة، بالإضافة لاجتماع مصر في 2014 ووضعت مبادرة بالمحددات التي تم ذكرها. وبين أن الرئيس السيسي التقى رئيس الوزراء الليبي الأسبوع الجاري وأكد السيسي أن موقف مصر من حل الأزمة الليبية خالي تماما من أي مصالح، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق الليبي أنجزت في بعض القضايا الليبية مثل كسب ولاء المؤسسات الاقتصادية البترولية والبنكية للحفاظ على الثروات الليبية علاوة على استرداد 10 مقرات للوزارات في طرابلس من الجماعات المسلحة. وقال سعد الجمال، إن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي مطالبون بأن يكون دورهما ملزما وليس استشاريا وليس الأمر فقط متروك للأمم المتحدة التي تتخذ بعض القرارات التي من شأنها التفكيك والدمار وليس الوحدة، وكما أعطت الأممالمتحدة شرعية لغزو العراق وخلق الإرهاب بدلا من محاربته كما ادعت ولم تنشر إلا الفوضى وأثبتت التقارير خلو العراق من السلاح النووي والذي اتخذ مبرراً لغزو العراق وتدميرها. وأكد الجمال: «لا نعفي الأممالمتحدة من المسؤولية التي أدت إلى إضفاء الشرعية غير مبرر لحرب العراق». وطرح أحد النواب سؤالا على مساعد وزير الخارجية حول عدد العاملين المصريين بليبيا، وقال السفير أسامة المندوب، إن إعدادهم الرسمية 750 ألف طبقا للحصر الرسمي بين الدولة وحكومة التوافق الوطني، أما عن أعداد المصريين المتواجدين في ليبيا بشكل غير شرعي، قال السفير إن هذه الأعداد صعب جدا حصرها، مضيفا أن هناك تنسيق بين الحكومة الليبية ومصر في التعاون والتدريب والتجهيزات لكيفية التعامل مع إعداد الهجرة غير الشرعية. وكشف مساعد وزير الخارجية سبب مقتل 16 مصريا الأسبوع الماضي على الحدود الليبية، مبينا أنها كانت بسبب خلال المصريين مع المهربين ومقتل 3 من المهربين، الأمر الذي أدى لانتقال المهربين وقتل المصريين ال 16. وخلال الجلسة طرح النائب أحمد سعداوي، مبادرة للخروج للوفاق بين القبائل العربية في ليبيا واستضافة رؤساء القبائل الليبية والاجتماع مع نواب لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري بمدينة مطروح في حضور قيادات أمنية مصرية. ولاقت المبادرة ترحيبا من قبل رئيس اللجنة ومساعد الوزير والنواب على أن يتم الإعداد لهذا الاجتماع قريباً .