قال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند ، إن التهديد الإرهابي مازال حاضرا وأن بلاده ستكثف جهود محاربة الإرهاب في عام 2016. وأكد الرئيس أولاند - في كلمة متلفزة مساء ،الخميس 31 ديسمبر، بمناسبة حلول العام الجديد - أن الضربات ضد تنظيم داعش الإرهابي حققت نتائج ملموسة وأن بلاده ستواصل مكافحة هذه التنظيم طالما كان ذلك ضروريا ، وأنها لم ولن ترضخ للإرهاب وستتصدى له. واستعرض أولاند - الأحداث الإرهابية التي شهدتها فرنسا مرورا من اعتداءات يناير التي استهدفت صحيفة "شارلي إبدو" ومتجر للأطعمة اليهودية ومحاولة الاعتداء على كنيسة بحي "فيلجويف" بالضاحية الجنوبية لباريس ومحاولة تفجير مصنع للغازات الصناعية ببلدة "سان كونتان فلافييه" بجنوب البلاد وحادث قطار تاليس (رحلة أمستردام-باريس) وصولا إلى الاعتداءات الأكثر بشاعة التي وقعت منتصف الشهر الماضي وأسفرت عن سقوط 130 قتيلا ونحو 350 جريحا. وأعرب الرئيس الفرنسي عن تضامنه مع ضحايا الأحداث الإرهابية "التي ستظل محفورة في الأذهان" ، مؤكدا أن فرنسا لم تستسلم للإرهاب وأعلت قيم الجمهورية القائمة على رباطة الجأش والتضامن ، مؤكدا أن بلاده لم تنته من الإرهاب ، فالتهديد مازال قائما وفي أعلى مستوياته ، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تحبط بانتظام أعمال إرهابية. وأشار إلى أن حماية الفرنسيين تتطلب التعامل مع جذور الشر في سوريا والعراق ولهذا كثفت فرنسا غارتها على داعش ، مضيفا أن التنظيم يتراجع وأن باريس ستواصل العمل طالما كان هناك حاجة لذلك. ولفت أولاند إلى قراره الذي أصدره فور تعرض البلاد لاعتداءات إرهابية بإعلان حالة الطوارىء وتعزيز الوسائل الموضوعة تحت تصرف الشرطة والقضاء والاستخبارات والجيش. وتابع أنه تقدم هذا العام بمشروع إصلاح للاجراءات الجنائية لمكافحة الجريمة المنظمة وتجفيف منابع تمويلها بصورة أكثر فاعلية ، فضلا عن تعديل دستوري سيرفع قريبا إلى البرلمان لإدراج بند في الدستور يتيح إعلان حالة الطوارىء في حالات الخطر الوشيك، واسقاط الجنسية الفرنسية عن الأشخاص المدانين بصورة نهائية في جرائم الاٍرهاب. ومن ناحية أخرى .. أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ، أنه لن يقبل بأن يتم بث الفرقة بين الفرنسيين كما يسعى له المتطرفون ، معربا كذلك عن رفضه أن يتعرض أي مواطن فرنسي لاعتداء بسبب انتمائه الديني أو تدنيس قاعات صلاة (للمسلمين) كما حدث مؤخرا في جزيرة كورسيكا ، محذرا من أن هذه الأفعال لن تبقى بدون عقاب سواء كان الأمر يخص مسجدا أو معبدا يهودي أو كنيسة.