تختلف أو تتفق معى، ففى النهاية نحن جميعاً مصريون حتى النخاع، نتحرك أمام الضغط فى كل الأزمات ويشملنا الإحباط دوماً ويجمعنا الأمل أمام كل خطوة نحو النجاح. وبما أننى من المؤمنين بأن المسؤولية الوطنية لا تقع على الحكومة أو الحزب فقط، ولكن يتحملها كل مواطن يعيش على أرض هذا الوطن.. فالدولة هى نتيجة البناء الاجتماعى الذى يساهم فى نهوضه وارتقائه كل من يملك روح الانتماء ويحمل رؤية معينة سياسية أو ثقافية أو اجتماعية إيجابية لهذا الوطن، فعلى من يملك هذه الروح سرعة التفاعل والعطاء. وأمام كوتة المرأة الجديدة فى البرلمان وجدت من واجبى التحرك والمشاركة أكثر بالطرق الشرعية، التى أصبحت متاحة، فلاشك أن هذه الكوتة للمرأة كانت هى قوة الدفع الأساسية للتقدم بأوراق ترشيحى للحزب الوطنى بالجيزة، الذى أنتمى إليه منذ سنوات طويلة، فالجهد الذى قام به المجلس القومى للمرأة لإخراج هذا القرار إلى النور كان السبب الأساسى فى إحياء روح المشاركة وكسر بداخلى الحاجز النفسى وألغى حالة التردد والرفض، فقررت عدم الاكتفاء بالمشاركة من خلال الكتابة، سواء كان نقداً أو عتابا أو حتى دعماً.. فهناك نقلة نوعية وتاريخية فى هذه الانتخابات، وعلى من يجد لديه ما يعطيه أو يقدمه لإنجاح هذه التجربة أن يجعل المرأة تستمر فى المشاركة بنسبة جيدة تحت قبة البرلمان.. 64 مقعداً للمرأة عدد إضافى على عدد أعضاء البرلمان (454)، ولكنه لا يشكل للمجلس أى عنصر تنافسى أو حتى تشكل فيه المرأة خصماً فى دوائر الانتخابات، فهى «كوتة» للمرأة على مستوى المحافظات، مما يجعل الاختيار لها هنا ليس بناء على ما تقدمه فى الانتخابات من مصالح لأبناء الحى أو الدائرة الواحدة، ولكن يعتمد أيضاً على قدرتها السياسية والثقافية والاجتماعية على علاج هموم وطنية عامة داخلية أو خارجية، مما قد يجعلها تصبح إضافة نوعية للمجلس وتفيد القواعد الشعبية فى إحياء حالة الانتماء. وبما أننى أراهن دائماً على قدرة البشر على التغير والتطوير من حالة الإحباط إلى حالة الإبداع، فإننى أحمل معى حلم الحفاظ على صورة مصر فى الاعتدال والعطاء والاستقرار. فالنسيج الوطنى المصرى هو الأساس، سواء كان مسيحياً أو مسلماً.. غنياً أو فقيراً.. جاهلاً أو متعلماً، فالحفاظ على حق السلام الاجتماعى هو نعمة لا يعرف قيمتها إلا من حرم منها، مثل أهل (فلسطين) والسودان، ولبنان والعراق. ■ ما يهدد مصر الآن الكثير من الأزمات والمحاور السياسية وعلى كل من يدرك هذا الخطر العمل لإلغاء كل ما يرسم ضدنا من مخططات.. إذن فالتماسك والتضامن الشعبى يجعلنا الحاجز الأهم والأقوى من أى سلاح. ■ ربما يستغرب البعض هذه الخطوة التى تقدمت بها إلى الحزب للمشاركة فى الانتخابات، ولكنى مهتمة بالشؤون السياسية الخارجية التى تعلمت منها الكثير، فملف الشرق الأوسط، خاصة جزء لبنان شاهدت فيه عملاء لإسرائيل وأحزاباً لإيران ونفوذاً لسوريا وطموحاً لتركيا وجهوداً للسعودية وصولاً إلى دعم مصر لإقامة الدولة اللبنانية بجانب مصالح إقليمية ودولية تعطل إقامة الدولة اللبنانية، هذا أيضاً ما نجده فى الدولة العراقية والدولة الفلسطينية وما تتعرض له الدولة اليمنية مؤخراً. ■ هذا كله أعطانى الخبرة فى التعامل مع جميع التيارات والأحزاب وإدراك أن الوعى الوطنى هو خط الدفاع الأول لمصر. ■ وكما يعلم الجميع أن نوعية وقدرة أعضاء البرلمان فى كل دولة هما البوصلة الأساسية لتوجيه دفة الدولة والمجتمع والاتجاهات السياسية التى ستحكمنا مستقبلاً، وتختلف معها المصالح والأهداف على أساس ما تحمل من ثقافة وطموح ورؤية وطنية وليس مصالح شخصية أو أهداف اجتماعية.. فقد جربنا الكثير ووجب علينا الآن المراجعة والتدقيق.. فكل شىء فى النهاية يصب فى مصلحة الجميع. [email protected]