اعتاد محبي القراءة انتظار افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام، لكي يستمتعوا بأكبر مجموعة ممكنة من الإصدارات المتنوعة، ولكن جمهور المعرض في دورته ال47 ، اختلفت اهتماماتهم، فقد استطاع الفن بانواعه أن يكون الأكثر جذب لرواد المعرض بكل أعمارهم . فقد شهدت الأماكن المخصصة للفنون بداية من المسرح المكشوف مرورا بمخيم الإبداع ولقاءاته الشهرية وصولا إلى مخيم الطفل وقوفا على ساحة المعرض والرسم على الأرض . فينجذب الجمهور بمجرد دخولهم من البوابة الرئيسية لمعرض الكتاب بصوت الفن الرائع من فرق تابعة لقطاع الانتاج الثقافي، والتي أعد حضورها المجلس الأعلى للثقافة، فهناك على المسرح المكشوف يقف ثلاث شباب بحالة من التمكن والإبداع والصوت الشادي، وينسجم معهم كل المارة بالمعرض ويتوقفوا دون تفكير ليتفعالوا معهم ، انها فرقة "شباب لايت"، كما قدمت على نفس المسرح فرقة "الألات الشعبية" فقرة تراثية رائعة من الغناء الفلكلوري بصحبة التنورة. وعلى بُعد خطوات معدودة يصل الزائر إلى مخيم الإبداع للكبار " فيجد مجموعة كبيرة من المبدعين الشباب يلقون قصائدهم بحماس وسط حضور جماهيري هائل وبمصاحبة العزف على العود . وبجوار مخيم الإبداع ، نجد مخيم الطفل الذي يشهد الإقبال الأكثر بعد المسرح المكشوف، فنجده مقسم اجزاء كل منها يقدم نشاط فني مختلف للأطفال باعمار مختلفة، فنجد الاطفال ينجذبون إليه بشدة ولا يرغبون الخروج، واستمرار التلوين ونعلم الأشغال والفنون اليدوية ، ثم يجاوره مخيم فنون الطفل الذي قدم أروع عروض ثقافة الطفل وفرق الفنون الشعبية بقصور الثقافة ، ليبهر الحضور بمواهب محترفة ومتمكنة من خشبة المسرح . وخارج المخيمات نجد كبار الفنانين التشكيليين يرسمون على "الأسفلت" ، فيق المارة لحظات ليستوعبوا ما يحدث ، ثم يندمجوا في المشهد الرائع ويسارع الكبار قبل الصغار في طلب ألوان ليرسموا على الأرض، ويخرجوا طاقة لم يستشعروها من قبل . وفي المقابل نجد إقبال متوسط على شراء الكتب في صالات العرض بمعرض الكتاب.