انقلبت حياة الزوجة الصغيرة رأساً على عقب بعد أن كانت قانعة بما كتب الله لها، وتزوجت من رجل يكبرها سناً بأكثر من 40 عاماً، خاصة بعد لقاء العشيق ابن جيلها، والذي نجح في نسج خيوطه حولها. أمطرها بكلمات الحب الرطبة والمفعمة بعبير فواح، بينما تراود مخيلتها نظرات زوجها العجوز لمفاتنها وجسدها، غير مبال بمشاعرها وأحاسيسها، حتى وقعت فريسة في شراك الكراهية لشعورها بالظلم والقهر والتسلط من قبل الزوج. جلست الزوجة في حيرة من أمرها، ورأسها مثقلة بالتساؤلات تبحث عن سبب للطلاق من الزوج العجوز، الذي لم يقصر في حقها، فجميع طلباتها مجابة، ويحكمها أيضاً عادات وتقاليد القرية، فيجب أن يكون هناك سبباً مقنعاً لطلب الطلاق. لبست عباءة إبليس، واتفقت مع العشيق على خطة شيطانية معتقدة أنها طوق النجاة بالنسبة لها والحل الوحيد للعودة إلى الأيام الخوالي والزواج ممن أحبه قلبها. أطلقت الزوجة صرخات مدوية، تجمع على إثرها الأهل والجيران، ليجدوا الدماء كادت أن تخفي معالم وجهها، بينما يرقد الزوج العجوز جثة هامدة وسط بركة من الدماء. علت وجوه الجميع علامات الدهشة، وهي تروي لهم بأن ثلاثة ملثمين اقتحموا عليها المنزل وحاولوا اغتصابها أمام الزوج الذي حاول الدفاع عنها وما كان منهم إلا أن قام أحدهم بتكميمه وسدد الآخر له عدة ضربات قوية بعصا غليظة فوق رأسه، ولم يتركوه إلا وهو جثة هامدة، واستولوا على قرطها الذهبي ومبلغ من المال. وبإخطار اللواء محمد عماد الدين سامي مدير أمن البحيرة، قرر تشكيل فريق بحث قاده اللواء محمد خريصة مدير إدارة البحث الجنائي، لكشف غموض الواقعة. جاءت تحريات رجال المباحث التي أشرف عليها العميد خالد عبد الحميد رئيس المباحث الجنائية، عن وجود علاقة عاطفية بين الزوجة وعشيقها، وأنهما اتفقا على التخلص من الزوج وخططا لذلك بأنها بعد أن تأكدت من نوم الزوج تسللت وقامت بفتح باب المنزل للعشيق، الذي قام بالاعتداء عليه بالضرب أثناء نومه، وطلبت منه أن يقوم بإحداث جرح في رأسها حتى يبدو الأمر طبيعياً، ولم تطلق صرخاتها إلا بعد أن تأكدت من هربه. وبتضييق الخناق عليهما اعترفا بجريمتهما، وأرشدا عن مكان العصا المستخدمة في الجريمة، وأحيلا إلى النيابة التي تولت التحقيق.