شهد مهرجان " كان " السينمائي منذ دورته الأولى في عام 1946 وحتى دورة عام 2015، عرض23 فيلم مصري روائي طويل، وفيلم تسجيلي طويل واحد خارج المسابقة في دورة 2006 بعنوان "البنات دول" إخراج تهاني راشد. كان للسينما المصرية دور لا يستهان به وبصمة جيدة في عالم "كان" إذ أنه في عام 1946 مع انطلاقة المهرجان كان الفنان المسرحي والسينمائي الكبير يوسف وهبي ضمن لجنة تحكيم المهرجان. شاركت الأفلام ال22 بالمهرجان، منها 14 في المسابقات من 1946 إلى 1997، و3 في برنامج "نظرة خاصة" من اختيارات إدارة المهرجان الرسمية من 1987 إلى 2004، و5 في برنامج "نصف شهر المخرجين" من اختيارات نقابة المخرجين في فرنسا من 1973 إلى 1990. وقد عرض في هذا العام أيضا فيلم " دنيا " للمخرج المصري محمد كريم، وفى عام 1949 يعود المصريون من جديد للمشاركة في "كان" بعد عودته بفيلم " البيت الكبير " من إخراج أحمد كامل مرسى وفيلم " مغامرات عنتر وعبلة " للمخرج صلاح أبو سيف، وفى 1952 عرض أيضا لمصر فيلمين وهما " ابن النيل " ليوسف شاهين و"ليلة غرام" من إخراج أحمد بدرخان. وفى مسابقة عام 1954 عرض لمصر فيلم " الوحش " من إخراج صلاح أبو سيف، و" صراع في الوادي " إخراج يوسف شاهين، بينما عرض عام 1955 فيلم " حياة أو موت " إخراج كمال الشيخ وعام 1956، ثم عرض فيلم " شباب امرأة " للمخرج صلاح أبوسيف. انقطعت السينما المصرية عن المشاركة في "كان" حتى عام 1964 وكان السبب الأكبر وقتها ظروف سياسية بعد العدوان الثلاثي على مصر والحرب التي دارت بين مصر من جهة وبين إسرائيل وفرنسا وإنجلترا من جهة والتي كانت لها نتائج مؤسفة من قطع العلاقات بين مصر وفرنسا. لكن مصر عادت مرة أخرى للمشاركة في المهرجان بفيلم " الليلة الأخيرة " للمخرج كمال الشيخ عام 1964 ثم فيلم" الحرام " عام 1965 للمخرج هنري بركات. وفي عام1971 شارك يوسف شاهين بفيلم " الأرض " ولاقى الفيلم استحسان نقدي شديد وقتها، ولكن هادت وانقطعت مصر مرة أخرى عن المشاركة حتى عام 1984، حيث لم يشارك وقتها سوى شاهين عام 1973 بفيلم " العصفور "، وكانت العودة للمشاركة هذه المرة أيضا مع يوسف شاهين في عام 1985 بفيلم " وداعا بونابرت ". شارك يوسف شاهين بقوة في مهرجان "كان" حيث عرض له 7 أفلام في الفترة من 1985 وحتى 2004، وهى "وداعا بونابرت" عام 1985 و"المصير" عام 1997 " وفيلمين في مسابقة "نظرة خاصة" هما " الآخر " عام 1999 و" إسكندرية نيويورك " عام 2004" وفى قسم "نصف شهر المخرجين" عرض "العصفور" عام 1973 و"اليوم السادس" عام 1987 و" إسكندرية كمان وكمان " عام 1990، وكل أفلام شاهين في تلك الفترة كانت إنتاج مشترك مع فرنسا باستثناء العصفور كان مع الجزائر، وعرض في تلك الفترة بالمهرجان 3 أفلام أخرى هي "عودة مواطن" لمحمد خان عام 1987 و" الحب فوق هضبة الهرم " عام 1985 و"سرقات صيفية" عام 1988 ليسرى نصر الله. ومنذ عام 2004 وحتى عام 2015 لم يشارك في مهرجان كان غير فيلم مصري واحد وهو فيلم " بعد الموقعة " الذي عرض في عام 2012 من إخراج يسرى نصر الله، وفي عام 2011 كانت مصر ضيفة شرف المهرجان ولكنها لم تشارك بأي أفلام وقتها. يذكر أن مصر تشارك هذا العام 2016 في مسابقة "نظرة ما" لمهرجان "كان" السينمائي بفيلم " اشتباك " الذي تقوم ببطولته نيلي كريم ليمثل مصر في المسابقة. فيلم " اشتباك " من بطولة نيللي كريم وهاني عادل وطارق عبد العزيز وأحمد مالك ومن تأليف محمد دياب وخالد دياب ومن إنتاج محمد حفظي ومن إخراج محمد دياب، وتدور الأحداث في سيارة ترحيلات تضم ممثلين عن التيارات السياسية المختلفة "الليبرالي والعلماني والتيار المتدين من إخوان وسلفيين ومواطنين عاديين لا تشغلهم السياسة" فتنشب بينهم الكثير من المشادات والمشاحنات بسبب تمسك كل فصيل برأيه إلى أن يقع حادث للسيارة وتنحرف عن طريقها فتتحد كل الفصائل مع بعضهم في محاولة للنجاة من الموت المحقق، ويتناول الفيلم الفترة السياسية التي سبقت تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، وذلك من خلال استعراض رموز مصر في ذلك الوقت ويحمل العمل إسقاطا سياسيا على أن مصر لن تنجح في الخروج من أزمتها السياسية والاستمرار في مسيرة التنمية والتقدم إلا باتحاد كل التيارات المختلفة بها.