قال وزير الموارد المائية والري د.حسام مغازي: "من الظلم وصف الاجتماع السداسي لسد النهضة الذي عقد يومي الجمعة والسبت الماضيين بالخرطوم بأنه فاشل". وأشار مغازي، في تصريحات صحفية اليوم الأحد 13 ديسمبر في الخرطوم إلى أن هذا أول اجتماع سداسي على مستوى وزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وأثيوبيا، موضحا أن المفاوضات كانت صعبة وشاقة. وقال ، إن الاجتماع السداسي تناول الشواغل والقلاقل التي تسود الشارع المصري وما يتم من هدر للوقت، حيث يستمر بناء سد النهضة بوتيرة أسرع بكثير من المفاوضات. ووصف الوزير الاجتماع السداسي بأنه تم في "جو من الشفافية"، مشيرا إلى أن المفاوضات صعبة ، حيث تم منافشة قضايا تتعلق باتفاقية المبادئ وطرحت مصر كل ما يشغلها وسيتم الرد على هذه القلاقل في الاجتماع السداسي المقبل الذي تم الاتفاق على عقده يومي 27 و28 ديسمبر الجاري بالخرطوم. وأضاف أن الاجتماع تناول أيضا مناقشة المسار الفني، حيث تم تكليف خبراء اللجنة الوطنية الثلاثية في الدول الثلاثة بطرح مكتب بديل للمكتب الهولندي الذي انسحب من القيام بالدراسات الفنية للسد ورفض العمل مع المكتب الفرنسي. ولفت مغازي إلى أن الجانب المصري بدأ المشاورات الخاصة باقتراح مكتب استشاري دولي بديل، لأن مصر هي المسئولة في هذه الدورة عن القيام بالإجراءات والاتصالات مع المكاتب الاستشارية. وحول ما تم من أعمال البناء في سد النهضة أوضح وزير الموارد المائية والري أن ما تم من إنشاءات عامة بلغ 48% ، أما بالنسبة لهيكل السد الذي سيتم فيه تخزين المياه فإن نسبة البناء لم تتجاوز 20%. وكشف الوزير أنه سيتم خلال الاجتماع السداسي المقبل بحث وضع آلية لمتابعة عمليات البناء على الأرض لطمأنة الجانب المصري بالتنسيق مع الأشقاء في أثيوبيا بما لا يتعارض مع الدراسات الفنية وبما لا يمس سيادة الدولة، مشيرا إلى أنه موضوع في غاية الحساسية والدقة. وناشد مغازي غير المختصين الذين يتحدثون عن سد النهضة مراعاة أن "هذا الملف أمن قومي، لأن المياه مصدر حياتنا جميعا، والمفاوض المصري وطني مخلص وحريص جدا على الثوابت والمبادئ الأساسية وحقوق مصر المائية خط أحمر لا يمكن تجاوزه". وحول المكاتب الاستشارية الدولية وانسحاب المكتب الهولندي، وإصرار أثيوبيا على المكتب الفرنسي فقط، بين الوزير أن المكتب الفرنسي حصل على أعلى الدرجات باتفاق الدول الثلاثة ، وهذا المكتب مازال المرشح المستمر والهولندي مازال متردد ، مشيرا إلى أن هناك مساعي للبحث عن مكتب بديل خلال الأيام المقبلة أيا كانت جنسيته، لافتا إلى أن هذا الأمر لا يتدخل فيه قيادات الدول لأنها أمور فنية بحتة وهناك آلية متفق عليها لمتابعة هذا العمل. وحول ما حدث مع وزير الخارجية سامح شكري مع ميكرفون قناة الجزيرة قال مغازي "ونحن في المؤتمر الصحفي في ختام الاجتماعات لفت نظري وجود ميكروفون الجزيرة أمام وزير الخارجية، كما لفت نظر وزير الخارجية الذي قام على الفور بإزاحته أسفل المكتب وتم إزالة هذا الميكروفون من أمام وزير الخارجية". يذكر أن إطاحة وزير الخارجية لميكرفون مكتب الجزيرة لاقى استحسان الكثير من المسئولين والمواطنين.