قال الكاتب البريطاني الشهير "روبرت فيسك" عقب قيامة بجولة محفوفة بالمخاطر في مدينة حلب السورية أنه استمع إلى مبررات قوات الجيش النظامي السوري. وأضاف أنهم يرون أن الثوار ما هم إلا عصابة مكونة من أشخاص أجانب - في معركتهم التي أدت إلى تمزيق مدينة تعد من أقدم مدن العالم. وأضاف فيسك في مقالة بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية نشرتها الخميس 23 أغسطس على موقعها الإلكتروني أنه شاهد بداخل أحد مساجد حلب التي يختبئ فيها الثوار عددا من الرصاصات ووثائق مالية ونسخ من القرآن الكريم، مشيرا إلى أن هذه المشاهد كانت نتيجة لإحدى المعارك الضارية بين الثوار والقوات النظامية والتي استمرت قرابة 24 ساعة ونتج عنها حصار ما بين 10 إلى 15 فردا من السكان كانوا يقومون بحماية المسجد حيث طلب منهم بعد ذلك تسليم أسلحتهم مقابل تحريرهم. وأشار الكاتب إلى بهجة جنود القوات النظامية لما حققوه من انتصارات بالرغم من اعترافهم بحزنهم على تاريخ المدينة التي تمزقت، حيث قال أحد الضباط "إن الإرهابيين حاولوا حصار قلعة حلب قبل 20 يوما وطرد جنودنا الذين كانوا يدافعون عنها". كما نسب فيسك إلى ضابط آخر قوله "في حال تأكد الأعداء من أنهم قادرون على الانتصار في المعركة، فإنهم حينئذ سيكونون في غير حاجة تضطرهم إلى إحضار مقاتلين أجانب، لذا فإنهم سينهزمون بكل تأكيد". وذكر فيسك أن أغلب أسلحة الثوار قد سقطت في أيدي المخابرات العسكرية السورية حتى من قبل وصوله إلى المدينة، وقيل أنها تضمنت ثلاث بنادق قنص موافقة لمعايير حلف شمال الأطلسي (ناتو) وقذيفة هاون واحدة وثمانية مسدسات نمساوية الصنع ومجموعة كبيرة من بنادق الكلاشينكوف والتي ربما تمت سرقتها من جانب المنشقين عن نظام الرئيس بشار الأسد. بالإضافة إلى ذلك، أوضح الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" من خلال معايشته لواقع المعارك الدائرة في حلب أن القوات النظامية شددت الخناق على المسلحين أو من تسميهم ب"المقاتلين الأجانب" من كافة الجهات، مما أدى إلى مقتل نحو 30 شخصا من الثوار وإصابة عدد غير معلوم منهم.