أكدت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة حاكم الشارقة في افتتاح فعاليات ملتقى الشارقة للأطفال العرب ، في دورته الثانية عشرة، الثلاثاء 29مارس، أن الحروب والأحداث المؤسفة في العالم العربي والإسلامي هي من صنع أناس ضلوا الطريق، وظنوا أنهم يتبعون طريقاً صحيحاً، لكنه طريق مليء بالحقد والكراهية والعيش في الذل والمهانة. وقالت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي : هؤلاء كانوا صغاراً لكنهم لم يتعلموا العلم الصحيح.. تعلموا أن يكرهوا لا أن يحبوا، تعلموا أن يفشلوا في مدرسة الإنسانية لا أن ينجحوا فيشعروا بآلام الغير". وأضافت الشيخة في حفل افتتاح الملتقى الذي تنظمه مراكز الأطفال بالشارقة في مقر الجامعة القاسمية، تحت شعار "اسمعونا .. نحن المستقبل"، وتتواصل فعالياته حتى مساء الثالث من ابريل المقبل. "أرحب بكم في الشارقة، صديقة الطفل الذي نعمل على تقديم كل ما يؤهله لدوره المستقبلي، لأننا نؤمن أن لا مستقبل من دون رجالٍ ونساء نعدهم منذ صغرهم للقيام بمسؤولياتهم ومهامهم وفق أعلى مستوى من الأداء والتميز عندما يحين وقتهم.. عندما يصبحوا قادة مؤثرين في مجتمعهم. وأنا أرى فيكم مشهداً يعكس حلمنا العربي القديم الذي يتجدد كلما واجهتنا تحديات، وأعني به حلم الوحدة العربية التي ستظل تراوحنا إلى أن تتحقق إن شاء الله، غير ملتفتين إلى من يئسوا من تحقيق هذا الحلم، وقللوا من شأنه، فها أنتم اليوم مجتمعون عندنا لأنكم تحملون مقومات واحدة تربطكم وتجعلكم أخوة تلتقون على أرض واحدة، أرض دولة الإمارات العربية المتحدة". وأكدت الشيخة جواهر القاسمي أن الطفل اليوم يستحق أن تصاغ له مبادرات تمكنه من إظهار مواهبه وإبداعاته وابتكاراته، خاصة وأنه طفل متقدم عن الأجيال التي سبقته بسبب ما توافرت لديه من أساليب تقنية أسهمت في إطلاعه الواسع على مستجدات العالم، وصار ماهراً في اقتحام هذا البحر التقني، سابحاً فيه بحثاً عن المعرفة والعلوم المختلفة التي تنمي قدراته الفكرية واطلاعاته العلمية والمعرفية . وخاطبت قرينة سمو حاكم الشارقة الأطفال قائلة: "ماذا ستقولون لنا كي نسمعكم؟.. نحن كلنا آذان صاغية لكم أطفالي الأعزاء، وعليكم أن تكونوا مبادرين في اكتساب المعرفة والعلم والثقافة، واللغة التي ستعبّرون بها عن ذلك كله، ولا تنسوا وأنتم في طريقكم إلى هذا الكسب المهم لحياتكم أن تتسلّحوا بالخلق والسلوك الطيب الذي تحترمون به أمهاتكم وآبائكم ومعلميكم، وكل كبير له فضل عليكم، وأن تتعاملوا مع الناس باتباع آداب الحوار والاستماع". وطالبت الشيخة الأطفال بالتعبير عن آرائهم، وتقديم مقترحاتهم في مشروعات التنمية، خاصة تلك التي تعنيهم، وأن يمتلكوا وسائل الإقناع، التي هي في حاجة إلى تفكير، ونصحتهم بالتدريب،وألقت ريم بن كرم، كلمة أشادت فيها بدعم الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي ، لمراكز الأطفال بالشارقة منذ تأسيسها قبل أكثر من 30 عاماً، وأكدت أن ملتقى الشارقة للأطفال العرب يعد دليلاً على الرؤية الناجحة لإمارة الشارقة في تطوير الأطفال وتأهيلهم، وتنمية ثقافتهم للوصول إلى أعلى مستويات الازدهار والتطور وضمان مستقبل أفضل لهم في مختلف الدول العربية. مثمنة دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للأطفال في دولة الإمارات وإمارة الشارقة، والذي أدى إلى تطور الملتقى، ومشاركة الأعداد الكبيرة من الأطفال المواطنين فيه، حيث يشارك لأول مرة في تاريخ الملتقى 81 طفلاً إماراتياً، وهي المشاركة الأكبر منذ انطلاقته.وقدم الفنان الإماراتي الدكتور حسين الجسمي "السفير فوق العادة للنوايا الحسنة" ومجموعة من الأطفال نشيد الملتقى "وطن في القلب"، الذي تغنى من خلاله المشاركون بالوحدة والتكاتف بين الاخوة والأشقاء من أجل مستقبل مشرق تنعم فيه الأمة العربية وأبناؤها بالأمان والاستقرار والسلام. ورحب الفنان حسين الجسمي بالأطفال المشاركين، قائلاً: "أهلا وسهلا بأطفال العرب في شارقتي إمارة الشارقة ملتقى الأحبه في دولتي الإمارات، تشرفت بحضور حفل الإفتتاح والغناء أمام الأطفال من جميع أنحاء الوطن العربي في هذا الملتقى الهادف الذي ينظر للمستقبل من جميع جوانبه وأهدافة، وأفرحني ما رأيته في أعين الأطفال البريئة الجالسة أمامي الناظرة للمستقبل، أثناء غناء أغنية "وطن في القلب" من كلمات صالحة غابش والحان ليلى أبوذكري وتوزيع عمرو أبوذكرى." كما استمتع الحضور بأوبريت "ها قد جئنا.. نحن المستقبل" الذي كتب كلماته عبدالله الشحي ومحمود أبو العباس، ولحنته دينا سعد، وقدمه مجموعة من الصغار المنتسبين إلى مراكز الأطفال التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة. وأضفت هذه الأناشيد أجواء حماسية على الحفل، وأكدت على الدور الذي يتطلع الأطفال إلى ممارسته في بناء وتطور مستقبل أوطانهم وأمتهم.