أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، أن مجلس التعاون كيان راسخ قادر على تجاوز مختلف التحديات والعقبات بحكمة قادة دول المجلس، وتكاتف ووفاء مواطنيه وحرصهم على دفع هذه المسيرة المباركة قدما إلى الأمام. وقال الزياني، إن الانجازات البارزة التي حققها مجلس التعاون على مدى خمسة وثلاثين عاما كانت ثمرة جهود مخلصة وعمل جاد لتعزيز الترابط والتكامل الخليجي في مختلف المجالات تنفيذا لما نص عليه النظام الأساسي لمجلس التعاون، مشيرا إلى أن المواطن الخليجي يمثل محور العمل الخليجي المشترك وإليه تتوجه كل الجهود التي تقوم بها دول المجلس لتحقيق تطلعاته وآماله. وأعرب الأمين العام في محاضرة ألقاها في كلية الدفاع الوطني في مسقط بسلطنة عمان الأربعاء 13 يناير، عن ثقته في قدرة مسيرة مجلس التعاون على تحقيق المزيد من الأهداف التي أنشئ المجلس من أجلها، مشيرا إلى أن ما تحقق من انجازات يمثل قفزة مهمة في مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء ابتداء من تحقيق المواطنة الاقتصادية والاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة والاتحاد النقدي ومشروع الربط الكهربائي، وغيرها من المشروعات التكاملية. ولفت الأمين العام إلى أن مسيرة العمل الخليجي المشترك ترتكز على خمسة أهداف إستراتيجية رئيسية تتمثل في الحفاظ على أمن واستقرار دول المجلس، وزيادة النمو الاقتصادي واستدامته، وتعزيز التنمية البشرية والارتقاء بالخدمات الاجتماعية، وتبني الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع حالات الطوارئ والأزمات، وتعزيز مكانة مجلس التعاون الإقليمية والدولية. وأكد، أن مجلس التعاون يدرك تماما خطورة التحديات المحلية والإقليمية والدولية التي تواجه مسيرة المجلس، ويتعامل معها بمسؤولية وحرص لتجاوزها وتحويلها إلى فرص لمزيد من التعاون والترابط والتكامل. وأضاف أن تلك التحديات زادت من عزيمة وإصرار دول المجلس على التمسك بالتضامن والتكاتف سبيلا لتحقيق الأهداف الخيرة التي قام مجلس التعاون من أجلها. وأشاد الأمين العام باعتماد قادة دول المجلس رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتعزيز العمل الخليجي المشترك، مضيفا أن هذه الرؤية تهدف إلى ترسيخ التعاون الخليجي في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والأمنية، وتعزيز دور المجلس في محيطه العربي والإسلامي والدولي، مشيرا إلى أن رؤية خادم الحرمين تؤكد على ضرورة مضاعفة الجهود للارتقاء بأداء أجهزة المجلس لتحقيق ما تتطلع إليه شعوب دول المجلس، ورفع مستوى التنسيق والترابط بين دول المجلس في خطوات مدروسة وفق جدول زمني لا يتجاوز عاما واحدا. واختتم الأمين العام، بأن دول مجلس التعاون تتمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وإقامة أفضل العلاقات مع كافة دول العالم، وهي تؤمن بأن أمنها واستقرارها كل لا يتجزأ، وأن أي اعتداء على إحدى الدول هو اعتداء على الجميع، مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون قطعت شوطا طويلا في تعزيز تعاونها الدفاعي والأمني لحماية منجزاتها ومكتسبات شعوبها ومصالحها الحيوية.