تصدرت تطورات الأوضاع في الموقفين الدولي والميداني السوري اهتمامات صحيفتي (واشنطن بوست) و(وول ستريت جورنال) الأمريكيتين الصادرتين السبت 21 يوليو. فمن جانبها، قالت (واشنطن بوست) "إنه في الوقت الذي تزداد فيه حدة المعارك التي تدور في دمشق بين الجيشين النظامي والحر، بات يبدو على الصين أنها تراهن على احتمالية سقوط الحكومة السورية". وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني، أن الأزمة السورية اصطدمت مجددا برفض الصين قطع علاقتها بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تعمد استخدام القوة العسكرية طيلة الأشهر الماضية لقمع الثورة التي تعم البلاد. وقالت "إنه مع ذلك، فإن بكين باتت تتأرجح بين موقفها الدائم والرافض لأي تدخل أجنبي في سوريا، وبين زيادة تصاعد حدة الاستياء الشعبي في المنطقة". وأشارت إلى أن قرار الصين، الخميس 19 يوليو، بالانضمام إلى روسيا واستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن مدعوم من الغرب هدد السلطات السورية بفرض عقوبات جديدة قد أثار موجة انتقادات دولية عارمة ومن بينها الانتقادات اللاذعة التي شنها عدد من المواطنين الصينيين من مستخدمي الإنترنت حيث اتهموا قادتهم بالسير مجددا محاذاة الجانب الخاطىء من التاريخ. وأضافت "أن الموقف الصيني حيال الأزمة السورية يعكس الاضطرابات الخاصة التي تعاني منها السلطات الصينية" .. معيدة إلى الأذهان ما قام به الحكام الشيوعيون عام 1989 من استخدام الجيش والمدرعات لأجل قمع المظاهرات المطالبة بالديمقراطية مما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين. وتابعت "إنه نظرا لخوف السلطات الصينية من امتداد عدوى ثروات الربيع العربي إلى بلادها، قامت في أعقاب هذه الثورات التي اندلعت عام 2011 بقمع وإخماد مظاهرات مشابهة .. فضلا عن اعتقال العديد من المعارضين السياسيين وحظر البحث في شبكة الإنترنت على مصطلحات منها "مصر" و"تونس" و"الياسمين". وأوضحت صحيفة (واشنطن بوست) أن خوفا لدى القادة الصينيين من أن يكون مشروع القرار الخاص بفرض عقوبات جديدة على النظام السوري زريعة لحملة عسكرية جديدة تقودها أمريكا. ونقلت الصحيفة عن كيري براون دبلوماسي بريطاني سابق وخبير في الشئون الصينية، يترأس برنامج آسيا التابع لمؤسسة تشاتام هاوس البحثية، قوله في هذا الصدد "إن المسئولين الصينيين صاروا يشعرون بحرية أكبر في ممارسة حقهم في نقض مجلس الأمن نظرا لإعطاء روسيا غطاء دبلوماسيا لهم والتأكد بأنهم ليسوا بمفردهم الذين ينتهجون هذه السياسة". وبدورها، سلطت صحيفة (وول ستريت جورنال) الضوء على الوضع الميداني بداخل سوريا وقالت "إنه بينما تتواصل عمليات الكر والفر بين قوات النظام السوري والمعارضين في أحياء العاصمة فإن المخاوف تزداد بشأن إمكانية أن يؤدي هذا القتال الدموي إلى نزوح عدد من مؤيدي الرئيس الأسد من دمشق". وأوضحت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني، أن نحو 20 ألف مواطن سوري عبروا الحدود إلى لبنان منذ الأربعاء الماضي، والذي قام فيه المعارضون بتفجير اجتماع لكبار المسئولين بالحكومة السورية، وأن أكثر هؤلاء اللاجئين من عائلات تعيش في دمشق وفقا لما أعلنه مسئولون بهيئة الجمارك اللبنانية. وقال نشطاء، في تصريحات خاصة أدلوا بها إلى الصحيفة، إن المعارضين بدأوا في مضايقة القوات الحكومية من خلال تكتيكات حرب العصابات في المناطق المجاورة لمدينة قابون الواقعة بشمال شرق البلاد وذلك ردا على قصف معاقلهم وطردهم من المدينة. كما نقلت عن عدد من اللاجئين الذين دخلوا الأراضي اللبنانية قولهم "تبين لنا أن معظم المعارضين الذين يقاتلون حاليا في دمشق جاءوا من المناطق المهمشة والفقيرة القريبة من العاصمة مما أثار مخاوف على هؤلاء الذين يعيشون في المناطق الأكثر ثراء ولا يزالون مؤيدين للرئيس الأسد".