" إن الثقافة علم وعمل معًا ، ثم موقف واضح من هذا العلم وذلك العمل ، فلا يكفي أن يحصل المرء قدرًا من الخبرات أو المعرفة لكي يسمي مثقفا ، وإنما المثقف هو من يتخير من خبراته ومعارفه وسيلة لتطهير نفسه فيجعلها أسلوبًا للحياة ينتهجه ، فالثقافة في هذا الصدد ليست رداء يرتديه المرء ، أو ينفضه عن نفسه ، وإنما هي دمه ولحمه معا بل وتسيل الدماء من أجل الثقافة وحولها "، كلمات سطرها "فارس الثقافة" ثروت عكاشة ، قبل وفاته فما أحوجنا إلى تلك الكلمات اليوم . ولد نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة الأسبق عام 1921 في محافظة القاهرة ، وهو شقيق الدكتور النفسي " أحمد عكاشة " ، تولى خلال مشوار حياته العديد من المناصب السياسية والأدبية . تخرج " عكاشة" عام 1939 من الكلية الحربية، ثم حصل علي دبلوم الصحافة من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1951، وفي عام 1960 حصل علي درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون بباريس . بدأ "عكاشة " حياته كضابط بالقوات المسلحة ، وفي أعقاب ثورة 1952 عين محلق عسكري بالسفارات المصرية في ألمانياالغربية و فرنسا و إيطاليا . شغل منصب وزير الثقافة والإرشاد القومي من عام 1958 وحتى عام 1962 ، تولي رئاسة تحرير مجلة " التحرير" لمدة عام ، وفي عام 1926 عين رئيسا للمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية . و في عام 1966 شغل "عكاشة" منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة ، كما عمل نائب رئيس اللجنة الدولية لإنقاذ مدينة البندقية ، ثم مساعد رئيس الجمهورية للشئون الثقافية عام 1970. كان عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو بباريس ، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية ، وفي عام 1975 تم انتخابه مراسلا بالأكاديمية البريطانية الملكية ، ورئيساً للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربي بباريس منذ 1990وحتى 1993. الجوائز:- حصل "عكاشة " خلال حياته على العديد من الجوائز ، حيث حصل علي وسام الفنون والآداب الفرنسي عام 1965، ووسام اللجيون دونير "وسام جوقة الشرف" الفرنسي بدرجة كوماندور عام 1968. كما حصل على الميدالية الفضية لليونسكو لإنقاذ معبدي أبو سمبل وآثار النوبة ، والميدالية الذهبية لليونسكو لجهوده من أجل إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة عام 1970، بالإضافة إلي الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة عام 1995 ، وجائزة مبارك في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002. مؤلفاته:- من أبرز مؤلفاته موسوعته الشهيرة "العين تسمع والأذن ترى"، التي جاءت في 19 مجلدًا، التي كانت قناة شرعية لكل المثقفين الذين أحبوا الإطلاع على حوار شامل بين الحضارات، و" مذكراتي في السياسة والثقافة" ، و" الفن والحياة " و"إعصار من الشرق" ،و" القيم الجمالية في العمارة الإسلامية". قالوا عن ثروت عكاشة:- قال الراحل الراحل محمد انور السادات أن ثروت عكاشة هو صاحب الفضل في كل ما هو مجيد و أصيل في حياتنا الثقافية ، إلا أن الدكتورة "نعمات أحمد فؤاد" قالت أن "عكاشة" عالم وأديب وفنان، "حين صار وزيرًا للثقافة شرف به المنصب كأستاذ وفنان وإنسان دمث وأصيل" . بصمته وإنجازاته في الحياة الثقافية:- انشأ "عكاشة" دار الكتب والوثائق، كما انقذ معبدي أبو سمبل وفيلة، كما انه صانع "الصوت والضؤ في الهرم والكرنك، وواضع حجر الأساس بأكاديمية الفنون، ومعاهدها القومي العالي للموسيقى ومعهد البالية والمعهد العالي للفنون المسرحية، ومنشئ قاعة "سيد درويش". في يوم الأثنين الموافق 27 فبراير عام 2012 توفي " ثروت عكاشة" عن عمر يناهز 91 عاماً.