أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، ورئيس الوفد الشعبي والبرلماني، الذي يزور الخرطوم حاليًا، أن الروابط والعلاقات المشتركة بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان تتجاوز الأنظمة والحكومات. وأشار إلى أن مصلحة الشعبين الشقيقين تتطلب بذل المزيد من الجهود لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة. وقال العرابي-في تصريح صحفي مساء الجمعة 25 ديسمبر، بالخرطوم، أن أزلية العلاقات المصرية السودانية تتطلب مزيدًا من التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والفنية، مشيرا إلى أن الروابط بين القاهرةوالخرطوم ليست عمق استراتيجي فقط وإنما علاقات نسب ومصاهرة تاريخية. وأضاف أن زيارة الوفد الشعبي والبرلماني المصري للسودان، هدفها التأكيد على عمق العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أنه لابد من أن تسمو العلاقات بين الشعبين فوق اختلافات الأنظمة. وتابع: «هذه الزيارة تأتي في توقيت مهم يشهد استعدادات السودان لعقد الاجتماع السداسي بين وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وأثيوبيا لبحث أزمة سد النهضة، والتي ستعقد الأحد 27 ديسمبر"، منوها بأن الوفد الشعبي والبرلماني يحاول بناء مناخ توافقي جيد يدعم المفاوض المصري في سد النهضة قبل الاجتماع. وأوضح العرابي، أنهم لا يمثلون البرلمان لكن يمثلون أنفسهم كبرلمانيين، مؤكدا أن الوفد الشعبي المصري توجه للسودان على نفقته الخاصة بدون أي تمويل من الدولة، نافيا ما تردد عن تواجده في السودان بطلب من أحد، مشيرا إلى أنه لمس استجابة غير طبيعية من الشعب السوداني، وترحيبا كبيرا يعكس مدى حب الشعب السوداني لمصر. ورحب العرابي، بتنامي الاستثمارات المصرية في السودان، لافتا إلى انه سيتم إنشاء منطقة صناعية شمال الخرطوم تضم المستثمرين والصناع المصريين، مؤكدا أن الصناعة ستعمل على إزالة جميع العقبات التي تواجه التعاون بين البلدين في كافة المجالات. وأشار إلى أن هذه الزيارة تهدف للنهوض بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لمزيد من التعاون، لافتًا إلى انه التقى خلال الزيارة بعدد من المسؤولين السودانيين، وتم تناول المنطقة الصناعية التي خصصت للاستثمارات المصرية بولاية الخرطوم وسبل قيامها، حيث تم الوقوف على الترتيبات العملية المتعلقة بإقامة المنطقة المخصصة للشركات المصرية بالسودان. ونوه العرابي، بترحيب المستثمرين المصريين بقيام المنطقة الصناعية واعتبارها نقطة انطلاق إلى باقي الدول الإفريقية، مشيرا إلى الدعم الفني الذي ستقدمه مصر لتنفيذ هذه المنطقة، للنهوض بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وقال "نجحنا في إزالة أي رواسب كانت موجودة نتيجة التوتر الطارئ مؤخرا"، مضيفا أن مثل هذه الوفود ليس من الضروري أن تحصل على نتائج سريعة، وتابع "نبنى خطوة بخطوة، ويجب أن نشجع مثل هذه الدبلوماسية". وكان أعضاء الوفد الشعبي والبرلماني المصري، قد التقوا عقب أداء صلاة الجمعة في مسجد النور بالخرطوم، بمساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود حامد، ورئيس مجلس الأحزاب الأفريقية نافع على نافع، الذين رحبوا بالوفد المصري، وجرت جلسة ودية بين الجانبين. وأعرب السفير العرابي، خلال اللقاء عن أمله في دعم التعاون خلال الفترة المقبلة بين البرلمانين المصري والسوداني، لافتا إلى أهمية انضمام الأحزاب المصرية لمجلس الأحزاب الأفريقية، والذي يتخذ من الخرطوم مقرا له.