ارتبطت احتفالات أعياد تحرير سيناء على مدار 34 عاما، بخطابات الرؤساء الرنانة، التي طالما اتسمت بالفخر الذي اكتنف الشعب المصري منذ انتصار أكتوبر ، الذي تحقق في عام 1973، وما تبع ذلك من انتصارات دبلوماسية انعكست في استرداد سيناء بشكل كامل. اليوم 25 إبريل، تمر علينا ذكرى تحرير سيناء، حيث تحتفل مصر بتحرير كامل أراضيها من الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982، واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988. مصر حررت أرضها التي احتلت عام 1967 بكل وسائل النضال، من الكفاح المسلح بحرب الاستنزاف ثم بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وكذلك بالعمل السياسي والدبلوماسي بدءًا من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات عام 1974 وعام 1975، ثم مباحثات كامب ديفيد التي أفضت إلى إطار السلام في الشرق الأوسط «اتفاقيات كامب ديفيد» عام 1978، تلاها توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979. وعلى مدى 34 عاما من تحرير سيناء، كانت هذه البقعة الغالية في بؤرة اهتمام الوطن حتى أصبحت رمزاً للسلام و التنمية. وشاهد على ما تحقق في مختلف أرجاء الوطن من انجازات في شتي المجالات. «بوابة أخبار اليوم»، ترصد في السطور القادمة، خطابات 4 رؤساء في أعياد التحرير، حيث تلقي الضوء على الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس الراحل أنور السادات في 16 أكتوبر 73، بحكم أن انتصار أكتوبر، كان النبتة الأولى للتحرير، كما تلقي الضوء على أخر خطاب للرئيس الأسبق حسني مبارك، وخطاب المستشار عدلي منصور، وخطابين للرئيس عبد الفتاح السيسي، أولهما حين كان وزير دفاع إبان حكم المعزول، والأخر الذي ألقاه يوم الأحد 24 إبريل، بمناسبة ذكرى التحرير. محمد أنور السادات قال السادات في خطابه، يوم 16 أكتوبر من عام 73، أمام مجلس النواب: «إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف.. أنه قد أصبح له درع وسيف.. وعليه أن يعرف الآن أن هذه المنطقة قادرة علي أن تمنح وأن تمنع .. ولقد كنا نطمئن بعطف العالم ونحن الآن نعتز باحترامه.. وأقول لكم بصدق وأمانة إنني أفضل احترام ولو بغير عطف.. علي عطف العالم إذا كان بغير احترام ..إن الأمة العربية لن تنسي أصدقاء هذه الساعات الذي يقفون معها ولن تنسي أعداء هذه الساعات الذين يقفون مع عدوها». محمد حسنى مبارك أكد الرئيس الأسبق حسني مبارك، في أخر خطاباته بمناسبة الذكرى ال 28 على ذكرى تحرير سيناء قبل أن يتنحى عن سدة الحكم بعد مظاهرات اجتاحت البلاد في ال 25 من يناير عام 2011 حرصه على نزاهة الانتخابات التشريعية المقبلة نهاية عام 2010، والرئاسية عام 2011، واعتبر ما تشهده مصر اليوم من «تفاعل نشط» لقوى المجتمع «دليلاً على حيوية المصريين، وشاهداً على ما يتمتعون به من مساحات غير مسبوقة لحرية الرأى والتعبير والصحافة». وأضاف أنه يرحب بهذا التفاعل والحراك المجتمعي «طالما التزم بأحكام الدستور والقانون، وتوخي سلامة القصد ومصالح الوطن»، محذراً في الوقت نفسه من تحول هذا الحراك إلى «مواجهة أو تناحر أو صراع»، وقال: «علينا جميعا أن نحاذر من أن يتحول التنافس المطلوب في خدمة الوطن وأبنائه لمنزلقات تضع مستقبله ومستقبلهم في مهب الريح». وقال مبارك إن مصر حررت سيناء بالحرب والسلام ولم تستسلم للهزيمة، وخاضت حرب استنزاف طويلة وحرب تحرير بطولية، ودفعت من دماء أبنائها ومن مواردها من أجل إنهاء الاحتلال واسترداد كرامة الوطن وعزته وكبريائه، وحرص جنود القوات المسلحة على تقديم أغنية أعدت خصيصاً للترحيب بعودة الرئيس مبارك وتعافيه من آثار الجراحة، خلال حضوره الاحتفال بعيد تحرير سيناء، الذي أقيم في قطاع الجيش الثاني الميداني بمحافظة الإسماعيلية. السيسي.. وزير الدفاع وفي عام 2012، قال الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي إبان حكم المعزول محمد مرسي إن «الجيش المصري جيش وطني عظيم وشريف جداً وصلب جدا، وصلابته تنبثق من شرفه». وتابع: «لا تقلقوا أبدا علي بلدكم مصر.. المصريين عندما أرادوا التغيير غيروا الدنيا كلها.. وعندما نزل جيش مصر حماكم، وظل 18شهرا يده لم تمتد علي أحد.. وأيدينا تنقطع قبل ما تمسكم، من 3 أسابيع أقسمت قسم ياريت كلكم تكونوا سمعتوه أنا قلته عشان كل مصري جالس في بيته يكون مطمئن». وأكد السيسي: «عندما نزلنا الشارع كان هناك 150 ألف جندي في الشارع، إحنا كنا نناضل حتى لا يؤذي أي مصري، ونحارب عشان لا يؤذي أي مصري وحتى تظل مصر وهتفضل مصر، أنا مش هقدر أقول كلام جميل زي اللي قلتوه كلكم». المستشار عدلي منصور وجه المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية خطابًا إلى الأمة بمناسبة عيد تحرير سيناء، في 23 إبريل من عام 2013. وجاء في الخطاب: «أتحدث إليكم اليوم في الذكرى الثانية والثلاثين لتحرير جزء عزيز من أرض مصر الغالية.. سيناء الحبيبة معبر الأنبياء، على طورها وفي واديها المقدس كرم الله عز وجل نبيه موسى عليه السلام وتلقى الألواح وتشرفت أرضها باستقبال العائلة المقدسة بحثًا عن الأمان في أرض الكنانة، وبطولها أقسم رب العالمين جل وعلا فقال: "والتين والزيتون وطور سينين"، فظل اسمها مذكورًا في القرآن الكريم يتلى ويتعبد به إلى نهاية الدهر». وتابع: «سيناء بوابة مصر الشرقية التي حاول عبرها الكثيرون الاعتداء على أرضنا فما كان نصيبه منها سوى إلحاق الهزيمة بهم ورد كيدهم خائبين والتي قال عنها الراحل العظيم سيناء قدس أقداس مصر، بوابة الغزاة إلى أرض مصر منذ زمن الهكسوس وحتى فتح مصر على يد القائد المسلم عمرو بن العاص». وأضاف: «تمثل مسيرة استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض ملحمة وطنية رائعة ومصدر فخر للأمة المصرية التي ضربت مثالاً في الإصرار على الثأر للكرامة الوطنية والحفاظ على التراب الوطني.. ستظل هذه الملحمة علامة في تاريخ شعبنا العظيم ومنبعًا تنهل منه الأجيال القادمة معاني العزة والكرامة، فصيانة الوطن عمل ملموس وليس قولاً أجوف». الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحدث خطاباته في ذكرى التحرير التي توافق الإثنين 25 إبريل، خرج علينا الرئيس السيسي الأحد 24 ابريل، وأكد أن مسيرة استعادة سيناء بالحرب والتفاوض تمثل ملحمة رائعة للتمسك بالتراب الوطني. وقال الرئيس السيسي – في كلمته بمناسبة بالذكرى ال 34 لعيد تحرير سيناء – : «أؤكد للجميع أن القوات المسلحة تقدر أهمية الحفاظ على التراب الوطني، وسيظل الوطن محميا بإرادة من الله ينفذها أبناؤه الأوفياء، ومصر تقدر تضحيات أبنائها من القوات المسلحة والشرطة الأوفياء» .