قال المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية الشيخ عبد المنعم الشحات، أن الإخوان المسلمين تحزبوا على أمور غير شرعية، يجب أن يتركوها ويوافقوا معنا على مبدأ الرجوع للكتاب والسنة للوقوف على سلف الأمة. وأوضح أن من يقول أن الخروج في مظاهره هو خروج على الحاكم لا يجوز، ولكن إذا كان الصالح هو المظاهرة فلابد من الخروج بها، مشيرا أننا ننكر على الإخوان العمل السياسي وتطبيق مبدأ الوحدة الوطنية دون وضع قيود، فالإخوان يقولون إذا أتاك الأمر فلابد تطبيقه سواء كان مطابقا أو مخالفا للشريعة أما الدعوة السلفية فتدعو لأن تستفسر وتسأل فإذا كان الأمر مخالفا للشريعة فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وأشار إلى أن الإصلاح هو لب الرسالة السلفية ومنهجها والرجوع للقرآن والسنة لينصلح حال الأمة، مبينا أننا يختلف حالنا عن الكثير ممن يقولون أنهم يدعون للإصلاح فهناك من يقول أن الإصلاح هو الرجوع للدين وهناك من يرى غير ذلك، وفى المصطلحات السياسية ينقسم الناس لفريقين إسلاميين وعلمانيين. وأضاف أننا جماعه إصلاحية ترى أن الصلاح هو العودة إلى السنة ويجب أن يتعاون أفرادها على هذا المنهج ونشر هذا الإصلاح وتعميمه على مستوى الفرد والمجتمع والدولة. وقال "الشحات" أن "العلمانية" هى أننا عندما نتكلم عن الحياة فلا مكان للحديث عن الدين فبعضهم لا يقر بوجود خالق وبعضهم يرى أن الدين سر بين العبد وربه، أما "الإسلامي" فيري أن الصلاح هو صلاح الفرد والمجتمع والعودة لما أنزله الله، و"العلماني" يرى أن العودة لابد أن تكون لتجارب البشر أما "الإسلامي" فيرى أن العودة تكون للشرع. وأضاف أنه طالما هناك المرجع اليقين فإنه من السفه أن نلجأ للتجربة ولابد أن يستحى كل من يقول ذلك فإنه لو قرأ القرآن فقط سيجد فيه أحكام الزواج والطلاق والحدود والعقوبات والبيع والشراء وغيرها من أمور الحياة. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها د.الشحات بمسجد التقوى بمنطقة الاستاد بمدينة طنطا تحت عنوان "من نحن وماذا نريد؟" وعن التقسيم السياسي قال: أن هناك "الإسلاميين" و"غير الإسلاميين"، فهناك من يكتفي بالكتاب والسنة ولكن الدعوة السلفية تضيف عليها "سلف الأمة" وعندما وقفنا لنجعل المرجعية للأزهر تظاهروا وطالبوا بالشريعة بالمفهوم الوسطى وفى تأسيسية الدستور الجميع رفضوا بما فيهم الأزهر نفسه فخصوم الشريعة عادة تأتى من التفسير للنصوص وفعل السلف"، مضيفاً :"هنا تبدأ تميزنا عمن يدعو للإصلاح بالكتاب والسنة فقط دون شرح وتفسير لسلف الأمة ففي عالم الطب إذا كان هناك علاج" كلي" قوي لمرض ما وقام الطبيب بإعطاء المريض علاج "جزئي" فهم يتبعون نظام التدرج وهو أن الموعد الذى يطبق فيه الشريعة بالكامل لم يأت بعد..فغيرنا يرى أن الإصلاح يمكن أن يكون جزئيا ومن هنا يتبع نظام التدرج.. ولكن لا يصح أن يغير الإسلام أو ينقص من منهجه". وأضاف أن المنهج الإصلاحي على مستوى الفرد والمجتمع والدولة، ففي نظام الحكم في الدولة أن يكون من أهدافه إيجاد الأفراد الصالحين وإصلاح المجتمع بأكمله وأن يأتي الحاكم وفق آلية تتبع الشريعة الإسلامية وهذا النوع من التغيير لم يكن متاح قبل ثورة 25 يناير ولكن في النظام الحالي لابد أن يكون الإصلاح على المراحل الثلاثة "الفرد والمجتمع والدولة" ولكن إذا كان التركيز بالكامل فى مرحلة الدولة فقط سيحدث تقدم سريع جدا ثم نتوقف تماما. وأشار إلى أن المرحلة الحالية بعد ثورة 25 يناير، كانت تحتم على الجميع أن يتحرك للإصلاح وليس تركها للعلمانيين، ففي بداية الثورة كانت المادة الثانية من الدستور يريدون تعديلها للأسوأ والدعوة السلفية كانت تقاتل من أجل ذلك، في حين أن بعض التيارات الأخرى كان الأمر لا يفرق معها كثيرا وفعلا حصلنا على نسبة من الأصوات جعلت لنا ثقلا سياسيا. وقال "الشحات" أن التيار السلفي ظلم نفسه كثيرا حينما رفض الكثير من رموزه ما عرف بالعمل الجماعي فجمعية الدعوة السلفية في مصر تحملت عبء الدعوة للعمل الجماعي في ظل تطويق أمنى وكثير من الدعاة السلفيين كانوا مترددين في ممارسة العمل الجماعي أو عازفين عنه. وأكد أن الدعوة لا تتبنى قواعد إدارية صارمة بل تحاول أن تستوعب الجماعي والذي لا يقتصر على المسجد فقط ولكنه يمتد للقرية والمدينة والمحافظة فالدعوة تستوعب جميع الطاقات التي تحترم آلية النصح واتخاذ القرار والتنازل عن الرأي الشخصي من أجل الرأي الجماعي. من جهته قال الشيخ أحمد فرحات، أنه من فقه الجندية أن أثق في القيادة ونعتقد فيهم الصدق ولا نعتقد فيهم العصمة ونعتقد فيهم أنهم أقرب إلى الصواب، لأن الجنود لا يعرفون كل ما يدور في عقل القيادة وليس مطلوب من القيادة شرح جميع حيثيات الأمور للجنود طالما أن الثقة متوافرة لدى الجميع وكل شخص ملتزم بمكانه، مضيفاً أن "معاذ ابن جبل" جندي في جيش يقوده "خالد بن الوليد" وفى نفس الوقت "خالد" طالب علم في حلقة عالمها "معاذ". وأوضح:"أننا نريد تربية القادة وليس تربية العبيد وهناك فرق بين فقه الجندية وبين الإتباع الأعمى فالجندية أن هذا الأمر اجتهادي فأنا هتبع القائد على ذلك طالما ارتضيته قائدا وكذلك مرفوض نقل الأخبار وسياسة "القيل والقال " فلابد من وحدة القيادة". وأشار أنه من الأخطاء التي يقع فيها الجنود النفاق المقنع والسكوت عن الأخطاء الظاهرة والاعتماد على أن القائد يعلم كل شيء فلابد من نصحه وتوجيهه ومن أخطاء القيادة عدم الإنصات.