قالت صحيفة "السفير" اللبنانية الخميس 19 يوليو، أن ثورة مصر العصرية انتصرت، وبدأت عملية بناء دولة مصر الحديثة ، التي قد تستغرق وقتا طويلا، ويمكن أن يتخللها الكثير من الثورات المضادة والخيبات المواكبة. وأضافت الصحيفة أن الثورة المصرية ستظل علامة فارقة في التاريخ الإنساني الحديث ومنارة مضيئة للعالمين العربي والإسلامي ، اللذين شرعا على الفور في تلقي أشعتها. وأوضحت الصحيفة أن بعض من المؤثرات الأولية لثورة مصر التي لم تكن قد بلورت خططها، والتي توحي قياداتها الشابة وأفكارها التجريبية وممارساتها العفوية بأنها ما زالت في بداية طريق طويل، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الشعب المصري ماض نحو حقبة طويلة من الانشغال بإعادة ترتيب أموره الداخلية، واختيار الشكل الأنسب لدولته ودستوره ومؤسساته، مما يستدعي حتما تأجيل البحث في أولويات سياسته الخارجية، التي لا تنبئ لغة الشارع وهتافاته وشعاراته بأنها ستظل على ما كانت عليه في العقود الخمسة الماضية. وقالت صحيفة "السفير" اللبنانية "إن مثل هذا الانكفاء المصري إلى الداخل وتحدياته وخياراته، سيكون بلا أدنى شك عنوانا عربيا وإسلاميا عاما للمرحلة المقبلة، فالحكام العرب الذين قلدوا النظام المصري وتراجعوا أمام غضب شعوبهم واستيائها من أسلوب إدارتهم، سيجدون أنفسهم أنهم في حالة انطواء على الذات وعلى أوضاع داخلية لا تقل سوءا وخطرا عن الأوضاع التي أطاحت بالنظام المصري. واختتمت الصحيفة بالقول ما صدر عن مصر حتى الآن، هو بمثابة نداء قومي إلى الأمة وزعمائها وشعوبها، بأن وقت العروبة التقليدية والقضية العربية المركزية والمشروع العربي بشكله السابق قد نفد ، وظهرت عروبة جديدة قوامها الحاجة أولا إلى بناء دول وطنية مستقرة ومزدهرة ، تلتزم بأيديولوجيات العصر ، تستطيع في مراحل لاحقة أن تؤسس لطموح عربي جديد، محوره تلك الدولة المصرية التي يشهد العالم كله مخاضها الصعب.