ذكرت صحيفة "روسيسكايا جازيتا" الروسية الجمعة 17 أغسطس أن الأزمة السورية شغلت المباحثات التي جرت بموسكو بين نائب وزير الخارجية الروسي ونائبة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية. جاء ذلك حيث اضطرت واشنطن أخيرا للاعتراف بأن سوريا تشهد حربا أهلية وطائفية يشتد سعيرها يوما بعد آخر. ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة السورية تلقت تحذيرات من حلفائها، تطالبها بأن تكون أكثر حذرا، وألا تتصرف بوحشية، وخصوصا أمام عدسات المصورين ، وتفيد بعض المصادر أن تركيا هددت قيادة المعارضة السورية بوقف الدعم لها في حال استمرارها في نشر صور ومقاطع فيديو تظهر حالات تعذيب وذبح للأسرى . وتساءل كاتب المقال عمن ستنتقل إليهم السلطة بمساعدة الغرب، ومن ثم أجاب مفترضا أنهم أولئك الذين يقطعون الرؤوس ويلقون الجثث من الأبنية العالية، والذين ترفض الدول الغربية إدانتهم في مجلس الأمن .. ويخلص إلى أن موقف الغرب هذا يحول دون انطلاق العملية السلمية في سوريا . ومن جانب آخر، ترى صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن الأوساط السياسية والإعلامية تبدي اهتماما بالغا بالموقف الروسي من الأزمة السورية، فالخارجية الروسية نفت ما نشرته صحيفة "الوطن" السعودية قبل أيام على لسان ميخائيل بوجدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط . وتفيد الصحيفة أن الدبلوماسي الروسي لم يدل بأية تصريحات عن إصابة ماهر الأسد، وردا على هذه الحملة الإعلامية تعتزم موسكو شن هجوم معاكس لتذكير خصوم بشار الأسد بوثيقة جنيف التي تحمل توقيعاتهم، والتي تلزم بوقف إطلاق النار على طرفي النزاع، ولا تضع أية شروط مسبقة لبدء عملية الحوار الوطني الشامل في سوريا . وحسب معلومات الصحيفة ستحاول موسكو التأثير على دمشق أثناء الزيارة التي سيقوم بها إلى موسكو الأسبوع المقبل نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل، ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر .. وبالرغم من كل هذه المساعي ، يرى العديد من الخبراء أن فرص الحل السلمي للأزمة السورية باتت معدومة .