في عام 1956 التحق "فارس الكوميديا" الفنان محمد عوض بالعمل في "مسرح الريحاني" وتقاضي أول أجر له 5 جنيهات وكانت بدايته في مسرحية "جلفدان هانم". أدى عوض أدوارا ثانوية في فرقة الريحاني، وتدرج إلى أن جاءته الفرصة عندما تعرض الفنان عادل خيري لوعكة صحية اضطر خلالها محمد عوض لأن يلعب أدوار خيري، بترشيح من الفنانة ماري منيب. تمر اليوم السبت 27 فبراير الذكرى ال 19 على رحيل "فارس الكوميديا" الفنان محمد عوض تاركا رصيدا كبيرا من الإنجازات في السينما والمسرح والتليفزيون. ولد محمد عوض يوسف ناصر في منطقة العباسية بالقاهرة 12 يونيو 1932 وكان الابن الوحيد لأسرة تضم ثلاث بنات، بدأت مسئوليته مبكرا وبعد حصوله على شهادة التوجيهية لأن والده توفى وكان مازال طالبا في التوجيهية، فكر في الالتحاق بالكلية البحرية ليضمن بقاءه في عروس البحر الأسكندرية لأنه كان عاشقا لها، ولكنه عدل عن قراره رغبة في تحقيق ما أراد له والده فدخل كلية الآداب قسم فلسفة جامعة عين شمس عام 1951. ظهرت عليه موهبة التمثيل منذ الصغر وقام بأداء بعض الأدوار على مسرح المدرسة ثم الجامعة حيث شارك مع فريق التمثيل وتأثر ب"نجيب الريحاني" وقام بأداء أدواره على المسرح وحاز على العديد من الجوائز. عاش عوض حياة شاقة قاسية فبعد حصوله على التوجيهية عينه صديق والده بمصلحة المساحة بدلا من والده الراحل، وبعد تخرجه في الجامعة انتقل إلى هيئة الإصلاح الزراعي. وبعد التخرج التحق عوض بفرقة التليفزيون المسرحية وأصقل موهبته بالتحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية. انضم عوض لفرقة "ساعة لقلبك" وكان أحد مؤسسيها واستمر يعمل فيها حتى تم افتتاح مسارح التلفزيون التي انتقل إليها كل نجوم الفرقة في أوائل الستينيات، و قدم على مسرح التليفزيون العديد من المسرحيات منها: "الطرطور" و"نمرة 2 يكسب" و"مطرب العواطف". كون محمد عوض مع صديقه وجاره فؤاد المهندس "فرقة الكوميدي المصرية" واستأجرا "مسرح الزمالك" مع صلاح يسري وتقاسموا عليه المواسم المسرحية موسم لمحمد عوض وموسم لفؤاد المهندس على مدار 20 عاما إلى أن انتهت مدة الإيجار. عرض محمد عوض على خشبة المسرح أكثر من 30 عمل مسرحي منها: مقالب "سكابان مولير" من الأدب العالمى، "العبيط"، "المهزلة"، و"الدكتور زعتر". شارك عوض لأول مرة في السينما من خلال فيلم "شجرة العائلة" بطولة عبد السلام النابلسي وماري منيب وفتحت له السينما أبوابها على مصراعيها، وقدم للسينما مايقرب من 80 فيلما، منها "شجرة العيلة" "أميرة العرب" و"شباب طائش" و"سنوات الحب" و"امرآة علي الهامش" و"ألف ليلة وليلة" و"دعني والدموع" و"جدعان حارتنا" و"المغامرون الثلاثة" و"السيرك"، وكان آخر أدواره في فيلم "آي آي" الذي صور فيه موته وكيف سيحدث، وشاركته البطولة ليلى علوي، وأشرف عبد الباقي. وفي التليفزيون قدم العديد من المسلسلات منها: "البراري والحامول" و"بنت الحتة" و"أهلا ياجدو العزيز" و"برج الحظ". كان محمد عوض يردد دائما عبارات: "الضحك للضحك هدف عظيم، وإضحاك الجماهير في حد ذاته عمل عظيم أيضا، والأعظم أن يمزج الممثل بين الضحك والمواقف الإنسانية المؤثرة". أفادته دراسته للفلسفة وعلوم الاجتماع وجعلته يتعامل مع كل شخصية أو نموذج بشري يجسد دوره على المسرح بدراسة واعية ومنطقية وواقعية. خاض محمد عوض تجربة الإنتاج مرة واحدة خلال مشواره الفني وكان ذلك في فيلم "احترسي من الرجال يا ماما" عام 1975. تزوج محمد عوض من خارج الوسط الفني، وله ثلاثة أولاد اتبعوا طريق والدهم حيث دخلوا مجال الفن ولكن في تخصصات مختلفة وهم: عادل عوض "مخرج" وعاطف عوض "مصمم استعراضات" وعلاء عوض "ممثل". تم تكريم الفنان محمد عوض أكثر من مرة على مجمل أعماله السينمائية والمسرحية، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة خلال مشواره الفني الطويل الذي استمر على مدار أكثر من 40 عاما من العطاء الفني. توفى الفنان محمد عوض في 27 فبراير 1997 عن عمر يناهز ال 64 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض استمر لمدة سبع سنوات.