اتخذ بنك الكويت المركزى جميع الاحتياطات لتبديل العملة الكويتية، وطرح الإصدار الجديد حسب آخر التقنيات العالمية من فئة العشرين والعشرة والخمسة دنانير، وأيضا الدينار والنصف والربع دينار. ورغم طرح العملة الكويتية الجديدة وبدء تداولها اعتبارا من يوم بعد غد الأحد سيتم العمل أيضا بالعملة القديمة التى تم طرحها بتاريخ 3 إبريل 1994م، والتى سيتم سحبها بالتدريج من السوق الكويتى.
ومن المقرر توقف أجهزة الصرف الآلى فى جميع البنوك الكويتية عملها لمدة ساعتين فقط اعتبارا من الساعة 10:30 من مساء يوم غد السبت، وذلك لإيداع العملة الجديدة، والتى ستكون بمتناول المواطنين الكويتيين والمقيمين اعتبارا من الساعة 12:30 من صباح يوم الأحد 29 يونيو.
وحذر بنك الكويت المركزى المواطنين والمقيمين من السفر بالعملة القديمة، حيث لن تقوم الشركات والمحال المصرفية خارج الكويت إلا باستقبال العملة الجديدة. وكانت أول عملة كويتية فى العصر الحديث فى عهد الحاكم الخامس للكويت، الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر الصباح، وجاء قراره بإصدار أول عملة وطنية تعبيرًا عن سيادة دولة الكويت، وقد تم صك تلك العملة يدويًا، وبالأخص باستخدام المطارق، فكان شكلها غير منتظم واختلفت كل قطعة عن الأخرى.
وكانت قيمة العملة حينذاك بيزة، وتم طرح بضع مئات منها فى الأسواق، ولكن لم يستمر التداول بها سوى بضع شهور، حيث أوقف التداول بها خاصة، أنه لم يكن هناك أى غطاء من الذهب يحمى البيزة الكويتية، وأيضا الكويت كانت تستخدم روبية الملكة والامبراطورة فكتوريا ومن بين أجزائها فئة البيزة الهندية التى كانت أقوى فى التعامل لوجود حماية وغطاء من الذهب لها فى الخزينة الهندية .
ومر الدينار الكويتى الحالى بعدة مراحل وتطورات على مدار تاريخ الكويت، فبعد التوصل إلى اتفاق بين حكومة الكويت وحكومة الهند، تم طرح الدينار الكويتى الأول وسُحبت أوراق النقد والمصكوكات الهندية من الأسواق الكويتية فى الأول من إبريل 1961 لإعادتها إلى الهند، على مدى شهرين متتالين، تولت كل من دائرة البريد والبنوك الكويتية إحلال الدينار الكويتى محل العملة الهندية (الروبية الهندية)، على أساس أن الدينار الكويتى يعادل 13,33 ربية هندية، وقد تم استبدال ما تصل قيمته إلى 25.646.110دينارًا كويتيًا بنحو 342 مليون ربية هندية خلال هذين الشهرين.
وكانت الأوراق النقدية تحمل صورة أمير دولة الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح وتوقيع رئيس مجلس النقد آنذاك (الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح)، ورُسمت عليها صور لمعالم النهضة فى دولة الكويت، وحُفر على المصكوكات المعدنية عبارة "إمارة دولة الكويت"، التى تم استبدالها بعد سنة باسم "دولة الكويت" بعد الاستقلال.
وقد صدر القانون رقم (32) الخاص بالنقد وبنك الكويت المركزى وتنظيم المهنة المصرفية فى الأول من يونيه 1968 بعد مرور تسع سنوات على أول إصدار للأوراق النقدية الكويتية، طرح بنك الكويت المركزى أوراقًا نقدية جديدة للتداول على الدفعات التالية: الدفعة الأولى كانت بتاريخ 17 نوفمبر 1970 حيث طُرحت أوراق نقد فئة عشرة دنانير وفئة نصف دينار وفئة ربع دينار، وبتاريخ 20 إبريل 1971 طُرحت أوراق نقدية فئة خمسة دنانير ودينار مرسوم عليها صورة أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح. وصدرت الدفعة الثانية كانت بتاريخ 20 نوفمبر 1980 فى عهد الأمير جابر الأحمد الصباح، حيث طُرحت فى الأسواق أوراق نقد جديدة، الدفعة الثالثة كانت بتاريخ 27 يناير 1986 حيث طُرحت ورقة نقدية جديدة من فئة عشرين دينارًا للتداول بدءًا من 9 فبراير 1986، الدفعة الرابعة كانت بتاريخ 24 مارس 1991م، حيث طُرح الإصدار النقدى الرابع من العملة الكويتية الذى يتميز بألوانه المختلفة عن باقى الإصدارات، وذلك حتى لا يتمكن العدو العراقى من الاستفادة من الأوراق النقدية التى سرقها مع كل موجودات بنك الكويت المركزى وغطاء الذهب، وقد تعطلت البنوك والخدمات المصرفية طوال الفترة من 2 أغسطس 1990حتى طرد العدو، الدفعة الخامسة كانت بتاريخ 3 إبريل 1994، حيث طُرح الإصدار النقدى الخامس من العملة الكويتية، وهو الإصدار المتداول حاليًا فى دولة الكويت، يتميز هذا الإصدار بالتقنية العالية والمميزات الفنية والأمنية المتطورة التى بلغتها صناعة وطباعة الأوراق النقدية.
بالإضافة إلى ذلك قام بنك الكويت المركزى بعد مرحلة الاستقلال ومواكبة النهضة الحديثة والتقدم الذى شهدته دولة الكويت فى شتى الميادين، بإصدار عملات ذهبية وفضية وأوراق تذكارية فى المناسبات المختلفة للجمهور وهواة جمع العملات.
