كان أردوغان سيتدخل شخصيا لإقناعه أن طليقته القبرصية طالما تركته فهي امرأة جاحدة لا تستحق عناء أن يلتقيها أو يبعث لها حتي برسالة علي «الواتس أب» لم يعد سرا علي أحد، أن بطل فيلم « خاطفون لكن ظرفاء « نجم مصر وربما العالم الأول منذ صباح الثلاثاء « سيف الدين مصطفي» قد حدد لطاقم الطائرة فور إبلاغهم بأنه يرتدي حزاما ناسفا ثلاث وجهات لم تكن لارنكا بقبرص أولها بل علي العكس كانت آخرها، وسبقتها اسطنبول بتركيا وأثينا باليونان، ولا أتصور أن قائد الطائرة « عمرو الجمال « - عندما أبلغه بأنه لن يستطيع الوصول لأبعد من لارنكا بسبب عدم وجود وقود كافٍ بالطائرة علي اعتبار أن رحلتها الأصلية من برج العرب إلي القاهرة قصيرة للغاية - كان في حالة ذهنية تسمح له بمراجعة الحسابات السياسية والأمنية في هذه اللحظة الأصعب في حياته المهنية .. إلا إن كان قد تم توجيهه من الأجهزة بالقاهرة لذلك واستبعد هذا الاحتمال لأن الموقف لم يكن يحتمل كل هذه المشاورات ومعه أرواح العشرات معلقة بين السماء والأرض.. ويقيني الكامل أن إرادة المولي عز وجل ولطف قدره تبارك وتعالي هي من ألهمت الجمال لتجاوز أول اختيارين والاتجاه نحو لارنكا. فماذا لو ذهب كابتن الطائرة المختطفة إلي أول خيارين.. إذا كانت أثينا فالإجابة بسيطة وأتصور أنها لم تكن لتختلف كثيرا عن لارنكا.. ولكن لا أستطيع حتي تصور ماذا لو كانت اسطنبول عقر دار أردوغان ومهد خلافته المنتظرة هي محطة هبوط طائرة مصر للطيران.. قطعاً كنّا سنكون كالكرام علي موائد اللئام، فهل كان مخبول اسطنبول ليجد هدية أفضل من ذلك لإحراج مصر سياسيا وأمنيا والإجهاز تماما علي آمالها في استعادة سياحتها الضائعة ووأد أي تحرك لجذب استثمارات أجنبية ولو من بوركينا فاسو مع احترامنا للشعب البوركيني الصديق. ولا أتصور شكل الاتصالات بين القاهرةواسطنبول وعلي أي مستوي كانت ستكون، ففي قبرص تحدث السيسي مع نظيره.. وشكري مع وزير خارجيتهم الذي قال له « الأصدقاء وقت الشدة «.. وهذا المعلن بخلاف التنسيق الأمني والاستخباراتي الذي أثق أنه كان في أعلي وأرفع صوره.. وأتصور أن الخاطف الذي تشير كل الشواهد حتي الآن أنه مخبول كلية، كان أردوغان سيتدخل شخصيا لإقناعه أن طليقته القبرصية المزعومة طالما تركته فهي امرأة جاحدة لا تستحق عناء أن يلتقيها أو يبعث لها حتي برسالة علي «الواتس أب» وأبناءه الذي قيل إنه يريد رؤيتهم عاقين ولا فائدة من بقائهم معه، وأنه من الأفضل له أن يكسب دنياه وآخرته بطلب الإفراج عن مرسي ومرشده وأتباعه عوضاً عن أسرته الزائلة الانقلابية.. كما أتصور أن سلطان الدهاء لم يكن ليترك سيف الدين مصطفي يسمح لركاب الطائرة بالنزول عقب هبوط الطائرة في المطار بفترة وجيزة خوفا عليه وعليهم من « شحططة « الصعود والهبوط من سلالم الطائرة وذلك بخلاف أن كراسي الطائرة اسفنجية ومريحة بخلاف كراسي المطار المعدنية المزعجة ولاسيما أن معدلات الإصابة بالبواسير عالية. وأثق أن إنسانية وحنان أردوغان - التي جعلته يكتفي بثلاثة مليارات يورو فقط ثمنا للاجئين السوريين في صفقته المشبوهة مع أوربا - ما كانت لتسمح له أن يترك شرطته وجيشه تفعل مع هذا الخاطف البرئ ما تفعله مع الأكراد ومتظاهري تقسيم السلميين وحتي الصحفيين والمدونين المعارضين لحريته وتنميته و» أغلوه»، وكان ليكتفي بإرسال « أوردر شاورمة سبيشيال « بخلاف علبة الملبن التركي الشهير « حلقوم « لزوم التحلية والوقت اللطيف وربما أرسل خاتون هانم شخصيا لتقديمهما للأخ سيف حتي لا يمل سريعا من تمثيليته الخايبة. و لاشك أن الكرم العثماني السلطاني الأردوغاني لم يكن ليترك الرجل في محنته دون متفجرات حقيقية عوضا عن حزامه الذي ادَّعاه ناسفا واتضح أنه طبي من آثار إصابة قديمة بالديسك.. فهل يعقل أن تعود طائرة مصر للطيران إلي القاهرة خاوية الوفاض دون التزود بخيرات اسطنبول التي تشهد بجودتها دول المنطقة بأسرها وفي القلب منها سوريا والعراق وليبيا وبالطبع مصر.. وتوفيرا لعناء إرسالها لأهله وعشيرته وحلفائه بشمال سيناء. قطعا كان الزهر سيلعب مع سيف الدين مصطفي.. فما بين الشرق ورابعة ومكملين كان الرجل سيتقلب في أحضان المذيعين.. ولا بأس من مساعدات وإيحاءات وتمويلات تنعش حنينه لشرعية الملوخية إلي حين.. وقبل كل هذا لابد من مؤتمر أو اثنين مع أردوغان الإنسان وتابعه أوغلو للحديث عن جنة الجنان التي منحه سلطانها حق اللجوء السياسي مضطرا لإنقاذ أبرياء الطائرة رغم أن معظمهم للأسف من الانقلابيين كحال أغلب المصريين.