كتبت عنواناً في عدد جريدة «الأخبار» الصادر أمس الأربعاء، على غلاف الجريدة، يشير إلى خبر خضوع الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان والمحكوم عليه بالإعدام لعملية جراحية لعلاج «فتاق» بالبطن. كان العنوان من وجهة نظري وقت أن كتبت يعبر عن نوع الجراحة مصاغا صياغة بها قدر من «الإثارة الصحفية». لكن حدث بعد صدور الجريدة أن وجد البعض في العنوان «شماتة» في المرض، وهو ما لا أقصد بأي حال وليس من طبائعى الشخصية، بينما فهم البعض منه تعريضاً شخصياً بالدكتور محمد بديع، وهو ما أحرص طوال حياتى المهنية على العزوف عنه، فضلا عن أن «الشماتة» و«التعريض» ليسا فى قاموس جريدة «الأخبار» التى كانت وتظل أكثر الصحف احتراماً ومصداقية. والحق أننى بينى وبين نفسى لم أسترح لهذا الفهم غير المقصود من العنوان، حتى وإن أسعد قطاعاً من القراء، وأجد لزاما عليّ من باب الاستقامة الشخصية والمهنية أن اعتذر للدكتور محمد بديع إن كان شعر وأسرته بإساءة شخصية من العنوان الذى كتبته، وأن أتمنى له صادقاً الشفاء، وأن اعتذر من قبله وبعده لمن فهم العنوان، على غير ما قصدت. لقد هاجمت جماعة الإخوان بلا هوادة وهى فى سدة الحكم، وانتقدت أعضاء مكتب الإرشاد بالاسم وهم يحكمون البلد ويتحكمون فى مصيره، وطعنت بقلمى فى أهلية الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسى وهو على مقعد الرئاسة، وكتبت بالحرف هنا فى جريدة «الأخبار» - قبل أن يعزلنى نظام المرشد - أن حكم الجماعة لمصر لن يعدو أن يكون «جملة اعتراضية فى تاريخ الوطن»، وتوقعت - كتابة - أن عمرها في الحكم لن يتعدى العام الواحد. ولست أتراجع ملليمتراً واحداً عما قلت ومازلت أعتنق. لكنى أعتذر مجدداً للدكتور محمد بديع، خاصة أنه خلف القضبان لا يملك من أمره شيئاً، داعيا الله من كل قلبى أن ينعم عليه بالشفاء وكل المرضى. وأتمنى للدكتور بديع أن يلقى قضاء وعدلاً جزاء ما قدمت يداه، راجياً أن يتحلى هو الآخر بشجاعة الذى اعتذر لشخص، فيعتذر هو لأمة بأسرها.