بعد الإعلان عن رفض شحنة من القمح بسبب وجود مرض «الإريجوت» فيها بنسب عاليه، قامت «بوابة أخبار اليوم» بالبحث عن تعريف هذا المرض. وتبين أن «الإريجوت» يعد من الأمراض الخطيرة التي تصيب النباتات العشبية ويسببها الفطر المشهور باسم Claviceps purpurae»» وهو منتشر في العديد من الدول ولكنه غير موجود في مصر. وظهر في الفترة الأخيرة جدل واسع في مصر حول استيراد شحنات من القمح مصابة بفطر «الإريجوت». ومن جهتها أكدت وزارة الزراعة، أنها لن تسمح باستيراد شحنات قمح تزيد فيها نسبة الإصابة بفطر «الإريجوت» عن 0.05%، مؤكدا أن عمليات استيراد القمح من الخارج، يتم وفقاً للمواصفات القياسية المصرية، والتي تتطابق مع هيئة «الكودكس» العالمية وتم رفض العديد من الشحنات التي اثبت الفحص وجود «الإريجوت» فيها بنسب عليها. ونفت الوزارة ما ورد عن إحدى الوكالات، أن مصر ستسمح بدخول شحنات القمح المستورد التي لا تزيد فيها نسبة طفيل «الإريجوت» على 0.05%، وربط ذلك بإقالة رئيس الإدارة المركزية للجحر الزراعي د.سعد موسي وتكليف د. إبراهيم إمبابي بدلا منه، والذي أرجعه البعض أن السبب في الإقالة هو رفضه قبول دخول شحنات قمح مصابه بفطر «الإريجوت» وهو ما قامت الوزارة بنفيه تمام، قائلة إن ذلك في إطار خطة إعادة هيكلة قطاعات الوزارة لتطوير وتحسين الأداء، بما يخدم إستراتيجية التنمية الزراعية 2030. وكان د.سعد موسى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي السابق، قد أكد رفض أي شحنة قمح مستوردة من الخارج تحتوى على أي نسبة من فطر «الإريجوت»، موضحا أنه لو أصيبت المزارع المصرية بالفطر ستترتب عليها أضرار محصولية بالغة ويسبب خسائر فادحة في إنتاجية الفدان من القمح، ويمكن أن ينتقل إلى محصول الذرة أيضا، ليصيب المحاصيل الإستراتيجية التي تسعى الدولة إلى سد الفجوة الغذائية منه، كما أن مكافحته تستلزم إتباع الدورة الزراعية وهو ما لم يطبق بعد. وأضاف موسى أنه وفقا للتشريعات المصرية، فلن يتم السماح بدخول أي شحنة مصابة بفطر «الإريجوت» ، لأن هذا الإجراء من شانه الحفاظ على الثروة الزراعية والحيوانية في آن واحد. ومن جانبه قال د. حامد عبد الدايم المتحدث الرسمي بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن فطر «الإريجوت» يصيب المحاصيل النجيلية مثل القمح والذرة والشعير، مؤكدا أنه غير موجود في مصر نهائيا. وأوضح حامد - في تصريحات خاصة ل«بوابة أخبار اليوم» أن فطر «الإريجوت» له أضرارا خطيرة على صحة الإنسان والحيوان، لذلك فان النسبة المسموح بها في مصر هى «صفر»، مشيرا إلى انه عند وصول أي أقماح مستوردة من الخارج يقوم الحجر الزراعي بأخذ عينات من الشحنة وفحصها للتأكد من عدم وجود الفطر. وأضاف حامد، أن هذا الفطر منتشر في الخارج وتسجل نسب الإصابة المسموح بها في التبادل التجاري 0.05 % فقط، لافتا أن زيادة نسبة وجود الفطر في المحاصيل يؤدي إلى أمراض خطيرة. وتكمن خطورة المرض في تحول الحبة إلى جسم حجري من مكونات الفطر وهى شديدة السمية للإنسان والحيوان عند استخدامها في عمل الخبز أو تغذية الحيوان وتأخذ شكلين أحدهما مدمر شديد الخطورة تتحطم فيه الأنسجة العصبية التي تؤدي إلى الشلل، والأخر ضعف الدورة الدموية على الحد الذي يؤدي إلى غرغرينه في الأطراف. وتظهر الأعراض في وجود كتل صلبة سواء مستطيلة عادة مكان الحبوب في السنبلة وهى عبارة عن كتل مندمجة صلبة من أنسجة الفطر وتحدث العدوى نتيجة إنبات الأجسام الحجرية المخلوطة بالبذور نتيجة عدم توافر الرطوبة المناسبة في التربة .