شيع الآلاف من أبناء مدينة سوهاج ومركز طما والقرى المختلفة جثمان شهيد الوطن المستشار عمر محمد حماد وكيل مجلس الدولة الذى استشهد فى حادث تفجيرات فندق القضاة بالعريش أمس، الثلاثاء 24 نوفمبر. تقدم الجنازة الشعبية محافظ سوهاج د. أيمن عبدالمنعم ومدير أمن سوهاج اللواء أحمد أبوالفتوح و د. نبيل نورالدين رئيس جامعة سوهاج تزاحم الأهالى على جثمان الشهيد الذى تحمله سيارة الاسعاف المصرية. بدأت الجنازة من أمام منزل الشهيد بمدينة سوهاج ثم تحركت مشيًا على الأقدام حتى مسجد الشهيد عبدالمنهم رياض، حيث تم صلاة الجنازة، ثم تم مواراة الجثمان الطاهر فى مقابر الأسرة بمدينة سوهاج. أصرت زوجة الشهيد د. عزة سيد عزوز أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية على مرافقة جثمان الشهيد هى وأبنائها الثلاثة يوسف والتوأم يحيى ويسن حتى ودعوه فى قبره وبالبكاء والنحيب، وهتفت الآلاف خلال الجنازة "لا إله الا الله .. الشهيد عمر حبيب الله". التقينا والد زوجة الشهيد عمر حماد الحاج سيد عزوز الذى لم يستطع الذهاب خلف الجنازة لمرضه، وقال: عمر كان ابنى وليس زوج ابنتى عزة وهو كان ينادينى بأبى من فرط حبه لى .. لقد أكرمه الله بالشهادة وهو يستاهل هذه المنزلة الكبيرة لقد كان مثالا بالانسان المؤمن الملتزم بآداب دينه .. وكان يراعى الله فى كل تعاملاته فى عمله ومع الناس كان يعشق عمل الخير والتصدق على الفقراء فى السر". أضاف والد زوجة الشهيد: لقد زارنى قبل سفره إلى سيناء منذ اسبوع بسبب مرضى وجاء ليطمئن على ولما أبلغنى انه مسافر إلى العريش طلبت منه أن يأخذ مسدسه معه من باب الاحتياط، فقال لى خليها على الله يا بويا أنا مش خايف من اى شىء .. ما قدره الله سوف يكون. وقال: لقد متعه الله فى الدنيا والاخرة واستشهد عمر وأصبح مع الأنبياء والصديقين .. لقد كان إنسانا بمعنى الكلمة وفى مرة جاء إلينا وأهدى حماته هدية، وقلت له: أنا اين هديتى يا عمر، فقال لى: أنا كلي ملكك يا أبى .. فأسعدتنى هذه الكلمة وكانه أحضر لى الدنيا كلها لى رحمه الله رحمة واسعة. وزوجته د. عزة .. أصيبت بحالة انهيار تام منذ أن عرفت باستشهاد زوجها، وقالت زوجة شقيقها أشرف سيد عزوز وتدعى منال حسن: إن عزة اتصلت بالشهيد عمر بعد أن سمعت بخبر الانفجار الاول فى العريش ورد عليها عمر وطمأنها أنه بخير ولم يصبه أي مكروه ثم اتصلت بهد مرة ثانية فأبلغها أنه محاصر هو وزملاؤه فى الفندق وهناك ضرب نار على الفندق وأغلق التليفون .. ثم اتصلت به مرة ثالثة ولم يرد عليها .. فأحست أن هناك شىء حدث. ثم اتصلت د. عزة بأحد أصدقائه، فطلب منها أن تحتسب عمر عند الله فغشى عليها فى الحال .. وراحت تصرخ بأعلى صوتها: "يا عمر لا تتركني أنا والأولاد". أضافت منال أن الشهيد عمر أبلغ زوجته منذ أسبوع برؤيا في المنام، أن عمر بن الخطاب زراه في المنام وتحدث معه فى أمور كثيرة .. ثم رأى رؤيا أخرى أنه استشهد وتم عمل جنازة عسكرية تقدمها الرئيس جمال عبدالناصر .. ولكن زوجته لم تهتم بهذه الرؤى. وقالت زوجته: إن عمر اشترى "ترينج أبيض" وأخذه معه فى رحلته إلى سيناء، كما اشترى كمية من البطاطين لتوزيعها على الفقراء عندما يعود من سيناء لقد كان يفعل الخير فى الخفاء دون أن يعلم أحد حتى أن أسر من الأرامل والأيتام حضروا جنازته وأبلغونا أن الشهيد عمر كان يعطى لهم مرتبًا شهريًا. ويقول أشرف شقيق د. عزة (زوجة الشهيد): لقد توفى والد المستشار عمر منذ 10 سنوات ووالدته توفيت منذ 7 شهور وله شقيقتان وهو وحيد والديه فقد متعه الله بموهبة حب الخير وخدمة الآخرين، فقد كان منزله قبلة لكل أبناء قريته، ومن يريد أي شىء يأتى إلى المستشار عمر بكل حب وود فقد حصل على الدكتوراه وساعد زوجته فى الحصول على الدكتوراه، فقد كان والدى يخشى أن زواجه يعطل عزة عن الدكتوراه فتعهد عمر لوالدى، وقال له سوف تحصل على الدكتوراه فى الموعد المحدد وفعلًا حدث ذلك وكان يساعدها على طبع الكتب والمذاكرة لابنه يوسف. أما "يوسف" نجل الشهيد .. بعد أن عاد من جنازة والده قال: لقد ودعت أبي منذ قليل وواريت جسده الطاهر التراب .. أنا فرحان لأن بابا بطل لم يخف من السفر إلى سيناء والإرهابيين .. بابا بطل وأنا ابن البطل .. لقد طلب منى أن أكون سفيرًا وسوف أكون سفيرًا إن شاء الله وأحقق أمنية بابا. أضاف يوسف: إخوتي يحيى ويس فى البيت مع ماما .. وأنا خايف عليهما من الخبر لما يكبروا .. سأقول لهما أن بابا كان بطل والناس كلها بتحبه. وطالب والد زوجة الشهيد الرئيس السيسي رعاية أبناء الشهيد، ويعتبرهم مثل أولاده ودعا له أن يحفظه الله من كل سوء.