هو ليس كاتبا صحفيا فقط.. بل قائد سياسي محنك.. وصاحب فكر اقتصادي واجتماعي.. كتب تاريخا طويلا في مصر والعالم العربي والعالم الخارجي.. استمر في العطاء حتي التسعينيات من عمره.. عاصر الملك فاروق.. ثم ثورات مصر المتتالية.. ثورة يوليو ١٩٥٢ وكان مفكرها الاول.. ثم أحداث النكسة في ٦٧ ونصر أكتوبر المجيد في ٧٣.. عاش مع عبدالناصر حتي وفاته عام ٧٠ ثم مع انور السادات.. وعاصر عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك والمجلس العسكري بعد ثورة ٢٥ يناير ثم تولي الإخوان الحكم عام ٢٠١٢ ثم ثورة ٣٠ يونيو وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وتولي وزارة الارشاد القومي بجانب رئاسته لمجلس إدارة الاهرام ورئيس تحريرها وهو ابن أخبار اليوم الذي انتقل منها الي الاهرام وهو رئيس لتحرير آخر ساعة انه الكاتب الكبير الفذ محمد حسنين هيكل. علي مدي هذا التاريخ الطويل اثر في الاحداث وتأثر بها والتقي معظم القادة العرب والعالميين وكانت اسهاماته بارزة في محيطه المصري والعربي والدولي ورغم القيمة والقامة إلا انه لم يتخل عن دوره في توجيه الشباب وشرح خفايا الاحداث وارشاد القادة نحو الطريق الصحيح.. كان فكره متداولا في الوطن العربي والعالم.. وعندما قرر طواعية التوقف.. لم يستطع ان يتوقف فالاحداث تموج من حوله لذا واصل الكتابة والحوارات التليفزيونية ولقاء قادة الدول فالعالم يعرف قيمة وقامة هذا المفكر المصري والعربي البارز كنا كثيرا نختلف مع بعض ارائه.. ولكننا نحمل له كل التقدير والعرفان لصعوده بالصحافة المصرية الي العالمية.. وقد قدم لمصر ايضا نجله الاقتصادي الكبير أحمد هيكل الذي بني امبراطورية تنتشر استثماراتها في مصر والعالم العربي وأفريقيا. قليلون هم من كتبوا تاريخا ناصعا لانفسهم.. ولاشك ان هيكل ابرز هؤلاء ممن صنعوا التاريخ في الصحافة والسياسة والاقتصاد والثقافة.. لذا فإنه سوف يستمر عشرات السنين بفكره وتاريخه وذخيرته الثقافية وكتبه ومقالاته وحواراته.. تحية طاهرة مباركة الي روح محمد حسنين هيكل الذي ترك الكثير لوطنه وأمته العربية وللانسانية.. وللصحافة المصرية والعالمية.