مر نحو 56 عامًا على إصدار الكويت عملتها الرسمية « الدينار الكويتي »، بعد أن كانت تعتمد على الروبية الهندية في معاملاتها التجارية، نظرا لقوتها الاقتصادية واعتماد تجارة الكويت الرئيسية على الهند. أسباب جعلت الروبية الهندية ، العملة الأولى لدى الكويت منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وحتى بداية الستينات من القرن العشرين وإصدار الكويت عملتها المحلية الدينار الكويتي. أقوى العملات العربية ويعد الدينار الكويتي من أقوى العملات العربية في الخليج العربي، نظرًا لقوة الاقتصاد الكويتي ومخزون النفط لدي الكويت، ويساوي الدينار الكويتي حاليًا 30 جنيهًا مصريًا. وبدأ استخدام الروبية الهندية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ويعود ذلك إلى استقرار نفوذ شركة الهندالشرقية الإنجليزية في الهند، ما جعلها تصدر عملة واحدة باسمها للاستخدام في عموم الهند، ونظرا للنمو المضطرد للتجارة بين الكويتوالهند عبر الزمن، بدأت هذه العملة تأخذ مكانها جنبا إلى جنب مع بقية العملات الرائجة في الكويت آنذاك. أسباب قوة «الروبية الهندية» واكتسبت العملة الهندية « الروبية » قوة مالية واقتصادية ضخمة ودعم قوي من قبل شركة الهندالشرقية الإنجليزية، التي انتشر نفوذها في معظم المناطق الواقعة تحت سيطرة النفوذ البريطاني، ما أهلها للانتشار تدريجيا في بعض المستعمرات البريطانية ومناطق النفوذ ومن بينها بعض دول الجزيرة العربية والكويت. و الروبية الهندية اكتسبت أيضًا، قوة مالية لازدياد التبادل التجاري بين الكويتوالهند، وتبوء الكويت مركزا تجاريا هاما كممر للبضائع القادمة من الهند إلى أوروبا، بالإضافة إلى البريد الرسمي المتوجه من شركة الهندالشرقية الإنجليزية إلى إدارتها الرسمية في لندن عبر الكويت، وكذلك الرسائل الدبلوماسية بين حكومة الهند الإنجليزية ووزارة الخارجية البريطانية في لندن. بداية الخسائر وبدأت الحكومة الهندية بعد الاستقلال في التعرض لخسائر كبيرة في الاحتياطي النقدي لها، كنتيجة لإخراج كميات كبيرة من نقدها بصورة غير قانونية إلى منطقة الخليج واستبدالها بالجنيه الإسترليني، لذلك تم الاتفاق بين حكومة الهند وبلدان الخليج العربي التي تستخدم الروبية الهندية على إصدار فئات ورقية خاصة من الروبيات للاستعمال في هذه البلدان، ومن 1 يونيو 1959 تم التداول في العملة الجديدة في الكويت . الكويت كانت سباقة في إصدار عملتها الوطنية، عندما برزت الحاجة إليها سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية، ففي أكتوبر 1960 صدر المرسوم الأميري رقم 41 لسنة 1960 بقانون النقد الكويتي ، الذي نص على جعل الدينار العملة الرسمية للبلاد، وتأسس على أثر ذلك مجلس النقد الكويتي الذي أنيطت به عمليات إصدار تلك العملة. استبدال الروبية بالدينار الكويتي وفي شهر مارس 1961 وقبل أن تبدأ عملية استبدال الدينار الكويتي بالروبيات الهندية، سافر وفد رسمي من مجلس النقد الكويتي إلى الهند للتفاوض من وزارة المالية الهندية من أجل استرداد الروبيات التي سيتم سحبها من التداول في الكويت بعد صدور الدينار الجديد، وزار الوفد البنك المركزي الهندي في بومبي وكذلك نيودلهي للتفاوض بشأن عملية المبادلة. وعرضت الهند تقديم سندات بالروبية الهندية لحكومة الكويت مقابل الروبيات التي كانت متداولة في الكويت، وتمت إعادتها إلى الهند على أن يتم دفع السندات خلال فترة تمتد حوالي ست سنوات بفائدة قدرها 4 %، لكن الوفد الكويتي طلب أن تكون السندات بالجنيه الإسترليني، وكانت الفائدة 4.5 %. انتهاء التعامل بالروبية الهندية وفي 1 إبريل 1961 بدأت عملية استبدال روبيات الخليج الهندية بالدنانير الكويتية كل 13.33 روبية تعادل دينار كويتي وعمل موظفو البنوك التجارية الثلاثة التي كانت قائمة آن ذاك البنك البريطاني للشرق الأوسط وبنك الكويت الوطني والبنك التجاري الكويتي على استبدال ملايين الروبيات بالدينار الكويتي خلال 8 أسابيع من العمل المتواصل. واستلم بنك الاحتياط الهندي 342 مليون روبية تم سحبها من الأسواق الكويتية، وهي تعادل 25 مليار و 646 مليون و 110 ألف دينار كويتي ، لينتهي تعامل الكويت بالروبية الهندية في 17 مايو 1961 بعد أن تم استخدامها لفترة تزيد عن 120 عاما. موضوعات ذات صلة http://akhbarelyom.com/article/56fa2f9680056386132... http://akhbarelyom.com/article/56faa3cd9e78734b1fc... http://akhbarelyom.com/article/56ee72d89e78739345c...