واصلت وسائل الإعلام السعودية، الأحد 10 إبريل، اهتمامها الكبير بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتصدرت الزيارة وتوقيع الاتفاقيات والكلمات شاشات الفضائيات والصفحات الأولى وصفحات داخلية متخصصة. وتحت عنوان (جسر الملك سلمان جسر يتحوّل إلى حقيقة)، كتبت صحيفة "اليوم" قائلة: "منذ أمد طويل وحلم السعوديين والمصريين يكبر في تواصل بري، يربط بين المملكة وأرض الكنانة، ييسر في انتقال المواطنين، ويسهم في تعزيز العلاقة بين البلدين الشقيقين. وفي عهد المغفور له -بإذن الله- الملك فهد بن عبد العزيز، اقترب الحلم إلى الواقع، حين تكفلت المملكة ماليا ببناء جسر، عبر مضيق تيران، وصولا إلى شرم الشيخ، لكن ظروفا خاصة، دفعت بالأشقاء في مصر، للتراجع عن مشروع بناء الجسر، لأجل غير مسمى". وأضافت: "في السنوات الثلاث الأخيرة، انتقلت علاقة المملكة ومصر، في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز إلى مستوى إستراتيجي غير مسبوق. وتعزز ذلك أكثر بوصول المشير عبدالفتاح السيسي لسدة الرئاسة. لقد أسهم تطور هذه العلاقة، في إيجاد شكل متقدم وجديد، من أشكال التضامن العربي، غدت العاصمتان: الرياضوالقاهرة، قيادته وركن رحاه. وقد تطورت العلاقة بين البلدين، بما يقترب من التكامل الشامل بينهما على كافة الأصعدة". وأشادت ب"تطور العلاقة المتميزة في فرادتها، بين المملكة ومصر، في خط بياني صاعد، في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-. وجاءت الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين لتشكل قفزة نوعية في هذه العلاقة، بما يجعلها نموذجا رائدا، يفتح بوابات الأمل، في تضامن عربي حقيقي، من شأنه أن يسهم في تمكين العرب من استعادة مجدهم، وأخذ مكانهم اللائق بهم بين الأمم، كأمة واحدة". وعبرت عن أن ما "جرى توقيع عدد كبير من الاتفاقيات، والمشاريع بين البلدين في هذه الزيارة الميمونة، شملت جوانب كثيرة وهامة، لكن الأبرز بينها هو الاتفاق على بناء جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يربط البلدين، بعضهما ببعض. لا تكمن أهمية هذا الجسر، في أنه يسهم في تيسير السفر للمصريين والسعوديين، بالبلدين الشقيقين، ولكن في المعنى الإستراتيجي لهذا المشروع الكبير. ذلك أن المنطقة التي ستصل المملكة بمصر، ومصر بالمملكة، هي منطقة التقاء قارات ثلاث". وتحت عنوان (المملكة ومصر جناحا العرب الأقوى)، كتبت صحيفة "الجزيرة": "الملك سلمان له موقف ثابت تاريخي من مصر وأهل مصر مبعثه رؤيته الاستراتيجية الثاقبة التي يتميز بها ويصر عليها في تعاملاته السياسية فقد كان - مثلا - أول من أعاد مصر إلى الصف العربي في بدايات الثمانينيات من القرن المنصرم عندما دعا حينها الرئيس الأسبق «حسني مبارك» إلى معرض الرياض بين الأمس واليوم المقام وقتها في باريس برعاية الملك سلمان - أمير الرياض آنذاك، وكان حينها الرئيس مبارك يقوم بزيارة لفرنسا، واعتبر جميع المحللين أن هذه الدعوة كانت إيذانا لعودة الدفء للعلاقات العربية المصرية". وذكرت الصحيفة: "المنطقة برمتها هي الآن تواجه عدوين خارجيين ذوي أيديولوجيتين، وإن ظهرا متنافرين في الظاهر، إلا أنهما يختلفان معنا اختلاف (وجود وبقاء) وكل له أسبابه. وإذا لم يدرك العرب بعين في منتهى الحذر أطماع وطموحات هذين العدوين، فمستقبل العرب قاطبة، وليس فقط المملكة ومصر سيكون كارثياً. ومما أقرأه في مضامين هذه الزيارة الهامة، سواء في الترحيب غير المسبوق لزيارة الملك سلمان في مصر، وكذلك في الوفد الكبير المرافق من المسؤولين الذين كانوا في معيته، إضافة إلى الاتفاقيات التي من المقرر توقيعها بين البلدين، أجزم أن هذه الزيارة ستوثق عرى التعاون والتنسيق بين البلدين على كل المستويات، سواء فيما يتعلق بالسياسات الداخلية، أو العلاقات الخارجية". وأوضح الصحيفة: "مصر تضررت كثيرا من موجة ما يسمى (الربيع العربي)، ومازالت تعاني من تبعاته اقتصاديا، بعد أن استطاعت إلى حد كبير من السيطرة على تداعياته الأمنية، والمملكة ومعها دول الخليج يدركون أن معاناة مصر الاقتصادية والأمنية، تنعكس سلبيا بالضرورة على المنطقة برمتها، خاصة على دول الخليج العربي، لذلك فليس لدي أدنى شك أن الملك سلمان وفريق العمل الذي رافقه في هذه الزيارة، سيبذلون كل ما في وسعهم من جهود متاحة وممكنة من شأنها الوقوف بجانب مصر في أزماتها الاقتصادية وجفاء الغربيين لها". وفي صحيفة "الرياض" وتحت عنوان (جسر آخر.. لأجل أن يسود التسامح)، قالت الصحيفة: "بعد ساعات من إعلان الملك سلمان بن عبدالعزيز تشييد جسر يربط المملكة بمصر وآسيا بأفريقيا، كنا أمام إعلان لا يقل أهمية عن مشروع الجسر البري، فهو يوازيه في الأهمية والمضامين، جسر لكن من نوع آخر، تسهم المملكة في بنائه وتشييده من أجل أن تسود ثقافة التسامح وتتعزز أواصر التلاقي، فقد التقى خادم الحرمين الشريفين بشيخ الأزهر أحمد الطيب الذي يمثل رمزية عميقة لدى المسلمين، ثم ببابا الكنيسة المرقسية تواضرس الثاني في بادرة هي الأولى". ونوهت صحيفة الرياض "تبعث المملكة عبر قيادتها ممثلة بخادم الحرمين برسالة ودعوة صريحتين للتسامح والتعايش ومد الجسور وتفويت الفرصة على مروّجي ثقافة الكراهية والفكر المتطرف وإلغاء الآخر.. لقد جاء لقاء الملك سلمان بالقيادات الدينية في مصر من واقع مسؤولية المملكة، واضطلاعها بمكانة دينية وسياسية وثقافية مهمة وكبيرة في منطقة تشتعل اليوم وتستعر، وأحد مسببات اشتعالها العنف باستغلال الدين، وهو أمر أسهم في تشويه صورة الإسلام والمسلمين على حد سواء، وهم في الحقيقة أكثر من تأذى قولاً وفعلاً من الفكر الإرهابي الذي لا ينتمي ولا يرتبط بدين أو هوية". وبينت: "اللقاء مع بابا الكنيسة القبطية يعكس سياسة المملكة المبنية على تعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى تقبّل الآخر واحترامه، وقد دفعت المملكة باتجاه مأسسة الحوار بين الثقافات والأديان، إيماناً منها بأن التنوّع فرصة لإثراء المجتمعات لا لتفريقها، كما أن المملكة تدرك أن هناك من يعمل من الطرفين على استغلال أنصاف الفرص لإبعاد أبناء الوطن الواحد، وتمزيق النسيج الاجتماعي من خلال تكريس التباين باعتباره مبرراً للافتراق، وهذا يخالف مفهوم الدولة والوطنية والمواطنة". وبعنوان (دعم المملكة للأزهر.. حماية للأمة)، قالت صحيفة "الشرق" إن العلاقات المتميزة للغاية بين المملكة العربية السعودية والأزهر الشريف مهمة للمسلمين في كافة أنحاء العالم. المملكة تبذل جهوداً رائدةً في دعم الدول الشقيقة العربية والإسلامية وفي مكافحة آفة الإرهاب. وهذه الجهود تصبُّ في مصلحة حماية الأمة ووحدتها، وتسهم في إرساء دعائم السلام والتعايش المشترك. والأزهر، الذي يعد إحدى أهم وأبرز منارات العِلم، يدعم هذا الدور السعودي الرائد. وأشارت إلى أن "يوم أمس زار خادم الحرمين الشريفين، جامع الأزهر في القاهرة، واطَّلع على عددٍ من المشاريع الخاصة بالجامع، ومنها المشروع الذي تبنَّاه الملك عبدالله – رحمه الله – ل «إعادة تأهيل جامع ومشيخة الأزهر الأثرية». ثم وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية التي ستستقبل نحو 40 ألف طالب من 120 دولة وتشمل مجمعات سكنية ومرافق خدمية وتعليمية". وأضافت: "وعند وضعهِ حجر الأساس قال الملك حفظه الله «على بركة الله، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين في الأزهر، ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لخدمة الأزهر لأنه من مساجد الله التي يُعبَد فيها الله ويُدرَس فيها الإسلام ونرجو التوفيق إن شاء الله، وندعمهم بكل ما يلزمهم إن شاء الله. كلماتٌ تحمل معانيَ رفيعةً، وتجسِّد حجم الدعم اللامحدود من قِبَل القيادة الرشيدة لجامع الأزهر". أما صحيفة "عكاظ" فكان عنوانها (سلمان الحزم في قاهرة المعز)، وقالت: "لا شك أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر في هذا التوقيت بالغ الأهمية، تعني الكثير بالنسبة لعلاقات البلدين، ولأوضاع المنطقة التي تشهد اضطراباً يثير قلق العواصم العربية والغربية. وتأتي امتداداً لمسيرة حكومة المملكة في تعزيز العلاقات مع مصر التي تمثل قوة إقليمية وجناحا مهما لا تحلق البلاد العربية من دونه. وأوضحت: "مصر بالنسبة للسعودية شقيق عربي وشريك إستراتيجي مهم، ليس في التبادل التجاري والمنافع الاقتصادية فحسب، بل هي شريك سياسي وأمني بالغ الأهمية، ولذلك تتعدد المناورات العسكرية المشتركة بين قوات البلدين، وكانت آخرها مشاركة مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مناورات «رعد الشمال» في حفر الباطن السعودية". وتابعت: "كما أن انضمام مصر للتحالف الذي تتزعمه المملكة لإعادة الاستقرار والشرعية لليمن كان خطوة مصرية حكيمة لتحقيق ذلك الهدف السامي النبيل. كما تنبغي الإشارة أيضاً إلى انضمام مصر إلى التحالف العسكري الإسلامي الذي نشأ بمبادرة سعودية قاد جهود تحقيقها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفوق ذلك كله يبقى التعاون العريق بين البلدين في مكافحة الإرهاب الذي يكتويان بناره ويعملان على محاربته". وأكدت: "ومصر بالنسبة للسعودية هي العمق الإستراتيجي للأمة العربية، ولذلك كانت للمملكة سياساتها التاريخية المشهودة في الوقوف مع مصر في جميع حروبها، ومن أجل القضية المركزية للعرب (فلسطين)". وفندت: "وكان ترددت مزاعم كاذبة بعد تولي الملك سلمان الحكم أن العلاقات بين الرياضوالقاهرة لم تعد كما كانت سابقاً، لكن العاهل السعودي لم يفوِّت فرصة لمن يحاولون دق أسفين في تلك العلاقة المميزة ليشدد أكثر من مرة على عمق العلاقات الثنائية وقوتها وصمودها، ولذلك استقبل الرئيس السيسي غير مرة. كما أن المشاريع الاقتصادية التي اتفق عليها البلدان، ليست ماضية بحسب ما هو مقرر لها، بل ستشهد قفزة كبيرة خلال هذه الزيارة لمصر، التي تأتي بعد نحو عامين من الزيارة التي قام بها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز للقاهرة، لتضع حداً لتقولات مفبركة وشائعات إعلامية عن فتور العلاقات بين البلدين".