يهدد الارتفاع المتواصل للكثافة السكنية المدن الواقعة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي زاد إلى معدلات قياسية خلال السنوات ال10 الماضية، مما حدا بالسلطات الإقليمية لبذل جهود لمواجهتها. ووفقا للبنك الدولي يقيم في مدن هذه المنطقة حوالي 192 مليون نسمة، والذي يشكلون ما نسبته 58% من إجمالي التعداد السكاني في المنطقة والبالغ عددهم 331 مليون نسمة. من جهتها توقعت الأممالمتحدة أن يصل التعداد السكاني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 430 مليون نسمة بحلول العام 2020، يتوقع أن يقطن 280 مليون منهم في المدن، أي بارتفاع بنسبة 45% مقارنة بنسبة الزيادة في الأرياف والتي يتوقع أن تبلغ 8.5%. وسيتم مناقشة الارتفاع الكبير في المعدلات السكانية في منطقة الشرق الأوسط والتحديات المتعلقة التي تواجهها خلال انعقاد معرض ومؤتمر مدن المستقبل، الذي تستضيفه دبي خلال أكتوبر المقبل وسيتم عرض نموذجين عالميين من كل من المملكة العربية السعودية وأستراليا، يتم فيه توضيح كيفية تطبيق الابتكار والتغيير الجذري في الخطط المدنية المستدامة. ويجمع معرض ومؤتمر مدن المستقبل 2012، والذي يقام إلى جانب معرض "سيتي سكيب جلوبال" في الفترة ما بين 2-4 أكتوبر القادم على أرض مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات، بحضور كبار الشخصيات القائمين خلف المدن التي تشق طريقها نحو المستقبل. وبصفتها العاصمة التجارية للمملكة العربية السعودية، يتوقع أن تضيف مدينة جدة مليون وحدة سكنية بحلول العام 2030 لتتماشى مع العدد المتزايد من المغتربين المقيمين فيها والمواطنين السعوديين القادمين من الضواحي والقرى وفي نفس السياق، تنضم مدينة بيرث، للحدث، والتي تعد موطنا لحوالي 1.7 مليون نسمة، تعتبر إحدى أسرع المدن نموا في أستراليا، خاصة مع تضافر جهود الهيئات الحكومية لتعزيز النمو فيها وتأسيس المدينة كوجهة مفضلة للأعمال، الثقافة والفن، وبالأخص مع توجه عدد كبير من الناس للعيش والاستقرار فيها. وفي الوقت الذي تتواجد فيه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مدينتين عملاقتين في كل من القاهرة وطهران، والتي تضم كلا منها أكثر من 16 و10 ملايين نسمة على التوالي، فإن ما نسبته 25% من التعداد السكاني للمنطقة متركز في المدن التي تضم بين 1 و5 ملايين نسمة، في حين 50% يقيمون في مدن يقل تعدادها السكاني على مليون نسمة.