علت وجه الأم الدهشة كلما أعرض طفلها الرضيع بوجهه عن ثديها وهي تحاول إرضاعه، وانهمر في بكاء شديد، أخذت الأم تتحسس وجهه لتكتشف ارتفاع درجة حرارته التي أصابتها وأبيه بالهلع. هم الوالدان وتوجها إلى الصيدلي ولم يعلما ماذا يخبئ لهما القدر، وطلبا منه التدخل وإعطائهما دواءً خافض للحرارة، بينما كان للصيدلي رأي آخر وهو الأسرع وقام بإعطاء الرضيع حقنة في العضل أطلق على إثرها الطفل الصغير صرخات مدوية بينما قامت الأم بتدليك مؤخرته في محاولة لإسكاته وهمت بإرضاعه لكن دون جدوى. باتت الأم ليلتها محتضنة صغيرها وكادت دموعها أن تبلل وجهه الرقيق، لجهلها وتحديد ما يشعر به من ألم، حتى وقعت عيناها على تورم مؤخرة الرضيع بشكل يبعث على الذعر والهلع، والزرقة التي انتشرت لترسم دائرة تبدو كما لو كان هناك دماء محبوسة، هرولت الأم إلى الصيدلي والذي حاول طمأنتها بأنها أعراض نتيجة الوخز وسوف يشفى بعد عدة ساعات وأوصاها بعمل كمادات مياه باردة، لكن دون جدوى ازداد بكاء الطفل وامتنع عن الرضاعة وساءت حالته مما جعل الشك يتسلل بداخل الأب والذي أغرورقت عيناه بالدموع وتوجه إلى نيابة قليوب وتقدم ببلاغ يتهم فيه الصيدلي بإصابة الطفل بشلل في قدمه نتيجة فعلته. وأمام عمر الصغير، وكيل أول نيابة قليوب أنكر الصيدلي صحة الواقعة بينما جاء قرار وكيل النائب العام بحبس الصيدلي 4 أيام على ذمة التحقيقات حيث جاء تقرير الطب الشرعي يفيد إصابة الرضيع بالشلل في إحدى ساقيه نتيجة حقنه بالخطأ مما أصاب العصب الفخذي. وأجهش الأبوان في البكاء وطالبا وكيل النائب العام بمعاقبة الصيدلي الذي أضاع مستقبل طفلهما الرضيع والذي لم يرتكب أي ذنب أو جرم وممارسة الطب دون علم أو دراية.