فيما تتصاعد محاولات اليمين السياسي بأوروبا ملاحقة تواجد اللاجئين العرب في بلادهم، نشرت مجلة بولندية غلافًا «مستفزًا» تظهر فيه امرأة شقراء ترتدي علم الإتحاد الأوروبي، بينما يحاول عدد من الرجال انتزاعه منها، بعنوان «الاغتصاب الإسلامي لأوروبا». غلاف المجلة البولندية، أثار حالة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره، كما سلطت صحف ومجلات أمريكية وأوروبية الضوء عليه. ووصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الغلاف بأنه «مستفز إلى حد كبير»، وخصصت تقريرًا مطولا عن هذه القضية حمل عنوان «الاغتصاب الإسلامي لأوروبا.. جزء من تاريخ طويل من العنصرية». وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن غلاف المجلة أثار جدلاً واسعًا على «تويتر»، ووضع عدد من النشطاء مقارنة الغلاف بما كان يتم الترويج له أثناء الحكم الفاشي لإيطاليا، خلال الحرب العالمية الثانية، وتصوير «بوسترات» أفلام تظهر فيها المرأة الشقراء وهي يتم اغتصابها أو الاعتداء عليها من قِبل رجال لديهم بشرة سوداء، ورسومات أخرى توضح الرجال اليهود وكأنهم عناكب ينظرون للسيدات الأوروبيين. أما صحيفة «الإندبندنت» البريطانية فأكدت أن هذه النظرة طالما كانت موجودة، منذ عصور في الفن والأدب، مضيفة: «لدينا الكثير من الروايات والكتب التي تظهر المرأة الأوروبية كضحية الرجال العرب أو في إفريقيا أو حتى من جنسيات مختلفة، كما كان يميل الرسامون إلى تصوير السيدات في (الحرملك) وكأنهم ملك (الشيخ) الثري». ومن بين التعليقات التي نشرها النشطاء على «تويتر»: «الغلاف البولندي جزء من التيار العنصري في السائد في أوروبا.. إنه أمر مشين»، مضيفًا: «غلاف مجلة بولندية بعنوان الاغتصاب الإسلامي لأوروبا.. ونحن اعتقدنا أن أغلفة تشارلي إبدو سيئة». ولفتت «الإندبدنت» إلى أن هذا الغلاف يأتي كإسقاط على التوافد الكبير من اللاجئين على أوروبا وكأنهم احتلوها بالكامل، ومن ناحية أخرى كإسقاط على الحادث الذي وقع في مدينة كولونيا الألمانية من تحرش جماعي وسرقة ليلة رأس السنة، وأشارت الشرطة بعد ذلك في تحقيقاتها إلى أن معظم المتهمين من العرب واللاجئين. وكانت أوروبا قد أظهرت تعاطفًا كبيرًا مع قضايا اللاجئين، خصوصًا بعد نشر صورة الطفل السوري آلان الكردي، الذي غرق مع أسرته بالقرب من الشواطئ التركية، بينما كانوا يحاولون دخول اليونان في سبتمبر 2015. إلا أن عدد من الحوادث الإرهابية التي وقعت بعد ذلك، مثل التفجيرات الإرهابية في باريس، والتحرش في ألمانيا، أظهرت التحقيقات فيها تورط عدد من العرب الذين دخلوا أوروبا على إنهم لاجئين، أدت إلى ظهور أصوات التيار اليمني في مظاهرات غاضبة وتصريحات من السياسيين تطالب بعودتهم لبلادهم.