ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الاستعدادات الجارية في إسرائيل لشن هجوم محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية تمخضت عنها سجالات ومناقشات سياسية حول ما إذا كانت إسرائيل ستقوم بهذه الخطوة، وأظهرت الصحيفة عدم ترحاب بين الأوساط العامة، ولاسيما قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني السبت 18 أغسطس، "إنه يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تحاول تهيئة المجتمع لحرب قادمة من خلال إصدارها لأقنعة واقية من الغازات ، وبناء مخابئ تحت الأرض ، واختبار نظم إنذار مبكر للتحذير من أية هجمات صاروخية، فضلا عن تصريح وزير الدفاع المدني الإسرائيلي المنتهية ولايته بأنه حرص على ضمان استعداد الإسرائيليين لخوض حرب قد تستمر شهرا". واعتبرت أن ما زاد الموقف الراهن تعقيدا هو قول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد "إن وجود إسرائيل أنما يعد إهانة للإنسانية"، وأشارت إلى انقسام المحللين السياسيين في الولاياتالمتحدة وإسرائيل حول ما إذا كان تصاعد هذه الحرب الكلامية يعكس في الحقيقة هجوما وشيكا على المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت الصحيفة "أن البعض الأخر من المحللين يرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخادع نفسه بتمني أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد يضطر إلى توجيه تحذير إلى طهران مفاده أن واشنطن تستطيع القيام بتحرك عسكري أحادي الجانب في وقت لاحق، وذلك على الرغم من إعلان أوباما مسبقا وبشكل قاطع أن بلاده لن تسمح لإيران أن تمتلك سلاحا نوويا". وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن هؤلاء المحللين حرصوا على إثبات رؤيتهم للوضع الراهن بأن أعربوا عن اعتقادهم في أن نتنياهو ينتظر الوقت الذي سيتخلى فيه الغرب عن محادثاته مع طهران، ويلجأون إلى الحل العسكري. وقالت "هناك آخرون زعموا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى حاليا لتهيئة المناخ لشن هجوم عسكري إسرائيلي أحادي الجانب نظرا لاعتراضات واشنطن وأغلبية الرأي العام الإسرائيلي على هذا الأمر، وأنهم يعتمدون في رؤيتهم تلك على اقتناع نتنياهو بأنه لم يستطع الاعتماد على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولم يستطع في الوقت ذاته الانتظار لمجئ إدارة رئاسية جديدة ". وأوضحت الصحيفة أن مجرد الحديث عن حرب جديدة في الشرق الأوسط هو موضوع غير محبذ لدى أوساط الناخبين الأمريكيين، لافتة إلى أن هذا الحديث قد يتسبب فى ارتفاع أسعار النفط العالمية ويؤدي إلى عدم استقرار أسواق المال العالمية، لذلك تجنب البيت الأبيض التعليق على احتمالية شن هجوم إسرائيلي على إيران أو التداعيات المنتظرة لفشل المحادثات النووية مع إيران. وتعليقا على هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن كولن كال الباحث في جامعة "جورج تاون" الأمريكية والمستشار السابق لإدارة الرئيس أوباما في شئون الشرق الأوسط قوله "إنهم - في إشارة إلى الإسرائيليين - يهدفون إلى شئ بذاته، فربما يحاولون دفع إدارة أوباما إلى الإفصاح عن تصريحات تتجاوز الخطوط الحمراء".