أظهر تقرير مراجعة الآفاق العمرانية للعالم الذي أعلنته اليوم منظمة الأممالمتحدة، أن قارتى إفريقيا وآسيا ستقودان النمو السكانى في المناطق الحضرية في العالم خلال العقدين القادمين، ما سيفرض وجود تحديات جديدة فيما يتعلق بتوفير فرص العمل والإسكان والطاقة والبنية الأساسية. وأشار تقرير إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية بالأممالمتحدة إلى أن تعداد سكان المناطق العمرانية في إفريقيا سيرتفع من 414 مليون نسمة إلى ما يزيد على 2ر1 مليار نسمة بحلول عام 2050، سيرتفع تعداد السكان في آسيا خلال نفس الفترة من 9ر1 مليار إلى 3ر3 مليار نسمة، لتكون نسبة الزيادة السكانية في هاتين القارتين 86% من اجمالى الزيادة السكانية في المناطق العمرانية في العالم. وأشارت الأممالمتحدة إلى أن هذه الزيادة السكانية غير المسبوقة في المناطق العمرانية ستتيح فرصا جديدة لتحسين التعليم والخدمات العامة في إفريقيا وآسيا بالنظر إلى أن هذه التجمعات السكانية ستكون أسهل في الوصول إليها، غير أن هذا الوضع سيفرض أيضًا تحديات جديدة فيما يتعلق بالقدرة على توفير فرص العمل والإسكان والطاقة والبنية الأساسية لمواجهة توسع وتدهور البيئة العمرانية. وبالنظر إلى أن نصف تعداد سكان العالم سيعيشون حاليا في المدن، فإن التوجه العمراني سيمثل قضية خطيرة على جدول أعمال مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة ريو+20 الذي سيعقد خلال الفترة من 20 إلى 22 يونيو القادم في البرازيل، حيث إن المدن هى التي تعانى من ضغوط الهجرة والعولمة والتنمية الاقتصادية وانعدام العدالة الاجتماعية وتلوث البيئة والتغيرات المناخية، غير أن المدن تعد في الوقت نفسه المحرك للاقتصاد العالمى، كما أنها تعد بمثابة مراكز للابتكار يتم من خلالها التوصل إلى حلول للمشاكل الكونية. وتوقع التقرير أن يتم تسجيل أكبر نسب للزيادة السكانية في البلدان التالية، الهند والصين ونيجيريا والولايات المتحدة وإندونيسيا. وخلال العقود الأربعة القادمة (2010 إلى 2050) ، ستضيف الهند 497 مليون نسمة لتعداد سكانها في المدن، والصين 341 مليونا ونيجيريا 200 مليونا والولايات المتحدة 103 ملايين وأندونيسيا 92 مليونا. ويتوقع أن يرتفع اجمالى تعداد سكان العالم من 7 مليارات نسمة عام 2010 إلى 3ر9 مليار نسمة بحلول عام 2050. وخلال الفترة نفسها، سيرتفع سكان المدن والمناطق الحضرية من 6ر3 مليار نسمة إلى 3ر6 مليار نسمة. وتعد العاصمة اليابانية طوكيو أكبر تجمع سكانى في مدن العالم، بتعداد سكان يصل إلى 2ر37 مليون نسمة عام 2011، وتليها نيودلهى ب23 مليون نسمة، ثم مكسيكو سيتى ثم نيويورك ثم شنغهاى ثم ساو باولو ثم بومباى. بينما جاءت لاجوس والقاهرة كأكبر مدينتين في إفريقيا من حيث تعداد السكان. وكانت اكبر مدينتين في أوروبا من حيث عدد السكان هما موسكو ثم باريس. وأشار التقرير إلى أن هناك نحو 459 منطقة عمرانية يقطنها مليون نسمة أو أكثر عام 2011 (تمثل 4ر1 مليار نسمة)، من بينها 60% يقطنها نحو 890 مليون نسمة، يعيشون في مناطق معرضة لما لا يقل عن كارثة طبيعية كبرى. بينما كانت المدن في أوروبا وإفريقيا الأقل عرضة للكوارث الطبيعية. في حين أن المدن في أمريكيا اللاتينية والكاريبي وأمريكيا الشمالية وعلى وجه الخصوص آسيا، غالبا ما تقع في مناطق معرضة للكوارث الطبيعية.