أكد الدكتور أحمد بن يوسف الدراويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد أن الأمة الإسلامية مطالبة الآن وقبل أي وقت مضى لإبراز الوجه المشرق للحضارة الإسلامية أمام العالم في ظل وجود جماعات متطرفة مثل داعش وأخواتها والتي أساءت إلى صورة الإسلام الناصعة. وأعرب رئيس الجامعة الإسلامية العالمية على هامش المؤتمر الدولي للحضارة الإسلامية والذي أقيم في القاهرة بمدينة شرم الشيخ عن سعادته للدور العظيم الذي تقوم به جامعة الأزهر الشريف في نشر سماحة الإسلام الوسطى في دول شرق آسيا ولدورها الداعم للجامعة الإسلامية العالمية بوجه خاص. لذلك كان لابد من محاورة رئيس أكبر جامعة إسلامية لمعرفة رأيه في الأوضاع الحالية التي يعانيها المسلمين خاصة في بورما والشيشان وصربيا وسوريا والخطر الذي يحلق علي عالمنا العربي والملقب بالإمارة الإسلامية داعش نأمل إعطاءنا لمحة موجزة عن الجامعة الإسلامية العالمية؟ الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد أنشئت عام 1980م لتخدم العلم وطلابه، والإسلام وأهله في شبه القارة وفي غيرها من دول العالم أجمع.. واختير لها باكستان لتميز موقعها الجغرافي ولكثرة عدد سكانها.. وبدأت في ثلاث كليات (الشريعة، وأصول الدين، واللغة العربية) في أروقة جامع الملك فيصل وانتهت بتسع كليات شرعية ولغوية وعلمية وتقنية وتطبيقية وبأكاديميتين أحدهما للشريعة والأخرى للدعوة، ومعهداً عالياً دولياً للاقتصاد الإسلامي، ومعهد اقرأ للتكنولوجيا ومدينة وخاصة للبنات.. ويدرس بها حاليا أكثر من 30 ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات وتضم أكثر من 40 قسماً علمياً مختلفاً، وتمنح درجة الدبلوم، والدبلوم العالي، والبكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه.. ورئيسها الأعلى هو فخامة الرئيس الباكستاني.. وهي تعد من أكبر الجامعات في باكستان حيث تحتل المرتبة الثالثة من حيث كبر المساحة وعدد الطلاب.. وهي عضو في رابطة الجامعات الإسلامية، وفي اتحاد جامعات العالم الإسلامي.. كما أن لديها عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التعاون مع عدد من الجامعات في العالم العربي والإسلامي والدولي.. وتشرف على أكثر من 75 مدرسة أهلية في مختلف أنحاء باكستان وأقاليمها المختلفة. تراثنا العلمي والفني والمعماري هو أصل الحضارات وجامعة إسلام آباد لها رسالة منذ نشأتها فما هي رسالتكم للعالم؟ لا نتدخل في القضايا السياسية ودورنا تربوي أكاديمي تعليمي فقط. ما هو تعليقك علي المؤتمر الدولي الأول للحضارة والفنون الإسلامية؟ المؤتمر مهم جدا من حيث زمانه ومكانه فمن حيث الزمان نحن بأمس الحاجة في الحقيقة إلي مثل هذه المؤتمرات التي تبرز الحضارة والهوية الإسلامية وتراثنا العلمي والفني والمعماري الإسلامي هو أصل الحضارات سواء كانت في الشرق أو الغرب أو في الشمال أو الجنوب وهذا ما أثبته العديد من الباحثين في جلسات المؤتمر فالمؤتمر مهم جدا.. ونأمل أن يتكرر وخاصة أنه تحت مظلة دولة مصر العريقة أرض العروبة والإسلام والحضارات والتراث وكون انطلاق المؤتمر من هذا البلد العريق فهذا شرف لكل مسلم وكل عربي ولذلك اشكر كل القائمين علي هذا المؤتمر وآمل أن تتكرر مثل هذه المؤتمرات في العديد من بلادنا العربية والإسلامية لنبين للعالم اجمع تراثنا وحضارتنا وأهمية هذا لأجيالنا الناشئة ليستفيدوا وليعرفوا مكانة أسلافهم وقيادتهم ليسيروا علي نهجهم. ركز المؤتمر فقط علي الفن الإسلامي دون ثائر الحضارات فهل الحضارة الإسلامية تتلخص فقط في الفن الإسلامي؟ لا فالحضارة الإسلامية هي كل قيمنا الإسلامية حتى عبادتنا ولله الحمد هي قيمة من القيم هي حضارة من الحضارات ليس فقط في الرسم أو في التصوير ولذلك ذكرت من قبل أن نتحدث عن ما هو المقصود بالحضارة ما هو المقصود بالفن ونكرر هذا حتى نبين أن الحضارة ليست فقط هي فن أو رسم فالحضارة الإسلامية هي كل قيمنا الإسلامية وفتوحاتنا في كل بلد ولله الحمد لنا فيه لمسات سواء كانت دعوية أو تعليمية وحتى طريقة الدعوة لله عز وجل فهي قيمة وحضارة وهو نهج يجب أن يعلم فالحضارة لها نطاق واسع وشامل فهي تدخل في كل شان من شؤون حياتنا. كل الأوراق والتوصيات التي قدمت اليوم تعبر عن كيفية النهوض بالفن الإسلامي فكيف لنا أن نعود بحضارتنا الإسلامية بمفهومها الشامل من حيث النهضة والفتوحات وما الذي يجب أن نقوم به وماذا كان يجب أن يناقشه هذا المؤتمر؟ كان يجب أن تكون هناك شمولية فبالرغم من أن محاور المؤتمر شاملة ولكن يبدو أن المشاركين هم من قلصوا مشاركتهم في إطار واحد فكنت أمل أن يكون هناك تعدد من المشاركات لتضم علماء الشريعة واللغة العربية وكذلك الاجتماع وعلم النفس وكل العلوم التي ازدهرت في ظل الحضارة الإسلامية فنحن لا نريد أن نقلص الحضارة في مفهوم واحد بل نريد أن نعمم وهذا إن شاء الله سنتلافاه في المؤتمرات القادمة. هل تمتلك جامعة إسلام أباد نفس قوة الأزهر وتعتبر صاحبة الرأي الأول في القضايا والفتاوى الدينية؟ لاشك أن جامعة إسلام أباد منذ نشأتها ولها أهداف ورسالة وهي أيضا استفادت من علماء الأزهر سلفا وخلفا ومازلنا لدينا بعثة أزهرية وهي لم تنقطع منذ عام 1980 وإلي الآن لم ينقطع علماء الأزهر عن الجامعة الإسلامية فهم ومما لاشك فيه أن لهم دور كبير خاصة في الدراسات الإسلامية وأصول الدين والشريعة والقانون والسيرة واللغة العربية وأيضا نشر الإسلام الصحيح الوسطي المعتدل فالحمد لله علماء الأزهر لهم دور كبير والجامعة الإسلامية والأزهر علي تواصل وتواجدي هنا اليوم بالإضافة إلي المؤتمر هو تواصلي مع الأزهر لدعمنا بكثير من الأساتذة.. فقد احتفلنا منذ عشرة أيام ببعثة أزهرية مكونة من عشرة أساتذة في مجال الشريعة والسيرة النبوية واللغة العربية ونحن الآن نريد المزيد من هؤلاء العلماء لأثرهم الكبير في شبه القارة بصفة عامة وباكستان بصفة خاصة وكذلك علي الجامعة وخاصة أن الجامعة بها 30 ألف طالب وطالبة منهم ألف طالب وطالبة من طلاب المنح ولذلك نأتي بعلماء الشريعة واللغة العربية. هل يتم تبادل ثقافي بين جامعة الأزهر وجامعة إسلام أباد؟ نعم هناك تبادل كبير جدا ونحن بيننا وبين جامعة الأزهر مذكرة تفاهم وتعاون كيف تنظرون إلى الأحداث الجارية في بورما وصربيا وغيرها من الدول التي تعمل علي إبادة المسلمين؟ نحن دورنا أكاديمي علمي تربوي في غرس الإسلام الصحيح وربط الناشئة بالكتاب والسنة ومحاربة الغلو والتطرف بغض النظر عن أي موقع نحن ننشئ الأجيال فدورنا أكاديمي علمي تربوي توعوي وهذا ما ننتهجه لنخرج جيلا صالحا وسطيا معتدلا متزنا بعيدا عن الغلو والتطرف والإرهاب والإفساد وكذلك نناقش قضايا المسلمين العادلة والمشروعة في كل بلد أينما كانوا وحيثما كانوا. ما رأيك فيما يسمى بتنظيم داعش أو الدولة الإسلامية كما يدعون؟ تنظيم "داعش" يمكن أن نطلق عليه لفظ "النبت الشيطاني" لأن هذه الجماعة تعد جماعة إرهابية ضالة، وإذا كانت وسائل الإعلام الغربية قد أطلقت على هذا التنظيم أسماء إسلامية أو نعتته بصفات تلصقه بالإسلام، فهي تفعل ذلك متعمدة بقصد تشويه صورة الإسلام، وهذا ما لا ينبغي أن تفعله وسائل الإعلام العربية، فنحن أمام تنظيم إرهابي لا علاقة له بالإسلام، ف "داعش" خالف كافة القيم الإسلامية ومقاصد الشريعة العظمى التي جاء بها الإسلام، فضلاً عن مخالفتها للقيم الإنسانية المشتركة بين البشر جميعاً. وداعش تمثل خطرًا على الإسلام والمسلمين، وتشوه صورته، كما أنها تسفك الدماء، وتعيث في الأرض الفساد، مما يضعف الأوطان ويعطى الفرصة للمتربصين بنا لتدميرنا والتدخل في شئوننا بدعوى الحرب على الإرهاب، ومواجهة الإرهاب والتطرف يتطلب تعاونًا دوليًا وإقليميًا على كافة المستويات. ومصر وكافة المؤسسات الإسلامية في عالمنا العربي والإسلامي ي مواجهة هذا التنظيم وكل الجماعات المارقة التي تتلاعب بها وتحركها القوى المعادية للإسلام والمسلمين وهناك قوى متربصة بالإسلام وأهله وتستهدف تقويض رسالته وتشويه صورته وتخويف الناس منه، وهى تستغل مثل هذه الجماعات المارقة لتحقق لها أهدافها.