◄ الإزالات دمرت محاصيل «جزيرة الوراق» ◄ مطالبهم السكان: عايزين نعيش فى سلام ونربى عيالنا فى الوقت الذى ثأر فيه الجدل حول جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر وتسائل البعض إن كانتا مصرية أم سعودية وانشغال الرأى العام بهذه القضية، تعالت صرخات أكثر من 50 ألف نسمة على جزيرة تلتف حولها مياه النيل ولكن لا توجد بها شربة مياة صالحة للاستخدام الآدمي. « جزيرة الوراق » سقطت من حسابات الحكومات، فهي بلا خدمات تُقدم لألآف الأسر معدومة الدخل المهجورة من الخدمات الحكومية، ويعيش فيها آلاف الاسر، و"مازاد الطين بلة" أن الجزيرة خالية من مياة الشرب والمرافق والمدارس والوحدات الصحية والخدمات الأساسية. ترصد « بوابة أخبار اليوم » الأوجاع والشكاوى والصرخات لأهالي الجزيرة.. بدأت رحلتنا ساعة الذروة حيث تنشط حركة سكان الجزيرة التي ليس لها وسيلة في القرن الواحد والعشرين غير معدية قديمة ومتهالكة في النيل تكاد تغرق مع أول هبة ريح. انتقلنا مع السكان الذين يحيطهم الشقاء وتعبر عنه وجوههم الكادحة والمنكسره من شدة الفقر وتلك معاناتهم اليومية.. لم تتوقف المعاناة عند ذلك ولكنها كانت البداية، وحين وصولنا لتراب الجزيرة استقبلتنا وسائل المعاناة المتمثلة فيما يسمى بالتوك توك كأنها مطار تتراص فيه لنقل الأهالي الذين لايحلمون باكثر من حياة كالحياة. وعندما علم أهالي الجزيرة اننا صحفيون ألتفوا حولنا كما لو أننا طوق نجاة لهم وبدأ كل واحد منهم يحكي معاناته اليومية لنا . مياة شرب ملوثة في البداية وصف لنا الأهالي حجم المعاناة التي يعانونها يوميا لشراء مياه الشرب الصالحة للاستخدام من الجانب الاخر للجزيرة حيث أن مياه الشرب غير صالحة للاستعمال وذلك لأن مخلفات الصرف الصحي تصب في النيل مباشرة بسبب عدم وجود مرافق صرف صحي. معدية الموت وسيلة المواصلات الوحيدة التي تربط الجزيرة بالعمار حول النيل هي معدية متهالكة عفا عليها الزمن ولا تصلح للأستخدام الآدمي بالإضافة إلى التوك توك الذى يعد ثاني وسيلة للمواصلات وهي الوحيدة التي تربط بين قرى الجزيرة، وذلك لضيق الطرق والشوارع حيث أنها مطبات ومنحنيات ومملوءة بالوحل، وتلال من القمامة وتلك معاناة أخرى. إزالات عشوائية وعبر أهالى جزيرة الوراق عن استيائهم الشديد إزاء حملات الإزالة الواسعة التى تشنها وزارة الموارد المائية والرى دوما، واصفينها بأنها عشوائية وتأتي دون سابق إنذار. وقالوا إن الجرافات دمرت منازل ملكية خاصة بيوتًا، وأحواشا للحيوانات، وأحواضًا للزراعة، وماكينات للرى بالإضافة إلى أن جزيرة الوراق تعانى بشدة من عدم وجود كهرباء، وأن الحملة دمرت التوصيلات التي يستخدمها الأهالى لتشغيل ماكينات الرى,وفي الفترة الماضية تم إزالة 15 منزلا في يوم واحد وذلك لاجبارهم علي ترك الجزيرة لصالح جهات أخرى او لصالح رجال أعمال أرادو أن يتنفعوا بهذه المساحة الشاسعة وذلك على حساب ألاف الأسر التى عاشت سنين فى هذه الجزيرة ليس لهم مطلب سوى أن يعيشون حياة كريمة وبسيطة تمني أهل جزيرة الوراق أن تتغير أوضاعهم الى الأحسن وتنظر إليهم الحكومة نظرة اهتمام وهو ما جعلهم يترقبون الأتي بأن يكون الدور عليهم فيتم إزالة بيوتهم ومنازلهم وتشريد أبنائهم وأسرهم الذين لا يملكون في الدنيا سوى هذه البيوت. موت وخراب ديار ولم يتوقف الوضع عند هذا الحد بل تخطى كل الحدود فموظفي وزارة الري لم يسمحوا للسكان الذين تم إزالة منازلهم بإخراج متعلقاتهم من البيوت ولكنهم هدموها وعلى رؤوس من فيها، شاكين الإهانة البالغة التي تلحق بهم مرددين بمرارة: "أين احترام كرامة الانسان المصرى" مع التجاهل السافر للمسئولين، مناشدين من بيده الأمر إنقاذهم من هذا المصير المظلم منادين بصوت عالي تحمل النبرة الحزينة والأسى " إعدلوا ده ربنا اسمه العدل وميرضيش بالظلم احنا ناس غلابة عايزين نعيش فى سلام ونربى عيالنا مش عايزين نسرق ولا نمد إيدينا لحد. بلا خدمات طبية الجزيرة تفتقد الخدمات الطبية بل تنعدم منها فلا يوجد مستشفى بها يصلح لتقديم خدمات صحية متكاملة فالمستشفى الوحيد الموجود بالجزيرة عبارة عن مبني يفتقد أي تجهيزات طبية ويغلق أبوابه منذ الساعة الثانية عشرة ظهراً لا توجد به أى اسعافات أولية للحالات الطارئة. مطالب بسيطة تمثل أحلامهم أهالي الجزيرة يحلمون بأن تتعامل معهم الحكومة على أنهم مواطنين مصريين لهم حقوق وعليهم واجبات حددها الدستور، فمطلبهم الوحيد هو إنشاء كوبري للمشاه يربط الجزيرة بالعالم الخارجي، وذلك لإنقاذهم من معديات الموت التي تحصد أرواحهم وتعرض أولادهم للخطر عند ذهابهم للمدارس كل صباح، وإنهاء عزلتهم عن العالم الخارجي، وقيام المسئولين بمسؤلياتهم تجاه أهل الجزيرة بإصلاح أحوالها والحفاظ على مياه النيل وتوفير المرافق والمستشفيات والوحدات الصحية والمدارس واصلاح الطرق والخدمات الاساسية بالجزيرة مكان معيشتهم وحياتهم.