شدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الاثنين 7 مارس، على أن المساس بالقدس الشريف ومقدساتها غير مقبول ولن يسكت الأردن عنه أو يسمح به، وذلك انطلاقا من شرف وواجب الرعاية والوصاية الهاشمية على المقدسات في المدينة المقدسة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمير الحسن بن طلال نيابة عن العاهل الأردني أمام الدورة الاستثنائية الخامسة لمؤتمر القمة الإسلامي حول فلسطينوالقدس الشريف والتي انطلقت الأحد 6 مارس، في جاكرتا بعنوان "الاتحاد من أجل الحل العادل"، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي. وقال العاهل الأردني - في كلمته – "إننا سنواجه الاعتداءات والانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشريف وضد مقدساتها بكل حزم وبجميع الوسائل الدبلوماسية والقانونية المتاحة، ولم ولن ندخر أي جهد في التصدي لها لمنعها ووقفها بشكل نهائي". وأضاف: "أننا سنواصل التصدي بثبات للانتهاكات الإسرائيلية في المدينة حيث نجح الأردن في وقف وإبطال بعضها، كما سنستمر من خلال الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية بالعمل الدؤوب على حماية المقدسات في القدس الشريف وصيانتها ورعايتها ورصد كل الاعتداءات المرفوضة عليها والتصدي لها". وتابع: "أننا سنمضي قدما في نهجنا وفي مباشرة هذه الأمانة والمسئولية بتفان وعزم لا يلين حتى تتحرر القدسالشرقيةالمحتلة ومقدساتها من الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدا أن القدس وأهلها يستحقون كل دعم واحتضان وهم يناضلون مع جموع الشعب الفلسطيني من أجل الحفاظ على عروبة المدينة المقدسة والسعي من أجل الوصول إلى حل مشرف نهائي لقضيتهم العادلة. ونبه إلى أن الانتهاكات والاعتداءات التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في القدسالمحتلة قد تصاعدت وتيرتها في الفترة الأخيرة بشكل ممنهج وخطير يسعى من خلاله الاحتلال بشتى الوسائل والأساليب إلى فرض أوضاع جديدة فيها تؤدي إلى تغيير هويتها وديموجرافيتها العربية وطابعها العربي والإسلامي ووضعها القانوني كمدينة واقعة تحت الاحتلال العسكري والمساس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية خاصة المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف) وبشكل يهدد جديا هذه المقدسات وسلامتها. وأشار إلى أن هذه الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المدانة دوليا تشكل خروجا صارخا على القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وانتهاكا سافرا ومستمرا للشرعية الدولية التي عبرت عن نفسها بشكل متكرر ومنتظم منذ وقوع القدسالشرقية والضفة الغربية تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي عام 1967 من خلال المئات من القرارات الصادرة عن أجهزة منظمة الأممالمتحدة المختلفة بما فيها مجلس الأمن. وقال إن القانون الدولي الإنساني يثبت حق الأردن القانوني في إدارة الفضاء الديني في الأقصى المبارك "الحرم القدسي الشريف"، ولهذا الفضاء الديني الرحب أبعاد تاريخية وإنسانية وتنظيمية ومؤسسية وعمرانية حضارية متجذرة تضم المسجد وتتجاوزه إلى محيطه في الحرم القدسي الشريف. ودعا إلى ضرورة العمل من أجل تأكيد المكانة الروحية للقدس واستثمار الثقافة الإسلامية بشكل يعزز حماية الأوقاف في القدس والدفاع عنها، قائلا "إن القدس بأوقافها أسلوب وثقافة".