أيام ويكتمل بشكل نهائي تشكيل مجلس النواب بعد المرحلة الثالثة والأخيرة لإجراء الانتخابات في الدوائر التي قبلت الطعون علي نتائجها، والمقرر لها يوم 20 ديسمبر، وبذلك سيكون المجلس قد اكتمل وفي انتظار أن تعقد أولي جلساته يوم 22 ديسمبر. وهكذا نكون قد انتهينا من الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل واستكملت الدولة بناء مؤسساتها.و هذا بلاشك انجازيستحق أن نفرح به ونأمل في بداية الانطلاق نحو المستقبل الذي ننشده لبلادنا. ورغم كل ما دار من جدل حول سلبيات المجلس الجديد إلا أنني أري في انجاز هذا الإستحقاق المهم خطوة رائعة تستحق التقدير وتبعث علي الأمل. وقراءة سريعة لبعض الأرقام والنتائج ربما تدعم رأيي هذا. فلأول مرة تحتل المرأة هذا الرقم من المقاعد() ولأول مرة أيضا نري شبابا أقل من 35 سنة يحصلون علي مقاعد(49 مقعدا) وكذلك تلك الطفرة في عدد المقاعد التي حصل عليها المسيحيون (36 مقعدا)والمرأة(87مقعدا). هذا يعطي مؤشرا علي التغيير الذي حدث في ذهنية الناخب فيما مضي، وتغير قناعات كانت تفضل النائب الرجل عن المرأة وذا الخبرة عن الشاب قليل الخبرة، والمسلم عن المسيحي. هناك تغير وإن كان محدودا لكنه محمود ومبشر. نسبة المشاركة التي وصفت ب «القليلة» كانت في رأيي مقبولة إذا ما راعينا في حكمنا أنه ليس هناك حزب حاكم يحشد الجماهير كما أنه ليس هناك جماعة تستخدم الخطاب الديني في الحشد مثلما حدث في انتخابات 2011. لذلك فنسبة 28.3% ليست منخفضة للغاية بل أراها معقولة في هذا السياق. الشئ الإيجابي جدا هو اكتمال بناء مؤسسات الدولة ووجود برلمان يتكون من أعضاء مؤيدين وآخرين معارضين يمثلون فئات مختلفة من أفراد الشعب المصري، بالتأكيد ليس هو نهاية المطاف ولا أقصي الآمال فنحن نتطلع إلي برلمانات قادمة أقوي، لكن هذا لن يتحقق إلا بالممارسة السياسية علي أرض الواقع والتعلم من الأخطاء وتطوير الأداء البرلماني خاصة فيما يتعلق بغربلة ترسانة القوانين ومراجعتها، وهي الخطوة التي أراها تسبق كل الخطوات الأخري من أجل الوصول إلي مجتمع قوي يستقوي مواطنوه بالقانون العادل، الذي تناسب بنوده العصر الحالي وتلبي مطالب الشعب التي نادت بها ثورتا 25 يناير و30 يونيو : العيش.. الحرية.. العدالة الإجتماعية. البرلمان في دول العالم العريقة يملك القوة والقدرة علي التغيير والنهوض بالمجتمع من خلال تفويض شعبي لأعضائه بتبني قضاياه. لذا أتمني أن يعكف الأعضاء والسيدات والشباب علي وجه الخصوص علي دراسة قضايا المجتمع ومشاكله المزمنة، وأن يقدموا للحكومة حلولا غير تقليدية للخروج بمصر إلي آفاق التطور والتنمية. أول الغيث خطوة وها نحن قد قطعنا ثلاثة خطوات مهمة وفارقة :انتخاب الرئيس.. كتابة الدستور.. تشكيل البرلمان. توفيقك يا رب