أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الشئون الخارجية بالإمارات، أن هناك 3 تحديات أساسية تواجه العالم العربي، الأول هو تحدى التطرف والإرهاب وهو تحدى بعيد المدى لن تستطيع الدول العربية القضاء عليه خلال 3 أو 4 سنوات، لأنه تحدى "جيلي"، ولا يمكن التصدي له بالأمن فقط. وقال قرقاش، إن ذلك التحدي يتطلب أدوات مالية وفكرية وتعديلات في مناهج التعليم، ولا يمكن فقط أن نتابع من يفجر نفسه أو يقتل بل يجب أن نرى الفكر الذي يحرض، وهذا هو التحدي الرئيسي الذي يواجهه العرب والدين الإسلامي أيضاً، فلا يمكن أن يكون النموذج الذي أمامنا هو الدولة الدينية سواء في إيران أو الدولة السنية، إنما النموذج الذي نريده هو الدولة الديمقراطية المدنية، لأن توظيف الدين في السياسة فو فكر خاطئ يسعى لتطبيق أهداف سياسية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي لقرقاش مساء الأحد 29 نوفمبر، في أبو ظبي على هامش احتفال الإمارات بالعيد الوطني "44" لها. وأشار قرقاش إلى أن التحدي الثاني الذي يواجه العالم العربي يتمثل في التدخل في الفضاء العربي سواء من إيران أو تركيا، مضيفا أن الفضاء العربي مخترق وعلاقتنا بكل من إيرانوتركيا مطلوبة لكن يجب أن تكون على أساس الندية والاحترام وعدم التدخل في شئوننا، وهنا لابد أن نعالج النظام الإقليمي للعرب الذي يعاني، فنحن نلحظ اختراق إيراني كبير ونفوذ عديدة له في العالم العربي، وهذا الاختراق هو جزء من ظاهرة تفتيت العالم العربي علي أسس طائفية ومذهبية، مشيرا إلى أنه لا يدعو لعودة القومية العربية مرة أخرى، لكن ما يريده وجود نظام عربي معتدل يواجه التدخلات. وحول التحدا الثالث، قال قرقاش إنه يتمثل في استمرار الفوضى وعدم التوازن في عالمنا العربي، مضيفا: "نحن في حاجه لبناء وسط عربي للخروج من حالة الفوضى، والوسط العربي يعتمد علي العلاقة المهمة الجذرية بين الرياض والقاهرة وتضم الأردن والمغرب والإمارات وأي دولة عربية تريد الخروج من هذه الحالة المأزومة". وأشار قرقاش إلى أنه بالحديث عن الربيع العربي فإن التعميم بالقول بأنه إيجابي أو سلبي هو تعميم خاطئ وغير دقيق، لأننا إذا تم وضعه في سياقه الرئيسي سنجد أنه نتيجة لتغير التركيبات السكانية في العالم العربي، فهناك جيل شباب يبحث عن فرص العمل وهناك مشكلة في العالم العربي وهى مشكلة هيكلية ضاربة في الجذور، مشيرا إلى أن الربيع العربي لم يبدأ بدعوة سياسية وإنما بدأ بصرخات اجتماعية لمعالجة أوجاع تضخمت ولم تعالج.