رغم الظروف الجوية القاسية، استطاع بيرني ساندرز "74 عاما، و دونالد ترامب "69 عاما" الفوز بنسب كبيرة في الانتخابات التمهيدية بولاية نيو هامبشاير ،الثلاثاء 9 فبراير. ووفقا لصحيفة لوموند الفرنسية فإن نجاح ساندرز فسره الكثيرون على أن السبب وراءه التعبئة والحملات القوية التي تصدرها الشباب بأغنيات مخصصة له، تسبب نجاحه في إلحاق هزيمة مدوية هليلاري كلينتون. "ساندرز" الاشتراكي القوي في دولة يسيطر عليها الرأسماليين، يخوض سباق الانتخابات الأمريكية بصورة ناجحة، وعلى الرغم من كبر سنه إلا أن غالبية مؤيديه من الشباب نظرا لنهجه الرافض لهيمنة الأثرياء وعرضه برنامجا اقتصاديا هاما، كما أنه أقدم سيناتور مستقل في تاريخ الكونجرس ولقب أثناء وجوده هناك ب"ملك التعديلات". ووفقا لبرنامجه يراه الكثيرون أنه في حالة فوزه سيحدث ثورة في تاريخ الولاياتالمتحدة، فالاهتمام بالشؤون الاقتصادية هي أهم أولوياته، من حيث فرض الضرائب على الأثرياء، والاهتمام بالطبقة الفقيرة والمتوسطة وجعل التعليم الجامعي مجاني. وصرح ساندرز في إحدى خطاباته، بأن الولاياتالمتحدة دولة قوية، وأن الشعب الأمريكي كفاه ما حدث له وكفى هيمنة للأثرياء حيث حان وقت الاهتمام بالطبقات المتوسطة. وكونه يهودي لم يمنعه من رفض تصريحات خصمه دونالد ترامب المسيئة للمسلمين، حيث رفض تصريحاته التي أشار فيها إلى ضرورة منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. وفي حالة فوز ساندرز برئاسة الولاياتالمتحدة سيكون أكبر الرؤساء سنا في تاريخ البلاد. أما دونالد ترامب، فعلى النقيض، رجل رأسمالي ذو تصريحات لاذعة لا تقف انتقاداته عند أي حد، وعلى الرغم من حدته إلا أن قاعدته الجماهيرية كبيرة واستطاع النجاح في ولاية هامبشاير في جولتها التمهيدية، كما استطاع الحصول على المركز الثاني في ولاية أيوا في الأول من فبراير. وبعد تحقيقه لتلك النجاحات أصبح موقف ترامب "قوي" في خوض الانتخابات، وعلى الرغم من شخصيته المثيرة للجدل وتصريحاته الرافضة لوجود المسلمين وخلطه بين التنظيمات الإرهابية والمسلمين، إضافة إلى طرق معالجته لمشكلات بلاده بصورة مقلقة كوجهة نظره تجاه اضطهاد السود والاستخدام العشوائي للأسلحة. ولكن على الرغم من ذلك فإن نجاحه وشعبيته الكبيرة حتى الآن يثبت أنه ليس ببعيد عن البيت الأبيض.