من رحم المجتمع وُلد الإجرام، وبدأ يشق طريقة متخذاً من العشوائيات والمناطق الفقيرة طريقاً له إلى أرض الواقع حتى توغلوا فيه وأصبحوا خطرا على المجتمع والمواطنين. واتخذ المجرمون طريق الانحراف بهدف الوصل للأموال والمخدرات، حتى ذاع صيتهم وأصبحوا أسطورة في تاريخ الإجرام وأرهقوا قوات الأمن في رحلة القبض عليهم.. ودفع عدد من رجال الأمن حياتهم ثمنًا لملاحقتهم وتقديمهم للعدالة. ومن خلال السطور التالية ترصد بوابة بوابة أخبار اليوم، أشهر العناصر الإجرامية التي حفرت أسمائها في الأذهان كرمز للإجرام والبلطجة، ومنها خط الصعيد وياسر الحمبولي وعزت حنفي وسفاح الإسكندرية، وسفاح الأطفال، وكوريا، والدكش، وغيرهم من المسجلين خطر الذين روعوا أمن واستقرار المجتمع. "خط الصعيد" محمد منصور هو أول من أطلق عليه لقب خط الصعيد، وكانت بداية رحلته الإجرامية عبر مشاجرة عادية قام بعدها بقتل 15 شخص خلال عامين، ظلت الداخلية فترة طويلة تحاول الإمساك به حتي استطاعت الشرطة عمل كمين له في مكان التسليم وتم قتله فيه، وعلى الرغم من قتله إلا أن اللقب استمرّ بعده، وأخذه أكثر من شخص بعد ذلك. لكنه لم يستمر طويلا وانتهى إجرامه النهاية الطبيعية بعد رحلة استمرت حوالي 34 عامًا، قام فيها بالقتل والسرقة والاتجار في السلاح والمخدرات، ورغم بشاعة كل هذه الجرائم إلا أنه تم القبض عليه عندما تفاوض مع عمدة إحدى القرى على فدية قدرها 200 جنيه عن طفل اختطفه. "عزت حنفي" هو تاجر أسلحة ومخدرات، شكل شركة مع شقيقه حمدان وآخرين، وقام باستقطاب الهاربين من أحكام في شتى محافظات الصعيد واستولت عصابته على مئات الأفدنة في منطقة جزيرة النخيلة التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط لزراعتها بالمخدرات. واستوحت بعض الأعمال الفنية قصة حياة عزت حنفي مثل شخصية منصور الحفني في فيلم الجزيرة وشخصية مندور أبو الدهب في مسلسل حدائق الشيطان. وبلغت سطوة العصابة في قيامها بتهديد بعض الصحفيين لمنعهم من متابعة الجرائم التي يرتكبونها والتي بلغ عدد ضحاياها خلال السنوات الخمس الأخيرة 103 قتيلاً، كما شملت تلك التهديدات عدداً من نواب البرلمان المصري. وبعد حادث مقتل خمسة أشخاص في نزاع بين عائلتين في القرية قامت قوات الشرطة المصرية بحصارها لمدة 7 أيام، وقد قامت العصابة باحتجاز عدد من الرهائن، ولكن اقتحمت الشرطة الجزيرة في هجوم عنيف في 1 مارس 2004 واستخدمت فيه الشرطة المصرية في أكثر من خمسين عربة مدرعة وستين زورقا نهريا وما يزيد على ثلاثة آلاف جندي وضابط من القوات الخاصة. وقامت العصابات ببناء حصون لها في كافة أنحاء جزيرة النخيلة بعدة أشكال: منها الأبراج، التي ترتفع أحيانا إلى خمسة طوابق، ومنها الدُشم الحصينة التي بنيت من الطوب اللبن، الذي لا تستطيع طلقات الرصاص اختراقه، كما قاموا بحفر عدة خنادق تحت الأرض تمكنهم من إطلاق الرصاص على أي قوات مهاجمة. وبعد عملية اقتحام كبيرة شنتها الشرطة على الجزيرة تم القبض على عزت حنفي في 1 مارس 2004 وتم تنفيذ حكم الإعدام عليه وشقيقه حمدان في سجن برج العرب بالإسكندرية في الساعة السادسة من صباح من يوم 18 يونيو 2006، وتم دفنهما في مسقط رأسهما في قرية النخيلة وسط حراسة أمنية مشددة. ياسر الحمبولي ياسر الحمبولي واحد ممن أطلق عليهم لقب "خط" في الفترة الأخيرة وهو "مجرم بالوراثة"، ولد ياسر عبد القادر أحمد إبراهيم الحمبولي، المعروف إعلاميا ب"خط الصعيد"، عام 1978 بقرية الزينية قبلي، التابعة لمركز طيبة محافظة الأقصر، بدأ منذ بلوغه الخامسة عشرة من عمره في مصاحبة والده المسجل في 37 قضية جنائية، في نشاطه الإجرامي، ثم عمل منفردا، وبات معروفا لدي رجال الأمن كمسجل خطر بدأت شهرة الحمبولي، بعد استيلائه على منطاد سياحي في وسط النهار حتى يتم الإفراج عن ابنه من قبل قوات الأمن، ثم تحول بعد ذلك إلى أسطورة تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، ثم بعد ذلك كانت تتردد من حين للآخر، "أقوال أنه لن يستطيع أحد إلقاء القبض عليه، فهو مخترق لأجهزة الأمن، ويعرف أوقات الحملات الأمنية التي استهدفته"، بالإضافة إلى امتلاكه الكثير من الأسلحة. من أشهر الجرائم التي نفذها الحمبولى، بعد حادث مقتل مفتش مباحث القصير، هو السطو أكثر من مرة على مخازن شركتي المقاولون العرب، ومختار إبراهيم، وقيامه مع أفراد عصابته بتوثيق خفراء الشركتين أكثر من مرة، حاملا أطنان من الكابلات النحاسية. وفى الأقصر قام بالسطو على محطة وقود في وضح النهار داخل سيارة بدون لوحات، وعندما سأله أمين شرطة عن اللوحات أطلق عليه النار، ونجا منها بأعجوبة، ونقل مصابا إلى مستشفى الأقصر. تمكنت الأجهزة الأمنية بالأقصر، من ضبطه داخل أحد المساكن بمنطقة الكرنك نهاية فبراير الماضي، وذلك بعد هروبه من سجن قنا العمومي خلال أحداث الانفلات الأمني، وفتح السجون خلال الثورة، وواصل المتهم نشاطه الإجرامي لمدة 13 شهرا في السرقة بالإكراه، والخطف، والتعدي، والقتل العمد، لتنتهي قصة أخطر رجل بالصعيد امتد نفوذه وانتشرت جرائمه، وحكمت المحكمة عليه بالحبس 190 سنة ليسكن القضبان دون رفيقا. "كوريا" محمد وحيد موسى الشهير بكوريا، يبلغ من العمر 31 عاما، يعد المتهم الرئيسي في قتل رئيس مباحث شبرا مصطفى لطفي، ويعتبر من أشهر تجار المخدرات في منطقة المثلث الذهبي بالقليوبية وتقضى شقيقته ووالدته عقوبة في السجن لاتجارهما بالمخدرات، ويقضي أيضا والده عقوبة بالسجن في قضية مخدرات، وتم القبض عليه منذ 8 سنوات ووضعه في السجن، لكنه هرب أثناء أحداث ثورة يناير وعاد لمزاولة نشاطه. تم الحكم عليه بالإعدام بجانب 4 أحكام أخرى ما بين مؤبد ومن 10 إلى 15 سنة في عدة قضايا منها القتل وحيازة سلاح وتجارة المخدرات، استطاعت الشرطة اكتشاف مكانه وحدث تبادل لإطلاق النار أدى إلى مصرعه. "الدكش" محمد حافظ أمين الملقب ب"الدكش"، يبلغ من العمر 32 عامًا، والده زعيم بؤرة الجعافرة لمدة 30 عاما ومسجل خطر، وله شقيق يدعى فرج مسجل خطر أيضا اتهم في قضايا مخدرات، وله أخ آخر يدعى أمين اتهم هو الآخر في عدة قضايا. عرف الدكش بتجارته في المخدرات والسيارات المسروقة، واتهم بقتل معاون مباحث الخانكة وآخرين، ومن ثم قامت الشرطة باقتحام بؤرة الجعافرة وحصل تبادل كثيف لإطلاق النار أسفر عن ضبط 18 قطعة سلاح والقبض عليه. "نوفل سعد الدين" أحد أبرز من حملوا لقب "خط الصعيد"، وذلك بقرية "حمرة دوم" التابعة لمركز نجع حمادي بمحافظة قنا. لم يسلك نوفل بن عائلة "سليمان" التي تنتمي لقبيلة "الهوارة" طريق الدم بخاطره، ولكن ساقه الثأر إليه، حيث قُتل والده وشقيقه وعمه وأبناء عمه عام 1979، في خلافات ثأرية مع عائلة "هنداوي" التي نصبت كمينا لهم أمام قسم شرطة نجح حمادي. حمل "نوفل" السلاح وهو في الثالثة عشر ليثأر هو وآخرين من أفاد عائلته، من عائلة "هنداوي"، التي تربصت بوالده وشقيقه وعمه وقتلوهم أمام قسم شرطة نجع حمادي، في واقعة هزت أرجاء المحافظة حينها، وقتل اثنين من عائلة "هنداوي" ليبدأ مشوار الدم. "نوفل" الذي كان يرفض تسميته ب"خط الصعيد" ساعد الداخلية في تسعينات القرن الماضي في الإمساك بعدد من العناصر الإرهابية، بعد أن لجأ له الأمن عقب حادث الدير البحري الإرهابي الذي وقع بمدينة الأقصر عام 1997، واستطاع أن يفك لغز اقتحام بنك المراغة في سوهاج، وكشف الجناة، كما أنه ساعد الشرطة في ضبط قتلة اللواء عبد الحميد غبارة. شيد "نوفل" الذي كان يبث اسمه الرعب في نفوس كثيرين، مسجدا في قريته ومدرسة لمحو الأمية، ويتداول بعض أبناء نجع حمادي مواقفا وقصصا عن ابن "حمرة دوم" تعتبره "شهم"، كحكاية عن شخص نجده الخط عندما كان يقف في "منطقة مقطوعة" يبحث عن وسيلة مواصلات تقله لقريته، فوجد شخص يقله بسيارته، ليفاجأ فيما بعد بأنه "خط الصعيد". اُتهم "نوفل" بقتل "شمبري" نجل شقيقه "فيصل" بسبب خلافات على الميراث، وهي تهمة ظل "نوفل" ينكر ارتكابه لها حتى وفاته، وانتهت فترة الود بين "نوفل" والأمن، بخاصة مع القضاء على الإرهاب في الصعيد، وصدور أحكام عديدة ضده. في 4 مايو 2007، شنت قوات الأمن حملة أمنية استهدفت "نوفل"، حيث قتل في تبادل لإطلاق النيران مع الشرطة استمر لصباح اليوم التالي، تاركا طفل في الخامسة عشر من عمره، حمل لواء والده فيما بعد، إلا أنه ألقي القبض عليه قبل أن يتحول لخط جديد في 4 يوليو من العام الجاري داخل شقة بالعجوزة واثنين من أصدقائهم ومعهم ثلاثة ساقطات، بحسب ما أعلنته حينها مديرية أمن الجيزة. "أمين موسى" أحد أخطر العناصر الإجرامية أو أخطرها في رأي البعض بمنطقة المثلث الذهبي.. ذاع صيته قبل ثورة 25 يناير، بعد اتهامه بارتكاب جريمة قتل عمد بقرية الجعافرة، وهروبه وسط زراعات الموالح هناك، ثم إلقاء القبض عليه بعد معركة مع الشرطة استمرت لأكثر من يومين، وأودع بعدها بسجن وادي النطرون. جاءت أحداث "جمعة الغضب"، يوم 28 يناير 2011، لتخدم أمين موسى ورفاقه، حيثُ فتحت السجون، وتمكن من الهرب برفقة أعداد كبيرة من المساجين، الصادر ضدهم أحكاما بالإعدام والسجن المؤبد في جرائم قتل وشروع فيه، وسرقات بالاكراه، إضافة لآخرين متهمين بالسطو المسلح والاغتصاب. عاد موسى إلى مسقط رأسه بقرية الجعافرة، ومعه ما يقرب من 40 هاربا من السجون، وكون أكبر عصابة مسلحة مزودة بأسلحة ثقيلة وأخرى آلية، واستولى على أراض من أصحابها بقوة السلاح، وجند أكثر من مائة رجل وامرأة من القرية لخدمته في تجارة المخدرات والسلاح، واستطاع في فترة محدودة لم تتجاوز الثلاثة أشهر إعادة "الجعافرة" لتتصدر تجارة المخدرات بين قرى المثلث الذهبي. "خالد جمال" عاش أهالي ميت غمر بالدقهلية حالة من الرعب والفزع، عندما تمكن أحد المجرمين من الهروب من سجن وادي النطرون بأحداث يناير 2011، وبدأ في ممارسة نشاطه الإجرامي بميت غمر ولكنه لم يستمر طويلاً حيث نجحت قوات الأمن من إلقاء القبض عليه . وبالكشف عن المتهم تبين أنه محكوم عليه في 39 جناية منها إعدام شنقا و18 مؤبد وأحكام مابين 3 و15 سنة وبلغت الأحكام 775 عاما في قضايا سرقة بالإكراه وقتل عمد ومخدرات واستعمال قوه ونفوذ. "سفاح الأطفال" اسم أطلق علي مريض نفسي كان كل ضحاياه من الأطفال، وهو المهندس صلاح الذي حير رجال المباحث لفترة طويلة حني تمكنوا من القبض عليه. وكان السبب الرئيسي في أن يختار ضحاياه من الأطفال أنه شاهد طفله يحترق أمام عينيه ولم يستطع إنقاذه، فقرر الانتقام من جميع الأطفال، وبلغ عدد ضحاياه 200 طفل، وتم القبض عليه بعدما استطاع طفلان الهرب من منزله بالإسكندرية وأبلغا عنه، ورغم أنه حاول الانتحار بالسكين وبشرب مبيد حشري إلا أنه فشل في ذلك وتمّت محاكمته وإعدامه. "عماد الصعيدي" يدعى عماد حنفي الصعيدي، يبلغ من العمر 35 عاما، اتهم في قضايا مثل البلطجة وحيازة أسلحة تم إصدار عدة إحكام ضده منها حكم الإعدام في مذبحة كرداسة، حيث انه قام بتزويد المجرمين بالأسلحة النارية. تفاصيل القبض عليه، عندما وردت لمباحث الجيزة معلومات تفيد بتردد القتيل على إحدى الشقق السكنية بمنطقة حدائق الأهرام واتخاذها مخبأ للهروب من قوات الشرطة، وبعد تقنين الإجراءات القانونية تحركت قوة من قطاع الأمن الوطني والعمليات الخاصة ومباحث الجيزة وفرضت حصارًا محكمًا حول العقار لمنع هروب المتهم. وأثناء ذلك قام القتيل بفتح النيران من بندقية آلية على القوة، وتمت مبادلته إطلاق الرصاص بحذر خشية إصابة المواطنين بالمنطقة، خاصة أنها منطقة مزدحمة بالسكان، وتمكنت بعد قرابة ساعة من الاشتباك من تصفيته بعد اقتحام الشقة، وعُثر بحوزته على بندقيتين آليتين وكمية كبيرة من الذخيرة، وتم نقل جثته إلى المشرحة تحت تصرف النيابة. "سفاح المية وسيجارة" هو أشهر سفاح عرفته الإسكندرية، وذلك بسبب الذعر الذي نشره في الأحياء الشعبية، بخطف وقتل الفتيات، اسمه الحقيقي سعد اسكندر عبد المسيح، من محافظة أسيوط في صعيد مصر، كان يعمل مع شقيقه في مصنع صغير للغزل والنسيج كان يمتلكه الأخ الأكبر بالإسكندرية واستأجر “سعد اسكندر” مخزنًا صغيرًا للقطن وغزل النسيج في حي “راغب باشا”، لكنه خلال فترة قصيرة حوله مسرحًا لجرائمه التي ارتكبها، ومقبرة لبعض جثث ضحاياه من الفتيات اللاتي وقعن في غرامه. تم القبض عليه في أحد الأكمنة بعد مشاهدة ارتباكه من قِبَل أحد الضباط، وتم الحكم عليه بالإعدام شنقًا، وقبل إعدامه سأله الشيخ هل تريد شيئًا قبل أن تموت، فرد قائلا: “عاير ميًه وسيجارة”، وبالفعل حصل على طلبه وبعدها تم إعدامه.