ما إن أمسك رجال الأجهزة الأمنية في مصر بأول خيط في قضية المتهمين ومنفذي عملية اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات، حتى تم الإمساك بخيوط العملية كلها، بل ومخطط أوسع لاغتيال رموز بالدولة ومؤسساتها. غزة.. نقطة الإعداد وكشفت تحريات رجال الداخلية عن دفع جماعة الإخوان «الإرهابية» ببعض العناصر إلى قطاع غزة لإعدادهم (عسكريًا – تدريبيًا)، في مجال الرصد ووضع مخططات الاغتيالات. كما رصدت أجهزة الأمن، تكليف بعض العناصر ببعض المهام التنظيمية الأخرى المتمثلة في توفير الدعم اللوجيستي، متمثلا في (الدعم المالي، السيارات، المواد المتفجرة)، وتدريب عدد من العناصر على تصنيع العبوات المتفجرة المتقدمة، وعمليات الرصد وجمع المعلومات وتقييمها قبيل تنفيذ العملية الإرهابية. 8 محافظات.. كلمة السر ووفقًا للمعلومات التي كشفها وزير الداخلية، في مؤتمر صحفي الأحد 6 مارس، نجحت أجهزة الأمن في تحديد العديد من العناصر المتورطة في تنفيذ المخطط، وضبط 48 عنصرًا منهم، موزعين على 8 محافظات، هي: «القاهرةوالجيزةوالشرقية والإسماعيلية وأسوان وشمال سيناء وقنا والبحر الأحمر». وعثرت قوات الأمن بحوزتهم على العديد من المضبوطات الهامة، أبرزها ثلاثة سيارات مفخخة ماركة هيونداى أكسيل (2 بالجيزة و1 بالفيوم)، فضلاً عن مخزن للأسلحة والمتفجرات بالشرقية، وبعض الشقق التي كانت تستخدم في «إيواء، التدريب، التصنيع»، وعدد من أجهزة الحاسب الآلي تحوي وحدات تخزين الذاكرة الخاصة بها مخططات تنظيمية، ورصد للأهداف الحيوية وأسلحة آلية والذخيرة الخاصة بها. وكشفت عمليات التحري عن المضبوطين انتمائهم جميعًا لتنظيم الإخوان «الإرهابي»، وانخراطهم في لجان العمل النوعي واضطلاع بعضهم بتنفيذ بعض الأعمال الإرهابية بمحافظاتهم، كمحاولة استهداف قول أمني بمركز أبو كبير بالشرقية بسيارة مفخخة وبعض المرافق العامة بالمحافظة، وزرع عبوة متفجرة داخل جراج قسم شرطة الأزبكية بالقاهرة. كيف اغتيل النائب العام؟ وتم الكشف عن ملابسات حادث اغتيال الشهيد المستشار هشام بركات، النائب العام السابق، وثبت تورط عدد من المضبوطين، وعلى رأسهم كل من: «محمود. ا . ع، أبو القاسم. أ . ع، أحمد. ج . م» في تنفيذ عملية الاغتيال، وفقًا المخطط المعد لهم من جانب قيادات التنظيم بالخارج ومشاركة بعض عناصر حركة حماس الفلسطينية (الإعداد والتدريب). وتم التنفيذ بعد رصد الشهيد وتحركاته وتردداته أعقبها إجراء تقييم للنتائج وإرسالها للقيادات الهاربة بالخارج وبعض عناصر الحركة، الذين وضعوا سيناريو تنفيذ الحادث. وتبين من التحقيقات، تسلل 5 من العناصر المنفذة للحادث إلى قطاع غزة بمساعدة بعض العناصر البدوية بشمال سيناء لتلقي التدريبات العسكرية المتقدمة، وتصنيع المتفجرات بمعرفة 6 من عناصر حركة حماس. كما تم تجهيز المواد المستخدمة في تصنيع العبوة المتفجرة الخاصة بالحادث بإحدى المزارع بدائرة مركز شرطة ههيا بمحافظة الشرقية، ونقلها إلى إحدى الشقق بمدينة الشيخ زايد 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة لتصنيع العبوة المتفجرة بها (عبارة عن برميل يزن 80 كيلو جرام من مادة الأمونيوم). واستعان الجناة ببعض عناصر حركة حماس في تحديد المواد المستخدمة عبر شبكة الإنترنت، ثم وضعها بالسيارة المستخدمة في التنفيذ (ماركة إسبرانزا)، والتي تم شراؤها من سوق سيارات مدينة نصر، وتفجيرها باستخدام جهاز ريموت كنترول. وسعت العناصر المتورطة في الحادث إلى تنفيذ عملية الاغتيال يوم 28 يونيو 2015 إلا أن تغيير خط سير ركاب الشهيد أدى إلى إرجائه لليوم التالي، حيث تم التنفيذ في اليوم التالي مباشرة. اعترافات خطيرة للمتهمين وخلال التحقيقات، اعترف المتهمون بوجود تواصل قبل وخلال تنفيذ الحادث مع أحد العناصر الهاربة بالخارج، وأحد عناصر حركة حماس، يكنى ب«أبو عمر»، عبر شبكة المعلومات الدولية في إطار الاطمئنان على خطوات تنفيذ العملية. كما تم إجهاض مخططات العناصر المشار إليها في تنفيذ بعض العمليات الكبرى الأخرى بمباركة من قيادات التنظيم الدولي للإخوان وقيادات حركة حماس، عقب قيامهم بالإعداد الفعلي لتنفيذها، وأبرزها محاولة اغتيال شخصيات هامة وعامة والتعدي على بعض السفارات. يشار إلى أنه عقب نجاح الجهود الأمنية في كشف ذلك المخطط وضبط عناصره صدرت تكليفات من القيادات الهاربة بتركيا لباقي كوادرهم المتورطين به بالتسلل من البلاد إلى السودان، من خلال ربطهم ببعض المهربين في الصحراء الجنوبية، حيث أسفر التعامل الفوري مع تلك المعلومات عن ضبط العديد منهم بالإضافة للقائمين على التهريب. تم تقنين الإجراءات تجاه العناصر والمضبوطات من أسلحة وذخائر وسيارات مفخخة والعرض على النيابة المختصة، وجاري استكمال ضبط وملاحقة العناصر المتورطة الهاربة.