استطاع الكاتب الكبير نجيب محفوظ قبل 60عاماً، أن يرمى ببصره إلى الأفق البعيدة ليكتب رواية عندما نقرأها نشعر أنها كتبت لأحداث الساعة وهي "القاهرة 30". شخصية "محجوب عبد الدايم" تلك الشخصية الانتهازية والتي عبر عنها نجيب محفوظ في روايته "القاهرة 30" مؤكداً أن نفسه أهم ما في الوجود، وسعادته هي كل ما يعنيه، ومن الجهالة أن يقف مبدأ في سبيل نفسه وسعادتها، وكان يسخر من رجال العلم والدين، وكانت غايته في دنياه اللذة والقوة بأيسر السبل والوسائل دون مراعاة لخلق أو دين أو فضيلة. وتحولت الرواية إلى فيلم تم عرضه في عام 1945، وأعتبر من تراث السينما المصرية القديمة، فقد مثلها الفنان الراحل حمدي أحمد والذي أظهر أن الشخصية جاءت إفرازاً لظروف اجتماعية ونفسية عاشها بطل الرواية، وإن كانت هذه الظروف موجودة لدى العديد من الشباب، إلا أن "محجوب" كفر بكل المبادئ والقيم المتعارف عليها بشخصيته الوصولية، واشتهر "محجوب" بكلمة كانت لا تفارقه طوال الفيلم وهي "طظ". وإن كانت هذه الرواية قد ناقشت أحداثا تدور في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، ولكنها متواجدة على مر العصور، ولكنهم طوروا من أساليبهم، ففي السابق كانت الطموحات محدودة، ومع ذلك فضل "محجوب عبد الدايم" أن يكون ذا قرنين في الرأس، ورأى أنهما لا يؤذيانه ولا عار في ذلك. أشهر لقطة في فيلم القاهرة 30 :